حجج مبادئ العدل للموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


تتمثل حِجَج مبادئ العدل للموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي بأن الموقف الأصلي ليس حالة مساومة للجميع، حيث تقدم الأطراف مقترحات وأفكار مضادة وتتفاوض حول مبادئ مختلفة للعدالة، كما أنه ليس نقاشًا واسع النطاق حيث يتداول الأطراف ويصممون مفهومهم الخاص للعدالة، حيث أصبحت مداولات الأطراف أكثر تقييدًا ويتم تقديمهم بقائمة من مفاهيم العدالة المأخوذة من تقاليد وحِجَج العدل.

حجج مبادئ العدل للموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي

تشمل حِجَج مبادئ العدل للموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي العديد من الإصدارات المختلفة من النفعية، والكمالية، والحدس أو وجهات النظر التعددية، والأنانية العقلانية والعدالة كإنصاف ومجموعة من المفاهيم المختلطة التي تجمع بين عناصر مبادئ العدالة، وتقول هذه الحِجَج أن الأسلوب الاختياري غير قادر على التنازل عن مبادئ الاستحقاق بسبب المصلحة الذاتية لجميع الأفراد.

في حِجَج مبادئ العدل للموقف الأصلي للعدالة تقتصر مداولات الأطراف على المناقشة والاتفاق على المفهوم الذي يراه كل طرف أكثر عقلانية، وذلك عند النظر إلى مصالحهم المحددة وفي سلسلة من المقارنات الزوجية، حيث يأخذون في الاعتبار جميع مفاهيم العدالة المتاحة لهم ويتفقون في النهاية بالإجماع على قبول المفهوم الذي يتم الاتفاق عليه في النهاية.

في هذا الصدد يُنظر إلى الموقف الأصلي بشكل أفضل على أنه نوع من عملية الاختيار حيث تكون مداولات الأطراف مقيدة بشروط الخلفية التي يفرضها الموقف الأصلي بالإضافة إلى قائمة مفاهيم العدالة المقدمة لهم، وعند اتخاذ قرارهم فإن الأطراف مدفوعة فقط بمصالحهم العقلانية، وهم لا يأخذون في الحسبان الشروط الأخلاقية للعدالة إلا بقدر ما تؤثر هذه الشروط على تحقيق مصالحهم.

في حِجَج مبادئ العدل للموقف الأصلي للعدالة يتم تحديد مصالح الأطراف مرة أخرى من حيث حصول كل منهم على حصة كافية من السلع الاجتماعية الأساسية.

وتحقيق الخلفية الاجتماعية التي تمكنهم من متابعة مفهومهم للصالح بشكل فعال وإدراك مصالحهم العليا في تطوير وممارسة سلطاتهم الأخلاقية؛ نظرًا لأن الأطراف يجهلون مفاهيمهم الخاصة عن الخير وجميع الحقائق الأخرى الخاصة بمجتمعهم فإنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بالدخول في المساومة.

أنواع حجج مبادئ العدل للموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي

يقدم العالم جون راولز مجموعة حِجَج في النظرية لمبادئ العدالة في الموقف الأصلي في علم النفس الاجتماعي، حيث يتم تقديم الحِجَة الرئيسية لمبدأ الاختلاف وتم تعديلها وتوضيحها بشكل كبير في العدالة كإنصاف وإعادة الصياغة، والموضوع المشترك في جميع حِجَج الموقف الأصلي هو أنه من المنطقي أكثر للأطراف اختيار مبادئ العدالة على أي بديل آخر.

يكرس راولز معظم اهتمامه للمقارنة بين العدالة كالعدالة والنفعية الكلاسيكية والمتوسط ​، مع مناقشات مختصرة عن الكمالية والحدس، حيث تركز حِجَج مبادئ العدل للموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي المناقشة على مقارنة راولز بين العدالة كإنصاف والنفعية، ويمكن توضيح هذه الحِجَج من خلال ما يلي:

1- حجة المعايير

إن وصف اختيار الأطراف بأنه اختيار عقلاني يخضع للقيود المعقولة التي يفرضها الموقف الأصلي، حيث يسمح راولز باستدعاء نظرية الاختيار العقلاني والقرار في ظل ظروف عدم اليقين، وفي نظرية الاختيار العقلاني يوجد عدد من الاستراتيجيات أو قواعد الاختيار المحتملة التي يتم استخدامها بشكل موثوق أو أقل اعتمادًا على الظروف.

إحدى قواعد الاختيار تسمى المعايير التي توجهنا إلى أن نلعب بأمان قدر الإمكان من خلال اختيار البديل الذي تتركنا أسوأ نتائجه أفضل حالًا من أسوأ نتيجة لجميع البدائل الأخرى.

والهدف هو تعظيم الحد الأدنى من الندم أو فقدان الرفاهية، ولاتباع هذه الاستراتيجية يقول راولز أنه يجب علينا أن نختار كما لو أن الشخص المقابل لنا في المنافسة سيحدد مكانته الاجتماعية في أي نوع من المجتمع ينتهي به الأمر فيه.

على النقيض من ذلك تقودنا حِجَة المعايير في حِجَج مبادئ العدل للموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي إلى التركيز على الموضع الأكثر حظًا.

وتقول إنه يجب علينا تعظيم أقصى قدر من المكاسب المحتملة والحد الأقصى من اختيار البديل الذي تجعلنا نتائجه أفضل حالًا من جميع البدائل الأخرى، أي من هذه الاستراتيجيات أكثر منطقية في الاستخدام يعتمد على الظروف والعديد من العوامل الأخرى.

تقول حِجَة المعايير للموقف الأصلي للعدالة إنه يجب علينا دائمًا أن نختار تعظيم المنفعة المتوقعة بشكل مباشر؛ وللقيام بذلك في ظل ظروف عدم اليقين من النتائج يجب أن تؤخذ درجة عدم اليقين في الاعتبار في وظيفة المنفعة، مع تقديرات الاحتمالية المخصصة للبدائل بناءً على المعرفة المحدودة التي يمتلكها المرء.

حيث أنه بالنظر إلى هذه التقديرات الذاتية للاحتمالية المدمجة في وظيفة المنفعة يمكن للمرء دائمًا اختيار البديل الذي يزيد المنفعة المتوقعة إلى الحد الأقصى؛ نظرًا لأنه يبسط الأمور لتطبيق نفس قاعدة الاختيار على جميع القرارات، فهذه فكرة جذابة للغاية طالما يمكن للمرء أن يقبل أنه من الآمن دائمًا افتراض أن تعظيم المتوقع وتؤدي المنفعة بمرور الوقت إلى تعظيم المنفعة الفعلية.

2- حجج المجتمع المنظم والنظرية المثالية وتوترات الالتزام

هناك ثلاث حِجَج إضافية يقدمها راولز لدعم العدالة كإنصاف للموقف الأصلي، كل منها يعتمد على مفهوم المجتمع حسن التنظيم والمثل الأعلى لمجتمع حسن التنظيم هو تطوير راولز لعقيدة العقد الاجتماعي، إنه مجتمع يقبل فيه كل فرد عن طيب خاطر نفس مبادئ العدالة ويؤكدها، وتتحقق هذه المبادئ بنجاح في المؤسسات الاجتماعية الأساسية، بما في ذلك القوانين والاتفاقيات ويلتزم بها الأفراد بشكل عام.

الأشخاص العقلاء لديهم دوافع أخلاقية للامتثال لشعورهم بالعدالة فهم يريدون أن يفعلوا ما تطلبه العدالة منهم، حيث يقول راولز في نقاط مختلفة إن المجتمع المنظم جيدًا هو مجتمع عادل تمامًا، حيث تختار الأطراف في الموقف الأصلي المبادئ التي من شأنها أن تحكم مجتمعًا منظمًا جيدًا تمامًا حيث يوافق الجميع ويمتثلون ويريدون الامتثال لمبادئ العدالة الخاصة به.

ثم هناك وجهان لعقد راولز الاجتماعي تقع على عاتق الأطراف في الموقف الأصلي مهمة الموافقة على المبادئ التي يمكن للجميع قبولها بشكل عقلاني في ظل ظروف الموقف الأصلي، لكن اختيارهم العقلاني تحدده جزئيًا المبادئ التي يمكن للأشخاص الأخلاقيين في مجتمع منظم جيدًا أن يقبلوا ويوافقوا عليها باعتبارها المعايير الأساسية التي تحكم علاقاتهم الاجتماعية والسياسية.

إن افتراض حِجَة النظرية المثالية للأشخاص العقلانيين لمبادئ العدالة داخل مجتمع منظم جيدًا هو جزء مما يسميه راولز الامتثال الصارم، والتي هي سمة من سمات وجهات نظر العقد الاجتماعي، الذي يتضمن نموذج إيمانويل كانط لمملكة النهايات افتراضًا مشابهًا في النظرية المثالية؛ لتحديد أنسب مبادئ العدالة لتحكم العلاقات فيما بيننا نكتشف المبادئ التي سيتم قبولها وتأييدها بشكل عام بين المنطق المنطقي والعقلاني.

تسلط حِجَج راولز الضوء على فكرة أن الاختيار في الموقف الأصلي هو اتفاق، ويتضمن بعض سلالات الالتزام التي يفترضها الجميع في الامتثال للمبادئ التي يوافقون عليها، مع العلم أنهم مطالبون باختيار مبادئ لمجتمع منظم جيدًا يجب على الأطراف اختيار المبادئ التي يعتقدون بصدق أنهم سيكونون قادرين على قبولها والمصادقة عليها والامتثال لها طواعية في ظل الظروف التي يتم فيها تطبيق هذه المبادئ بشكل عام.

3- الاستقرار والدعاية واحترام الذات

تعتمد حِجَة راولز حول سلالات الالتزام صراحةً على سمة نادرة في حِجَته إنها تنطوي في الواقع على عقدين اجتماعيين، أولاً يتفق العملاء الافتراضيين المتساويين في الموقف الأصلي بالإجماع على مبادئ العدالة.

حيث جذبت هذه الاتفاقية أكبر قدر من الاهتمام من منتقدي راولز، لكن اتفاق الأطراف الافتراضي في الموقف الأصلي مصمَّم على أساس القبول العام لمفهوم العدالة من قبل أشخاص في مجتمع منظم جيدًا.

لكي تتفق الأطراف المفترضة في الموقف الأصلي على مبادئ العدالة، يجب أن يكون هناك احتمال كبير بأن الأشخاص الحقيقيين بالنظر إلى الطبيعة البشرية والحقائق العامة حول التعاون الاجتماعي والاقتصادي، يمكن أيضًا الاتفاق والعمل على نفس المبادئ، وأن المجتمع الذي يتم تشكيله وفقًا لهذه المبادئ ممكن ويمكن أن يستمر هذا الشرط الاستقرار المشار.

يعتبر أحد المفاهيم للعدالة أكثر استقرارًا نسبيًا من الآخر حيث يكون الأشخاص الأكثر استعدادًا لمراعاة متطلباته في ظل ظروف مجتمع منظم جيدًا، بافتراض أن كل مفهوم للعدالة له مجتمع مناظر منظم جيدًا بقدر ما يمكن أن يكون وفقًا لشروطه، فإن سؤال الاستقرار الذي أثير في النظرية هو أي مفهوم للعدالة من المرجح أن يشرك الحساسيات الأخلاقية والشعور بالعدالة الحرة والأشخاص المتساوين وكذلك يؤكدون مصلحتهم.

يقدم راولز حِجَتين من الموقف الأصلي تستدعي متطلبات الاستقرار من الدعاية ومن احترام الذات، ففي الحِجَة من الدعاية يؤكد راولز أن النفعية والكمالية وغيرها من المفاهيم الغائية من غير المرجح أن تكون مقبولة بحرية من قبل العديد من المواطنين عندما يتم الإعلان عنها بشكل كامل في ظل ظروف مجتمع منظم جيدًا.

في الحِجَة المستمدة من الأسس الاجتماعية لاحترام الذات فإن إن حالة الدعاية مهمة أيضًا في حِجَة راولز لمبادئ العدالة، من الأسس الاجتماعية لاحترام الذات، عندما تكون هذه المبادئ معروفة للجمهور فإنها تعطي دعمًا أكبر لإحساس الأفراد باحترام الذات مما تفعله مبادئ النفعية والكمال.

في النهاية نستنتج أن:

1- حِجَج مبادئ العدل للموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي تتمثل في العديد من الحِجَج التي وضعها العالم جون راولز، والتي تفسر الموقف الأصلي وأهم معايير العدالة الاجتماعية.

2- تتمثل حجج مبادئ العدل للموقف الأصلي للعدالة بالعديد من الحجج وكان أهمها ما يهتم بالمعايير والمجتمع المنتظم والالتزامات والاستقرار واحترام الذات.


شارك المقالة: