أصبحت مشكلة الضوضاء واحدة من أبرز المشكلات التي تصاحب التقدم التكنولوجي، وهذه المشكلة رافقها بروز سلبيات كثيرة وضارة على الفرد سواء من الجانب النفسي أو الصحي أو العقلي على المدى البعيد والقريب، إذ رافق التقدم التكنولوجي بروز مصادر مختلفة للضوضاء مرافقة للشخص أينما ذهب، وتلازمه طوال اليوم، في المنزل، وفي العمل، وفي الشوارع، مع ارتفاع الكثافة السكانية، ووسائط النقل والسيارات، والازمات المرورية في كل مكان، وهذه الضوضاء لها آثار سلبية نفسية وصحية على الشخص، وتتسبب في ضغط عصبي ونفسي ترهق الشخص.
تأثير الضوضاء على الصحة النفسية والعضوية
الأضرار الجسدية
حدوث ألم شديد بالأذن، وتتسبب إيضاً إلى خسارة كاملة للسمع، بالإضافة إلى النتائج الظاهرة على التواصل والكفاءة الإنتاجية والسلوك الاجتماعي والعمل التطوعي، متاعب فسيولوجية مثل انقباض الأوعية الدموية الطرفية، وتبدل في نظم نبضات القلب، وصعوبة بالتنفس، وتغير مقاومة الجلد مثل فرط إفراز التعرق، وتغير بسيط فى الشد العضلي، وتبدل في حركة الجهاز المعدي، والتغير الكيميائي للدم والبول، وتتفاوت ردود الأفعال هذه من شخص إلى آخر، وتكون واضحة أكثر عند ذات الشخص عندما يكون الصوت أكثر حدة.
الأضرار النفسية
أما التأثيرات من الناحية النفسية، تتمثل في الإزعاج وتأثيره على الأعصاب، إذا ما امتدت لمدة طويلة وعلى وتيرة واحدة، فإن القلق والتوتر العصبي، وتقلب المزاج منتجات إضافية للعصر التكنولوجي.
فتؤدي الضوضاء إلى مشاعر متنوعة من عدم الرضا والحزن والخوف والهلع، فإن الضوضاء تؤثر على قشرة المخ، وتحدّ من النشاط، ويؤدي هذا إلى تحفيز القلق وعدم الارتياح الداخلي والتوتر والارتباك وعدم الاندماج أو التوافق الصحي، فأن الفرد قد يتراكم عنده من غير أن يشعر توتر عصبي نتيجة التعرض لهذه المشكلة، وهذا قد يسبب انهيار عصبي للشخص مما يسرع الإصابة بالأزمات الانفعالية.
الضوضاء تؤثر على القدرة العقلية للفرد مما يؤدي إلى الإحساس بالإجهاد الذهني وعدم القدرة على الإدراك والتعلم، كما تؤثر على المهام التي تحتاج إلى اليقظة والأعمال الحسابية، كما أن لها تأثير سلبي على صحة الفرد، ومن أبرز الأسباب الرئيسية في تدني الدافع للأداء، والتركيز وتشتيت الانتباه وسبب في الإزعاج والحزن، وشعور الفرد بالتعب والإرهاق السمعي والجسمي، وبالتالي تحد إنتاجية العامل وتسوء إمكانيته على العمل.