النظريات الإدراكية للألم في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


حاول العديد من علماء النفس الذين يعتقدون أنه يمكن تقديم تفسير طبيعي للإدراك العادي دون تقديم بيانات الحس، فهم العديد من الأحاسيس الجسدية كأنواع من الإدراك العادي، ما يسمى بالنظريات الإدراكية للألم يتم تقديمها والدفاع عنها على أمل أن الآلام وغيرها من الأحاسيس الجسدية اللازمة، على عكس المظاهر الأولى هي أنواع من جمع المعلومات التي تعمل على نفس المبادئ التي تحكم الطرائق الحسية الأخرى.

النظريات الإدراكية للألم في علم النفس

يعتبر الالتزام الأساسي لأي رؤية إدراكية للألم على أوسع نطاق ممكن، هو أنه عادة في الشعور بالألم فإن المرء يدرك شيئًا ما فوق الذهن، بمعنى آخر عادة ما ينطوي الشعور بالألم على إدراك شيء ما بنفس المعنى الذي يرى فيه المرء تفاحة حمراء عندما يراها في ضوء جيد أنها تنطوي على الخارج، في بعض الأحيان في اللغة العادية يتم استخدام مصطلح الإدراك جنبًا إلى جنب مع الألم كما هو الحال في إدراك الألم للإشارة إلى الوعي بالألم أو مجرد الشعور بالألم.

هذا هو الاستبطان باستخدام الإدراك ويجب تمييزه بشكل حاد عما يعنيه منظرو الإدراك الحسي عندما يزعمون أن الشعور بالألم ينطوي على إدراك شيء ما، حيث يكون لديهم فكرة خارجية في النظريات الإدراكية للألم في علم النفس، حيث أنه وفقًا لمنظري الإدراك الحسي عندما يشعر المرء على سبيل المثال بألم حاد في مؤخرة يده فإنه يدرك بعض السمات الجسدية أو حالة اليد.

الطريقة المناسبة لهذا الإدراك هي الحسية الجسدية، على غرار الطريقة الحسية للمس أو الحس العميق أي الطريقة الحسية الداخلية لجسم المرء والتي تُعلم المرء عن موضع وحركة الجسم وأجزاء الجسم، يتعرف معظم أصحاب النظريات الإدراكية للألم في علم النفس على هذه الميزة مع تلف الأنسجة أو بعض حالات الأنسجة التي من المحتمل أن تؤدي إلى تلف إذا تعرضت لهذه الحالة.

بشكل أكثر تجريدًا إنه نوع من الاضطراب الجسدي بسبب بعض الصدمات في الأنسجة أو التهيج أو الالتهاب أو بعض الحالات المرضية أو حالة قريبة من ذلك، فمن الممكن أيضًا تحديد هدف الإدراك في الألم من خلال تنشيط مستقبلات الألم التي تعصب الأنسجة التالفة أو المتهيجة، حيث تستخدم النظريات الإدراكية للألم في علم النفس مفهوم تلف الأنسجة كبديل لأي حالة جسدية مضطربة لأنسجة الجسم يقال إنها تُدرك في الشعور بالألم وفقًا للمنظرين الإدراكيين.

تم ذكر النظريات الإدراكية للألم كبدائل لنظريات المعنى لأول مرة صراحة وتم تطويرها فلسفيًا في الستينيات، حيث أنه في ذلك الوقت كان الرأي السائد هو أن الآلام وغيرها من الإحساس الجسدي اللاإرادي ليست إدراكية على الإطلاق، لقد تم تصورها على أنها أحاسيس أو تجارب في نظريات المعنى التي تسببها بشكل موثوق به إصابة أو ضرر لأنسجة الجسم أو الأعضاء الداخلية.

لذلك كان يُعتقد أنها إشارات تحذير مفيدة لكن لم يكن لديهم الكثير من القواسم المشتركة مع الطرق القياسية لإدراك العالم الخارج عن العقل، هذا الرأي لا يزال لديه الكثير من المدافعين اليوم على الرغم من أن مفهوم الآلام على أنها بيانات حسية قد تم التخلي عنه إلى حد كبير، إلا أن أولئك الذين لا يتعاطفون مع النظريات الإدراكية ما زالوا يحملون ما يمكن تسميته وجهة نظر الإحساس للألم، والتي بموجبها الألم ليس شيئًا ظاهريًا ولكنه ظاهرة استثنائية.

مشكلة المظهر أو الواقع للنظريات الإدراكية للألم في علم النفس

المصدر الرئيسي لمقاومة وجهة النظر الإدراكية للألم يأتي من التصور المنطقي للألم الذي وفقًا له، فإن الآلام هي أحاسيس ذات خصوصية أساسية وذاتية وإيحاء بالذات وعدم قابلية للإصلاح، حيث تشكل هذه السمات الأساسية للآلام على ما يبدو صعوبات لأي نظرية إدراكية، في الواقع يمكن استخدامها في تطوير الحِجَج المناهضة للإدراك الحسي التي يمكن صياغة شكلها العام بالطريقة الإدراكية.

ينطوي الإدراك الحقيقي دائمًا على إمكانية سوء فهم الشيء الإدراكي الذي لا يكون في الأساس خاصًا وذاتيًا، بعبارة أخرى هناك دائمًا تمييز بين المظهر أو الواقع في النظريات الإدراكية للألم في علم النفس الذي ينطبق على الأشياء ذات الإدراك الحقيقي مما يؤدي إلى احتمال أن يؤدي المظهر الإدراكي لهذا الكائن إلى تضليلنا بشأن شكل الكائن في الواقع؛ والسبب الرئيسي لذلك هو أن هذه الأشياء لها حقيقة تتجاوز مظهرها.

بالتالي فهي أشياء عامة وقادرة على الوجود بمفردها دون أن ينظر إليها أحد، لكن الشعور بالألم ليس له أي من هذه السمات لذلك لا يمكن أن يكون تصورًا حقيقيًا، ومنها يمكن أن يتعامل منظرو الإدراك الحسي مع هذا الاعتراض الذي يكمن وراء المقاومة البديهية لعلاج الألم كشكل من أشكال الإدراك، وذلك بالنظر إلى الالتزام الأساسي لوجهات النظر الإدراكية أي أن الشعور بالألم ينطوي على إدراك شيء ما فوق الذهن، وقد يعتقد المرء أن المنظرين الإدراكيين يحددون الألم بتلف الأنسجة.

في الواقع إذا أخذ المرء هذا الرأي فإن الاعتراض الخاص بمشكلة الواقع أو المظهر في النظريات الإدراكية للألم في علم النفس يبدو حاسمًا تقريبًا ضده، لكن عددًا قليلاً نسبيًا من المدافعين يسلكون هذا الطريق بالفعل بما في ذلك لفهم الفطرة السليمة للألم وحددوا الآلام مع تجارب الألم أو الأحاسيس، مفهومة بطريقة واقعية مباشرة، خاصة إذا تم تحديد الآلام من خلال التجارب وليس أسبابها.

أسباب النظريات الإدراكية للألم في علم النفس

يحدد معظم أصحاب النظريات الإدراكية الشعور بالألم من خلال أسباب امتلاك خبرة في المقام الأول، لكن هذه هي التجربة الوسيطة أو المشاركة في الإدراك من تلف الأنسجة، بعبارة أخرى يعترف علماء النفس بأن المفهوم السائد للألم هو مفهوم التجربة الشخصية، لكنهم يصرون على أن هذه التجربة هي في الأساس إدراكية، إنها تشكل إدراكنا لتلف الأنسجة.

في النظريات الإدراكية للألم في علم النفس لا يكمن الاختلاف في تدفق المعلومات، ولكن في موضع اهتمامنا العفوي والتعرف المفاهيمي الناجم مباشرة عن التجربة الإدراكية، وفقًا لمعظم النظريين الإدراكيين من علماء النفس نطبق مفهوم الألم في المقام الأول على التجربة الإدراكية التي نمر بها، وليس على موضوع هذه التجربة، وعادةً ما يكون موضوع تجربتنا البصرية هو موضوع خبرتنا البصرية، وبالتالي فإننا نركز عليه إدراكيًا ومفاهيمي وخصائصه المرئية.

وبالتالي فإن عدم القابلية للإصلاح يقلل من عدم قابلية المرء للإصلاح فيما يتعلق بخبراته الحالية، إلى الحد الذي لا يمكن إصلاحه في التمييز والتعرف على تجاربنا الخاصة من الناحية المفاهيمية، إلى هذا الحد لا يمكننا أن نكون مخطئين بشأن آلامنا، ومن هنا فإن موضع تطبيق المفهوم هو تجارب الألم، على الرغم من أنه قد يبدو لنا كما لو كنا نطبق مفهوم الألم على مواقع جسدية.

في النهاية نجد أن:

1- النظريات الإدراكية للألم في علم النفس تتمثل في تفسير طبيعي للإدراك العادي دون تقديم بيانات الحس، وفهم العديد من الأحاسيس الجسدية كأنواع من الإدراك العادي.

2- إن وجهة النظر الإدراكية للألم يأتي من التصور المنطقي للألم الذي وفقًا له، فإن الآلام هي أحاسيس ذات خصوصية أساسية وذاتية وإيحاء بالذات وعدم قابلية للإصلاح.

3- من أسباب النظريات الإدراكية للألم في علم النفس هو امتلاك خبرة في المقام الأول، من خلال التجربة الوسيطة أو المشاركة في الإدراك من تلف الأنسجة.


شارك المقالة: