اقرأ في هذا المقال
- تأثير اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة على الالتحاق بالجامعات
- آلية التحدث إلى المراهقين عن اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
تأثير اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة على الالتحاق بالكلية، يعتبر التعليم لما بعد المرحلة الثانوية مسألة مهمة بالنسبة للعديد من الأسر التي لديها طفل مصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، إذ يتمثل أحد الأسئلة في تقرير هل سيلتحق الفرد مستقبلاً بالكلية أم لا، فهناك عدة عوامل تدخل في هذا القرار، ومنها الرغبة في مواصلة الدراسة والإتقان الكافي للمهارات المطلوبة مسبقاً، وإدراك الحاجة والرغبة لتعزيز الإدارة الذاتية.
تأثير اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة على الالتحاق بالجامعات
وقد يشعر العديد من الطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، أنهم بحاجة إلى فترة استراحة عقب الانتهاء من مرحلة المدرسة، ومن دون أن تتوافر لديهم أهداف مستقبلية واضحة، وذلك مع رغبتهم في الالتحاق بالكلية في نهاية المطاف، وقد يلتحقون بالعمل أو يلتحقون بمدرسة تقنية أو بكلية مجتمع، أو يمارسون هواية على نحو أكثر عمقاً، كوسيلة لتقصي خيارات العمل المتاحة، بالتالي قد يرغب العياديون في مساعدة الأسرة على إدراك أن تأخير الالتحاق بالكلية، وقد يتيح لهم في بعض الحالات فرصة قد تكون أكثر
نجاحاً.
وهناك اعتبارات أساسية ينبغي التفكير بها لدى اختيار الكليات لغايات الالتحاق بها، وتشمل هذه الاعتبارات حجم الكلية وبعدها عن المدرسة وعدد المدرسين إلى عدد الطلاب ومدى توافر تعديلات تعلم فردية، وهذا
وينبغي حث الوالدين والطلبة بقوة على استكشاف إمكانات الدعم الأكاديمية والاجتماعية المتاحة للطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة أو بإعاقة تعلمية، إذ تضم عدة كليات وجامعات برامج خاصة تشمل في إشرافاً دراسياً وتنظيمياً إضافياً ومساعدة في المهارات الدراسية.
وتعتبر هذه البرامج ذات فائدة عظيمة للطالب المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، والذي قد يواجه صعوبة أكبر من الطالب العادي في التكيف مع البرامج الدراسية الأقل تنظيماً في مرحلة التعليم التي تعقب المرحلة الثانوية، وإضافة إلى ذلك إذا ما قام المرشدون المقيمون في سكن الطلاب بتقديم مساعدة لهم من خلال إرشادهم وتوفير زميل مرافق لهم ومساعدتهم على نحو غير رسمي في اتخاذ القرارات الشخصية.
فيمكن أن يفيد ذلك في تحقيق التكيف الشخصي والاجتماعي الناجح، ومن ناحية أخرى يطلب أغلبية الإداريين إثباتاً على وجود عجز انتباه أو صعوبة تعليمية لدى الطالب، وقد يقتضي ذلك تقديم تقرير حديث عن حالة الطالب مع إمكانية إجراء تقييم إضافية لوضعية الطالب، وذلك حتى يتأتى تقديم مجموعة من التعديلات الممكنة لمثل هذه الحالات، ويشيع جداً بين طلبة الكلية عدم إفصاحهم للأسف عن مشكلاتهم التعلمية أو مشكلات الانتباه لديهم، وذلك لأنهم يخشون عدم قبولهم في الكلية أو يخشون حرمانهم من المساعدة المالية أو من الفرص الأخرى.
وفي حالة حدوث أزمة من مثل الإخفاق في اختبار أو في الرسوب في مادة، وقد يبرز الطلبة أو والدوهم وثائق تثبت وجود الاضطراب لديهم مطالبين بالحصول على خدمات فورية، وغير أن هذا يخلق مشكلة غير متوقعة وغير مسوغة للكلية ولأعضاء هيئة التدريس، بالتالي تطلب العديد من الكليات الآن من الطلبة الإفصاح عن اضطراباتهم التعلمية واضطرابات الانتباه عند قبولهم في الكليات أو قبل تسجيل مادة دراسية صعبة أو ذلك للاستفادة من التعديلات المتاحة.
آلية التحدث إلى المراهقين عن اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
من الضروري جداً أن يتم إشراك المراهق في عملية التقييم واتخاذ القرار والعلاج، وذلك لتحقيق مخرجات علاج فعالة، وإذ ينطوي أحد جوانب مرحلة المراهقة الطبيعية على تزايد وعي الفرد لصحته الجسمية والعقلية وعلى تحمل الفرد مسؤولية صحته وسلوكه، وقد تكون هذه العملية صعبة على وجه الخصوص بالنسبة للمراهقين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.
ويعود ذلك جزئياً إلى الأعراض الأساسية لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وإلى السيطرة المفرطة عليهم التي يغلب إن اقتضت الضرورة قيام الوالدين والمدرسين بها خلال مرحلة الطفولة، ومن هنا يرجح أن تكون إمكانية الاستقلالية في مرحلة الرشد مرغوبة ومخيفة في الوقت ذاته بالنسبة للمراهق، الذي ترعرع في بيئة تعود أن يجد فيها ملابسه مطوية وحقيبته منظمة وبرنامجه مكيفاً ونشاطاته المقررة مكتوبة على لوحة مزينة على الثلاجة، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى وجود علاقات متضاربة على وجه الخصوص بين الأهل والمراهق.
يفترض في الوضع المثالي أن يكون عيادي الرعاية الأولية شخصاً راشداً موثوقاً وموضوعياً بالنسبة للمراهق، حيث يكون العيادي قد أقام علاقة ألفة المراهق طوال فترة طويلة تميزت بالاحترام لهمومه ومعالجتها، فمن الأمور التي يكون لها فائدة في إنشاء علاقة ناجحة مع المراهق قضاء بعض الوقت للحديث على انفراد مع المراهق أو مع من هو مقبل على مرحلة المراهقة فيما يتصل بآرائه بكيفية سير أموره في المدرسة، ومع مدرسية والديه وأقرانه وإخوانه، وفيما يتصل بحالته النفسية وسلوكه وعلاجه الدوائي.
وقد تفيد هذه الألفة في توفير معلومات مهمة لا يقدمها أو لا يعرفها الوالدان، وأما الوقت الأمثل لذلك فيجب أن يكون خلال التقييمات الأولية وزيارات المتابعة، وقد تقتضي الضرورة في فترة ما وبناء على تقدير العبادي لبعض الظروف الفردية المتعلقة بكل المراهقين مناقشة مواضيع التدخين وغيرها من المواضيع، وذلك من أجل تقديم معلومات تساعد المراهق في اتخاذ قراراته المتصلة بالحفاظ على صحته.
وأما في حالة تقديم المعلومات على نحو مستقل، فتبرز مواقف يضطر فيها العيادي إلى تسهيل عملية مناقشة هذه المعلومات بين الوالد والمراهق، وذلك من أجل الشروع في حل المشكلة على نحو كاف بالنسبة لمناقشة فعالية العلاج الدوائي وتأثيراته الجانبية، فيتم إجراؤها عموما مع الوالد والمراهق معاً وذلك حتى تتأتى أقصى فائدة منها، ويأتي هذا الإجراء بسبب عدم خصوصية المعلومات المطروحة عادة بالنسبة للمراهق.
وبالإضافة إلى كونها في الغالب ميدانا للخلافات بين الأطراف المعنية، ففي أغلب الأحيان يدرك الوالد فعالية العلاج الدوائي بينما لا يدرك المراهق ذلك، ومن جانب آخر يرغب المراهق أحياناً في وقف الدواء؛ بسبب تأثيراته الجانبية والتي لا يدركها الوالد أو أنه لا يعتبرها كبيرة لدرجة تفوق مزايا العلاج الدوائي، ومن هنا يغلب حدوث القلق والانطواء الاجتماعي وقصور العفوية في التصرف في المواقف الاجتماعية والصحية، والافتقار إلى روح الدعابة والمرح.
وقد تصعب عملية وصف هذه التأثيرات خصوصاً بالنسبة للطفل غير الماهر كلامياً، كما أنها تعتبر في الغالب مشكلة عصيبة بالنسبة للمراهق لم يألفها الوالدان، وقد تكون أساس الصراعات بين الوالد والطفل المتعلقة بتناول العقار الدوائي، كما أن الوصمة المتصلة بالذهاب إلى عيادة التمريض لتناول عقار اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، تعتبر أمراً حقيقياً بالنسبة للمراهقين والأطفال الأصغر سناً كذلك.
وفي الختام يتم تقديم اقتراحات لموظفي المدرسة متعلقة بكيفية التعامل مع ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة على نحو حساس، فقد تقتضي الحاجة استعمال عقاقير أو اللجوء إلى حميات خاصة، وإذا كانت الخلافات بين الأهل والمراهق منصبة على مدى فعالية الدواء وليس على تأثيراته الجانبية.