ما هي نوبات الهلع؟
هي نوبة تظهر من غير سوابق من الخوف المفرط التي تثير الكثير من الاستجابات البدنية من غير توفر تهديد فعلي أو تفسير لذلك، وقد تبدو هذه النوبات مرعبة للفرد الذي يصاب بها فقد يظن بأنه أصيب بنوبة قلبية أو بأنه يموت.
يصاب الكثير من الأشخاص بهذه الحالة مرة أو مرتين خلال الحياة، وعادةً ما تختفي المشكلة باختفاء الظروف التي تسببت في ظهور هذه الحالة، ولكن إذا تكررت بصورة مفاجئة وقضى الفرد وقت طويل في الخوف من ظهور نوبة أخرى فهذا يعرف بنوبات الهلع.
تأثير نوبات الهلع على الجسم:
إن هذه الحالة لها تأثير على نوعية حياته؛ نظراً لأن لها تأثير على الصحة البدنية للشخص، وفي ما يلي أبرز تأثيرات هذه الحالة على الجسد:
التأثير على الجهاز التنفسي:
عند ظهور هذه النوبة تصبح طريقة التنفس سريعة وسطحية عوضاً من أخذ نفس كامل يملئ الرئة، مما يرفع معدل التنفس ويؤدي إلى نقص معدل ثاني أكسيد الكربون في الدم، وتعرف هذه الحالة بفرط التهوية. وبالتالي تؤثر على الجسم مثل آلام في الصدر، تنميل، خدران، جفاف الفم، دوخة، الإحساس بالضعف وعدم التركيز.
التأثير على القلب والأوعية الدموية:
ومن الإناث اللواتي يواجهن لهذه النوبة تكون هناك واحدة على الأقل منهن هي الأكثر تعرض للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، كما اتضح بأن هذه النوبات مع الوقت لها تأثير سلبي على جهاز الدوران وقد ترفع من فرص الإصابة بأمراض القلب.
إذ ترفع هذه النوبات من معدل دقات القلب واندفاع الدم إلى العضلات، بما أن الاندفاع العالي لهرمون الأدرينالين في مجرى الدم، ولإنجاز هذه الزيادة في اندفاع الدم تقوم الأوعية الدموية بالانقباض، مما يتسبب في رفع درجة حرارة الجسد.
وللحد من درجة الحرارة يقوم الجسد بإفراز العرق، وقد تكون هذه الألية في بعض الأوقات مفيدة جداً فتتسبب في شعور الشخص بالبرد.
التأثير على جهاز المناعة:
يعمل جهاز المناعة على حماية الجسم من أي عدوى فيروسية أو بكتيرية قد يواجهها، ويوجد بعض الأدلة على أن هذه النوبات التي تظهر بشكل مكرر قد تضعف الجهاز المناعي للفرد.
إذ أن هذه النوبات تؤدي إلى التوتر، وبسبب ظهور التوتر يقوم الجسد على إنتاج هرمون التوتر وهو هرمون الكورتيزول، الذي يعمل على إضعاف بعض الأجسام المضادة في الجسم. وبهذا يكون الجسد ضعيف في التغلب على الجراثيم إذا تعرض لها ويكون الشفاء غير سهل.
التأثير على الجهاز الهضمي:
لا تبدأ مشكلات الجهاز الهضمي في المعدة إنما تبدأ في الدماغ، فعند ظهور هذه النوبات يرفع من الشعور بوجود الخطر، فيتم إثارة رد فعل تسمى الكر والفر التي تساعد على الهروب من الخطر.
تحتاج هذه ردة الفعل للعديد من موارد الدماغ التي تعتبر محدودة، لذا يقوم الدماغ بتعويض هذا من خلال إبطاء العضلات غير المهمة في هذا الوقت، مثل: العضلات المسؤولة عن الهضم.
تقوم هذه النوبات بإنقاص الناقلات العصبية وهي السيروتونين التي تؤثر على المزاج، كما لها دور في بعث إشارات إلى القناة الهضمية، ونتيجة لخفض السيروتونين من المحتمل ظهور مشاكل في الهضم. والتوتر قد يرتبط في الكثير من أمراض الجهاز الهضمي، مثل القولون العصبي.