النمو الحركي لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


تعتبر البرامج الحركية من البرامج الناجحة تربوياً؛ والتي تهدف إلى اكتساب النمو للطفل في مختلف المجالات، حيث يؤكد العلماء بأنها هي من الغايات الأساسية للبشر، والتي من خلالها يبدأ الطفل في التعرف على العالم من حوله.

النمو الحركي لذوي الاحتياجات الخاصة

هذا الاتجاه الطبيعي نحو الحركة هو من طرق التعلم، وهو يعتبر اتجاه وظيفي لعالم الطفولة، ووسيط تربوي ذو فاعليه لتطوير النمو العقلي والاجتماعي والنفسي، والمهارات الحركية ذو اتجاه في غاية الأهمية في الحياة اليومية للطفل، وبالإضافة إلى كونها مرحلة نشاط حركي مستمرة، وتتميز حركات الأطفال هنا بالقوة وسرعة رد الفعل تجاهها والتنوع.

ويتمكن الطفل بالتدريج التحكم على حركاته وعلى عضلاته الصغيرة، إذا أتيح له التدريب المناسب، كما أنه يستطيع القيام ببعض المهارات الحركية كالجري والقفز والتسلق وركوب الدراجة والدق والحفر، ويمكن وصفه بشكل عام بأنه نشيط، وتؤثر حالة الطفل الجسدية والصحة العامة له في نموه الحركي، فإذا كان هناك عيوب جسمية أو عصبية كان هناك تأخر في النمو الحركي، كما أن اضطرابات الشخصية كالخجل والانطواء لها تأثير في النمو الحركي.

حيث أنها تعمل على تقليله، وذلك على عكس العدوان الذي يعمل على الزيادة في النشاط، والتعلم من خلال الحركة لا يقتصر على تعلم الحركة فقط، بل أن تكون الحركة هي الطريقة التي يتم عن طريقها إنجاز النمو الشامل والسليم للطفل، وأكدت الكثير من البحوث على أن الحركة عبارة عن طريقة تعليمية ممتازة للتنمية المعرفية، كما أنها تعد من الطرق المُفضلة لدى الكثير من أجل تعليمهم ضبط النفس والأمانة وبالإضافة إلى الصدق والتعاون وإنكار الذات.

ولا بد من تحويل النشاط الزائد عند الأطفال والاستفادة منه في وجهات نافعة، وتشجيع الطفل أثناء نشاطه حتى ندعم حاجته للشعور بالنجاح، والانتباه إلى حالات العجز الحركي الخاصة عند بعض الأطفال والعمل على علاجها، ومساعدة هؤلاء الأطفال في تطور نموهم الحركي، وذلك حسب إمكاناتهم قبل أن يُصاب مفهوم الذات لديهم بأذى، وحتى لا يؤدي ذلك إلى سوء التوافق الاجتماعي، ويعاني الأطفال المعوقين من صعوبات في المدرسة؛ بسبب المشكلات التي تتصل بمهاراتهم الحركة.

فنقص الدقة والتشنجات والحركات اللاإرادية تؤثر على جميع الوظائف، بما في ذلك الوظائف الأساسية للاتصال، وهذا في حدّ ذاته يمكن أن يؤدي إلى ضعف تقدير الذات والثقة بالنفس لدى هؤلاء الأطفال، فالحركة هي واحدة من أهم الصعوبات التي تواجه الطفل الكفيف، ربما لأنها أكثرها وضوحاً بشكل ظاهر لدى الكفيف، وإذا كانت كل التغيرات التي تطرأ على النمو الحركي لدى الطفل المبصر تنعكس عادة في الاتجاه نحو العالم الخارجي، فهذا هو الأمر الذي لا نجده بنفس الصورة لدى الطفل الكفيف.

كما أن الاتزان أمر ضروري لإنجاز أية مهمة حركية، ويكون الاتزان في بعض غير ضروري أثناء ارتكاز الجسم في حالة الرقود على قاعدة أفقية أو أثناء تقيد الجسم في مقعد متحرك، إلا أن قضية الاتزان تتطلب جهداً أكبر لتحقيقه في بعض الألعاب، كركوب الدراجة أو التزلج أو السير باستقامة، وتعتمد درجة ضبطه على عوامل عدة تتعلق بالحركة والمهارة الحركية التي تقتضي من الفرد إنجازها.

المهارات الحركية للطفل في عمر الخامسة والسادسة

في عمر الخامسة والسادسة تزداد سرعة الجري عند الطفل، ويمارس في المشي حركات أكثر تعقيداً، كأن ينقل قدميه واضعاً كعب الأولى أمام أصابع الثانية، ويستجيب للموسيقى ويرقص على أنغامها، ويرمي الكرة لمسافة تزيد على خمسة أمتار، ويرفع إبريق الماء بيد واحدة ويستعمل إبهامه لمنع انسكاب الماء، وكما يلاحظ توظيف القدرة على التوازن مع المهارة البصرية عند التقاط الكرة المقذوفة نحوه.

فهو ينحني قليلاً للأمام ويغير مركز ثقل الجسم، وقد يخطو خطوة قصيرة للأمام ويكون في نفس الوقت مادّاً ذراعيه الاثنتين نحو الكرة لالتقاطها، كما أنه يستطيع رمي الكرة بتصويب أكثر دقة، وتزداد قدرته على التوازن، ويستطيع تسلق الأشجار والتعلق بأغصان الأشجار باستعمال الأيدي والأرجل، وأما السباحة فهي مهمة حيث يعتبر العوم والرفس في الماء بمثابة بداية طيبة، وبعد أن يتعلم الطفل البقاء بوضع مريح في الماء، يمكنه أن يتعلم السباحة على الصدر.

ويمكن التغلب على كثير من هذه المشكلات باستخدام معينات بسيطة في التعليم، أما أفضل طريقة لمساعدة الطفل المصاب بصعوبات حركية، فهي تتمثل في تشجيعه على ممارسة الأنشطة الرياضية، حيث ترى (ماريا مونتسوري) أن إشراك الطفل في الأنشطة الحركية يوسّع مدى انتباهه، ويمكنه من التركيز ومعرفة التفاصيل.


شارك المقالة: