البرنامج التدريبي لتنمية المهارات الحركية للأطفال ذوي الشلل الدماغي

اقرأ في هذا المقال


يقوم البرنامج الذي ينمي المهارات الحركية للأطفال ذوي الشلل الدماغي المصاحب بإعاقة عقلية بتطوير وتنمية المهارات الحركية، وذلك بهدف تلبية حاجات الأفراد المختصين الذين يعملون على تدريب تلك الفئة حركياً، وكذلك بهدف إرشاد المشرفين وإرشاد المشرفات في الأقسام الداخلية داخل مراكز التربية الخاصة، وأسر هؤلاء الأفراد خلال إقامتهم في المراكز أو خلال وجودهم في البيوت لتدريبهم.

البرنامج التدريبي لتنمية المهارات الحركية للأطفال ذوي الشلل الدماغي

للقيام بمجموعة من المهارات البسيطة لهؤلاء الأفراد ووضعهم خلال الجلوس وخلال النوم في وضعيات تساهم في منع حدوث التشوهات، وكذلك في قصر الأوتار وتقلل من التوتر العضلي عندهم، ويشمل البرنامج من خمسة مراحل تضمن تلك المراحل على (120) جلسة ويحتاج تدريب الأفراد على تلك الجلسات خمسة شهور؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف البرنامج في تطوير وفي تنمية المهارات الحركية المستهدفة.

وذلك عن طريق استغلال أقصى ما توفره قدرات الفرد للوصول به إلى الاستقلال في حياته، والوصول فيه للاعتماد على ذاته، وذلك إلى أكبر درجة يمكن تحقيقها بناءً على قدرات الفرد وبناءً على إمكانياته، وأن هذا البرنامج التدريبي وضع بين يدي الأفراد المختصين، في ذلك المجال الذين يقومون بتطبيق الجانب الأساسي منه، وأيضاً سوف يوضع بين يدي الأفراد المشرفين في الأقسام الداخلية داخل مراكز التربية الخاصة.

وأهالي هؤلاء الأفراد الذين سيقومون بالإجراءات المساعدة لذلك البرنامج، وينبغي لهؤلاء استعمال هذا البرنامج بعد الاطلاع عليه واستيعاب خطواته، والتدرب على الإجراءات التي سوف يقوم فيها الفرد المختص أو المشرف الداخلي والأهالي بصورة كافية، وذلك بهدف إتقان التدريب الذي يقدم إلى الفرد وتحقيق النتائج المرغوبة من البرنامج.

مناقشة البرنامج التدريبي لتنمية المهارات الحركية للأطفال ذوي الشلل الدماغي

1- تهدف هذه المناقشة إلى معرفة نتائج البرنامج الحركي  في تطوير وفي تنمية المهارات الاستقلالية للأفراد ذوي الشلل الدماغي المصاحب بإعاقة عقلية، وتوصلت نتائج إلى أن هناك تأثيراً له دلالة إحصائية للبرنامج التدريبي الذي تم اقتراحه على نمو المهارات الحركية عند الأفراد ذوي الشلل الدماغي الذي يتواجد معه إعاقة عقلية عند أبناء المجموعة التجريبية.

2- وضحت تلك النتائج على أن أثر البرنامج التدريبي يعمل على تقليل التوتر العضلي عند حالات الشلل الدماغي التقلصي الذي يكون مصحوب بإعاقة عقلية، ويعمل كذلك على نمو المهارات الحركية، ولكن النمو لها ارتباط بشدة الإعاقة التي عند الفرد الذي يعاني من شلل دماغي تقلصي، ويعاني كذلك من شدة الإعاقة العقلية عنده كلما كانت شدة التقلص، وكلما كانت شدة التوتر العضلي أقل كلما كان نمو المهارات الحركية بصورة أكبر.

3- إن هناك نمو مضطرب يوجد في المهارات الحركية، ويوجد في المهارات الاستقلالية عند الأفراد المصابين بالشلل الدماغي التقلصي الرباعي المتوسط الذي يكون مصحوب بإعاقة عقلية درجتها بسيطة، مما يظهر فاعلية البرنامج في تطوير المهارات الحركية، وفي تنمية المهارات الاستقلالية السابقة عند كل من الذكور والإناث والفئتين العمريتين في الدراسة متقاربة على حد سواء.

4- توصل العلماء إلى أن نمو المهارات الحركية وان مهارة الاستقلال عند الأفراد الذين يعانون من الشلل الدماغي تعتمد بشكل رئيسي على شِدّة الإصابة من دون الاهتمام بالعمر في فترة الطفولة، ويرجع السبب لأن العضلة التي تم اصابتها بالتقلص نتيجة إصابة مركز الحركة داخل الدماغ يأتيها أوامر مضطربة فنتيجة لذلك تصاب بالتقلص، وكلما كانت الإصابة داخل مركز الحركة داخل الدماغ أكبر كلما كان التقلص نسبته أشدّ، ويبقى ذلك التقلص خلال تقدم الفرد بالعمر، وإن كان الفرد المصاب بالشلل الدماغي ذكراً أو أنثى.

5- تتفق نتائج الدراسة مع الكثير من الدراسات التي تم إجراؤها، حيث كانت الفترة العمرية لأبناء عينة الدراسة من عمر (3-6) سنوات، وكانت النتائج متشابهة في الفترات العمرية التي ضمنتها عينـة الدراسة، ولقد ترك أحد العلماء الفترة الزمنية للبرنامج التدريبي مفتوحة ومحكومة حسب درجة الحالة، وذلك بهدف تقليل التقلص العضلي بصورة مستمرة وتعويد الفرد على البقاء في أوضاع تقوم بكبح الشد العضلي الموجود عنده.

6- وكانت نتائج الدراسة نمواً متشابهاً في المهارات الحركية من دون الانتباه على العمر أو الجنس، وفي أغلب الدراسات السابقة تم تجاهل أثر العمر وتجاهل أثر الجنس على نمو المهارات الحركية ونمو المهارات الاستقلالية، وفي تلك الدراسات كان للبرنامج التدريبي له أثر ذو دلالة إحصائية في تطوير المهارات الحركية وتنمية المهارات الاستقلالية عند الأفراد المصابين بشلل دماغي تقلصي رباعي عنـد الافراد الذكور وكذلك الإناث وعند الفئات العمرية على حد سواء.

7- ولقد كان تأثير البرنامج التدريبي ظاهراً في القيام بتنمية وتطوير المهارات الحركية وذو دلالة إحصائية واضحة والتي، هي مهارة التحكم بالرأس إضافة الى مهارة الجلوس المتوازن، وكذلك مهارة استعمال اليدين ومهارة الوقوف المتوازن ومهارة المشي المتوازن، ولقد أدى تطور ونمو المهارات الحركية إلى تطور وتنمية المهارات الاستقلالية.

8- وأن تأثير نمو المهارات الحركية في المهارات الاستقلالية التي تم استعمالها في البرنامج، كما بينت النتائج سببه أنه عندما تم نمو حركة اليدين وعندما استطاع الفرد إمساك أدوات الطعام خلال الأكل أصبح بإمكانه أن يقوم بلبس ملابسه بذاته، وكذلك عندما تطورت مهارة الوقوف وتطورت مهارة المشي أصبح بإمكانه أن يتنقل من مكان إلى مكان آخر.

9- أيضاً عمل تطبيق البرنامج على تكيف الفرد داخل المجتمع الذي يحيط فيه، وأصبح إنساناً منتجاً وإنساناً له دور في الحياة وزادت ثقته بذاته، ومما ساهم في إنجاح تلك الدراسة وجود مجموعة متخصصة في جانب العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي، وتواجد الأجهزة وتواجد المعدات الجيدة في المراكز.

10- أن نتائج تلك الدراسة تدل على أنها امتداد للدراسات وامتداد للبحوث المسبقة، مما أدى إلى صدور نتائج ذات دلالة إحصائية واضحة في تطوير المهارات الحركية والمهارات الاستقلالية عند هذه الفئة المستهدفة بالبرنامج.

توصيات للبرنامج التدريبي لتنمية المهارات الحركية للأطفال ذوي الشلل الدماغي

1-  أن يتم تطبيق ذلك البرنامج في مراكز التربية الخاصة، وفي جميع المؤسسات التي تهتم بحالات الشلل الدماغي المصحوب بإعاقة عقلية بشكل فعلي.

2- إعادة التحقق في النتائج التي تم الوصول إليها في الدراسة الحالية باستعمال عينات شاملة أكثر، وذلك من خلال إعطاء المزيد من الدلالات على فاعلية البرنامج الذي تم القيام بتطويره في إطار تلك الدراسة.

3- دراسة فاعلية البرنامج الذي تم القيام تطويره؛ بهدف تطوير وتنمية المهارات الحركية للمساهمة في تطوير جوانب مختلفة من السلوك التكيفي ومن النضج الاجتماعي.

4- دراسة تنوع فاعلية البرنامج المقترح لتطوير المهارات الحركية بتنوع الإعداد الأكاديمي، للأفراد المدربين وتنوع درجات الإعاقة الحركية والإعاقة العقلية عند الأطفال.

وفي النهاية نستنتج أن نتائج تلك الدراسات والبرامج تدل على أنها امتداد للدراسات وامتداد للبحوث المسبقة، حيث عملت على تطوير المهارات الحركية والذي أثر في تطوير المهارات الاستقلالية المستهدفة بالبرنامج، الذي تم اقتراحه عند الأفراد ذوي الشلل الدماغي الذي يصطحب بالإعاقة عقلية، ومما ميز تلك الدراسة ومما جعل نتائجها متنوعة عن الدراسات وعن البحوث التي سبقت أنها مزجت ما بين مجموعة نظريات ومجموعة برامج واعتمدت على التهيئة واعتمدت على التدريب والتمكين.


شارك المقالة: