حل المشاكل السلوكية للطفل في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


يمكن أن يمثل سلوك الأطفال الصعب تحديًا كبيرًا للآباء،ولكن باستخدام تقنيات من العلاج السلوكي، يمكن للوالدين تغيير الطريقة التي يتفاعل بها الأطفال مع الأشياء التي تثيرهم، ويجب اختيار سلوكيات معينة لاستهدافها في تعديل سلوك الأبناء، والتفكير في أسباب سلوكياتهم.

حل المشاكل السلوكية للطفل في الإسلام

تسمى الأسباب في سلوكيات الأبناء بالمحفزات أو السوابق، وفي كثير من الأحيان السوابق هي أشياء يفعلها الآباء أنفسهم، وقد يلاحظ أن الطفل يميل إلى نوبة غضب عندما يطلب منه الوالدين تبديل أنشطته، أو قد يرى أن الطفل لا يتبع التعليمات إذا كان شيئًا لا يريد القيام به.

والهدف هو مساعدة الأطفال على تحسين سلوكهم باستخدام تحفيزات أكثر فائدة، وهناك أنواع من التحفيزات منها تحفيزات إيجابية تساعد الأطفال في التحولات، وهي العدّ التنازلي لهم حتى يكون لديهم الوقت للتكيف، ومساعدة الأطفال على اتباع التعليمات.

حيث يستطيع الوالدين تقديم المحاولة لمنحهم الخيارات، مثل سؤال الطفل هل تريد الاستحمام بعد العشاء أو قبله، ويجب عدم سؤال الوالدين الطفل كثيرًا عندما يكون جائعًا أو متعبًا أو مشتتًا.

والأطفال سواء أكانوا يرفضون عمل ما، أو يتأثرون بنوبة غضب كاملة، يمكن أن يجد الوالدين أنفسهم في حيرة من أمرهم، والحل هو طريقة فعالة للرد على سلوك الأبناء من قبل الوالدين.

وبالنسبة للآباء الذين هم بنفس ذكاء الأبناء، يمكن أن يوفر الآباء التقنيات العلاجية السلوكية، لطرق أكثر هدوءً واتساقًا لإدارة مشاكل السلوكيات للأبناء، وتوفير فرصة لمساعدة الأطفال على تطوير اكتساب المهارات السلوكية التي يحتاجون إليها الأبناء لتنظيم سلوكياتهم.

جوانب الفعل السلوكي لدى الأبناء

لفهم السلوك الإشكالي والاستجابة للطفل بشكل فعال، على الآباء التفكير في سبب سلوك الأبناء، وكذلك ما يأتي بعده هذا السلوك، هناك ثلاثة جوانب مهمة لأي سلوك معين:

1- العوامل السابقة التي تجعل احتمال حدوث السلوك الطفل أكثر أو أقل.

2 الإجراءات المحددة التي تحاول تشجيعها أو تثبيطها من قبل الوالدين للطفل.

3- النتائج التي تتبع سلوك الطفل بشكل طبيعي أو منطقي، وتكون العواقب إيجابية أو سلبية، التي تؤثر على احتمالية تكرار السلوك للطفل، وكلما كانت النتيجة فورية من قبل الوالدين، وتكون النتائج أقوى.

طرق حل المشاكل السلوكية للطفل في الإسلام

تتمثل الخطوة الأولى للآباء في تحفيز السلوك الجيد عند الأبناء في تحديد السلوكيات المستهدفة لديهم، فيجب أن يكون لهذه السلوكيات تحديد، بحيث يكون الجميع واضحًا بشأن ما هو متوقع من نتائج جراء هذا السلوك، ويمكن ملاحظة النتائج، وأن تكون قابلة للقياس بحيث يمكن للجميع الاتفاق على ما إذا كان السلوك قد حدث أم لا.

وقد تأتي صعوبات لمنع السلوك السيئ لدى الطفل في أشكال عديدة، مثل أن يدعم بعض أفراد الأسرة السلوك السيئ، والبعض الآخر يعتبرون أدوات مفيدة تساعد الآباء على إدارة السلوكيات التي يحتمل أن تكون إشكالية قبل أن تبدأ وتعزز السلوك الجيد.

ويجب أن لا يفترض الآباء أن الأطفال يعرفون ما هو متوقع منهم، بل يجب توضيح ذلك لهم، وتتغير التوقعات من موقف إلى آخر، فعندما يكون الأطفال غير متأكدين مما هو المفروض أن يفعلوه فمن المرجح أن يسيئوا التصرف.

ويجب أن يتأكد الوالدين من إخبار الأطفال بالتعليمات المهمة وجهًا لوجه، ومن غير المرجح لدى الأبناء أن يتم تذكر وفهم الأشياء التي تصرخ من بعيد من قبل الآباء.

وإن انتقاد الأبناء من الأمور المؤثرة جدًا على سلوكهم وشخصيتهم، خاصة في منتصف شيء يستمتعون به، يمنح التحذير الأطفال فرصة للعثور على مكان جيد للتوقف عن نشاط ما أو سلوك خاطئ.

وإن تقديم سلسلة من الأسئلة أو التعليمات إلى الأطفال يَحدّ من احتمالية سماع للآباء والمربين، والإجابة على أسئلتهم، وتذكر المهام التي أوجبت عليهم، وعدم القيام بما تم توجيههم لعدم القيام به.

طرق تعزيز السلوك الجيد عند الأبناء

فيما يلي بعض الأفعال التي يمكن أن تعزز السلوك الجيد لدى الأبناء:

1-  العلم الكامل بسلوك الأطفال

يجب أن يكون الوالدين على دراية بموقف الأبناء، وأن يضعوا في اعتبارهم العوامل البيئية والعاطفية وطرق إدارتها، ويمكن أن يؤدي الجوع أو الإرهاق أو القلق أو المشتتات إلى زيادة صعوبة كبح جماح سلوك الأطفال.

2- ضبط البيئة

عندما يحين وقت الواجب المنزلي على سبيل المثال، يجب أن يقوم الوالدين بإزالة عوامل التشتت مثل شاشات الفيديو والألعاب، وتقديم وجبات خفيفة قبل ذلك، وإنشاء مكان منظم للأطفال للعمل، والتأكد من جدولة بعض فترات الراحة، فالسلوك السليم يجب أن يكون له حدود وضوابط.

3- يجب أن تكون النتائج واضحة لدى الأبناء

سيحصل الوالدين على تعاون أفضل إذا كانوا هم وأطفالهم على دراية بما هو متوقع، فيجب الجلوس معهم وتقديم المعلومات شفهياً، حتى لو أن الطفل يعلم ما هو متوقع، فتوضيح التوقعات في بداية المهمة يساعد في تجنب سوء الفهم في المستقبل.

4- تحديد الوقت المتبقي للطفل في اللعب أو الدراسة

مثل توفير العدّ التنازلي للانتقالات كلما كان ذلك ممكنًا، وأن يقوم الوالدين بإعداد الأطفال للانتقال التالي، وإخبارهم عندما يبقى وقت لهم أو إذا كان الوقت نفذ، ويجب أن لا يقلل الوالدين أهمية إصدار العدّ التنازلي وإجراء الانتقال في الوقت المحدد.

5- وضع حيز لاختيار الأبناء وقراراتهم

عندما يكبر الأطفال، من المهم أن يكون لهم رأي في جدولهم الخاص، وإعطاء خيار منظم لهم، فيمكن أن يساعدهم هذا على الشعور بالتمكين ويشجعهم على أن يصبحوا أكثر تنظيمًا ذاتيًا.

6- التحكم بالتحديات والعواقب

ليست كل العواقب متساوية، فبعضها طريقة ممتازة لإنشاء هيكل ومساعدة الأطفال على فهم الفرق بين السلوكيات المقبولة والسلوكيات غير المقبولة، بينما لدى البعض الآخر القدرة على إلحاق الضرر أكثر من النفع، فيجب أن يتمتع الوالدين بفهم قوي لكيفية استخدام العواقب بذكاء.

7- إعطاء الاهتمام للطفل

يقدّر الأطفال اهتمام الكبار المهمين في حياتهم، لدرجة أن أي اهتمام إيجابي أو سلبي يكون أفضل من لا شيء، كما أن الرد على السلوكيات بالنقد أو الصراخ يؤثر سلبًا على تقدير الأطفال لذاتهم.

8- العقاب الفوري بعد السلوك الخاطئ

يجب أن لا يكون العقاب متأخر، والعواقب الأكثر فعالية تكون فورية بعد سلوك الطفل، وفي كل لحظة تمر بعد سلوك ما تقل احتمالية ربط الطفل لسلوكه بالنتيجة، يصبح عقابًا من أجل العقاب، ويقل احتمال تغيير السلوك فعليًا.

8- العواقب غير المتناسبة مع الخطأ

من المبرر أن يصاب الآباء بالإحباط الشديد، في بعض الأحيان قد يكونون محبطين لدرجة أنهم يبالغون في رد فعلهم، ويمكن أن تكون العواقب الوخيمة محبطة للأطفال وقد يتخلون حتى عن محاولة تعديل السلوك لديهم.

9- العواقب الإيجابية

عندما يتباطأ الطفل في عمل معين مفروض عليه، ويشكل الآباء حالة إحباط للطفل من خلال انتقاده، فيجب على الأهل أن يخبروا الطفل أن ذلك من أجله، حتى لا يزيدوا من احتمالية تباطؤه مرة أخرى في المرة القادمة.

وفي النهاية إن إدارة المهمات بشكل عشوائي تشعر الطفل بالإحباط، تجعل من الصعب على الطفل ربط السلوكيات بالعواقب، يجب توجيه الطفل من قبل الوالدين لتعديل سلوكه، ليس طفل لانتقاده ووضع العقد لديه.


شارك المقالة: