يعتبر النمو الإنساني في علم النفس من المفاهيم التي تجمع بين العديد من الاتجاهات الإنسانية وتتمثل بعلم النفس الاجتماعي والتنموي والطب، حيث ظهر النمو الإنساني في علم النفس وكان يركز اهتمامه على التطور والتقدم في الفترات الزمنية الخاصة بالعمر، كان النمو الإنساني في علم النفس في البداية يهتم بمرحلة الطفولة إلا أنه أصبح يهتم بجميع المراحل بعد ذلك.
خصائص النمو الإنساني في علم النفس
يعتبر النمو الإنساني في علم النفس من أهم المفاهيم التي ظهرت في المدرسة الظاهرية، حيث أنه يركز بشكل شامل في جميع المراحل والفترات الزمنية للإنسان، وهتم بجميع الخصائص التي تشمل هذه الفترات الزمنية، حيث تتمثل خصائص النمو الإنساني في علم النفس من خلال ما يلي:
التغير والتقلب
يتصف النمو الإنساني في علم النفس بأنه من المفاهيم التي تتعرض للتغير والتقلب، حيث أن كل نمو يعتبر مفهوم تغير بحد ذاته، والعكس غير صحيح حيث أن كل تغير أو تقلب من حال لثاني لا يعتبر نمو، ومنها يمكن القول أن النمو الإنساني في علم النفس بجميع التغيرات والتقلبات في السلوك الإنساني وخاصة تلك التي تتعلق بالنمو الزمني، فإذا كانت هذه التغيرات والتقلبات تحدث في المجال الفسيولوجي أي في النواحي الجسدية البدنية ووظائف الأعضاء وحصيلة المثيرات الوراثية في أغلب الأوقات، فإن هذه التغيرات والتقلبات تعرّف بالنضج.
أما إذا كانت هذه التغيرات والتقلبات تحدث في المجال الطبيعي الخاص بالبيئة المحيطة بالفرد، والتي تعتبر حصيلة أو نتيجة لجميع المواقف والأحداث التي يختبرها الفرد في الحياة اليومية فهي تعرّف بالتعلم والاكتساب، وفي كل من الحالتين سواء النضج أو التعلم والاكتساب قد ترمي التغيرات والتقلبات لمجموعة من القضايا الإيجابية أو السلبية، سواء التقدم أو التأخر بالعمر الفردي وما يتبعها من ظروف أو ضغوط حياتية.
ولكن التغيرات والتقلبات التي تعتبر غير تطورية فإنها على العكس من ذلك فإنها تعتبر جزء من حالة الطقس في التطور والانتقال التي لا تحتاج إلى ثورة أو معرفة أو تقدم الإنسان، حيث أن الشخص ممكن أن يتغير من ملابسه ولكن هذا لا يعني أنه في حالة من النمو الإنساني، ولكن تتابع الظروف والمواقف في هذا المثال لا يتضمن ويتمثل في وجود ارتباط بين الحالة الراهنة للشخص وحالته في الماضي.
تعتبر التغيرات والتقلبات التي تحصل في النمو الإنساني في علم النفس أنها شبه مستمرة ودائمة، وذلك لأنها تعتبر كحصيلة لكل من عملية النضج والتعلم؛ فإنها تعتبر ذات تغييرات تختلف في جوهرها عن المواقف العابرة أو التي تأتي عن طريق الصدفة أو أنها تعتبر من السلوكيات التي تتأثر بشيء من الممكن أن يختفي بأي لحظة، مع عدم وجود المثير أو العامل السببي خاصته.
النظام والترتيب
يتصف النمو الإنساني في علم النفس بأنه من المفاهيم التي تهتم بالنظام والترتيب وخاصة بالظروف والأحداث الطبيعية البسيطة، حيث أننا نجد في جميع الأوقات أننا كبشر نمر بجميع المراحل العمرية بشكل مرتب، فمن المستحيل أن نمر بفترة المراهقة قبل مرحلة الطفولة مثلاً، ومن غير الممكن أن يمر الشخص في فترة معينة بسمة أو موقف قبل أن يمر بالموقف الذي يسبقه، مثل أن يمر الفرد في مرحلة الطفولة بمرحلة الحبو قبل مرحلة رياض الأطفال وهكذا.
يعبر علماء النفس التنموي عن أهمية تسلسل المراحل العمرية والمرور بجميع إجراءاتها وخصائصها؛ من أجل التأكد من أن هذا الشخص يعتبر سليم جسدياً ومعرفياً، حيث وجد علماء النفس التنموي نمطاً تتابعي وتسلسلي للنمو الإنساني الحركي كمثال يرمي للنظام والترتيب، كأن يتحرك الفرد من أعلى لأسفل أو من الوسط للأطراف، كما يتبين النظام والترتيب في السلوكيات المتعددة وخاصة في مرحلة الطفولة مثل الحبو والنطق بالكلام وتحريك الأصابع والأيدي أيضاً.
العمومية والشمول
غالبًا ما نستخدم مصطلح النمو الإنساني في علم النفس بالتبادل مع التنمية والتطور الشمولي كمصطلحين مترادفين، بالمعنى الدقيق للكلمة يختلف النمو الإنساني في علم النفس عن التنمية، في هذا المعنى الدقيق يعني النمو الشمولية وزيادة في الحجم، عندما نقول أن جسمًا أو أيًا من أجزائه قد نما فهذا يعني أنه أصبح أكبر وأثقل، وبالتالي فإن الزيادة في حجم الطول والوزن التي يمكن قياسها تساهم في النمو الإنساني في علم النفس.
بالمعنى الواضح في النمو الإنساني في علم النفس تعني الشمولية في الشكل أو الهيكل مما يؤدي إلى تحسين العمل أو الأداء، وتحسين الأداء يعني تغييرات نوعية شاملة معينة تؤدي إلى النضج، على سبيل المثال لا تنمو الجمادات بشكل أكبر ولكنها تتطور أيضًا لأنها تتحسن في وظائفها، حيث أن زيادة حجم وهيكل الأذرع الحديدية مثلاً تمكن الفرد البشري من استخدامها لوظائف أكثر تعقيدًا لم تكن ممكنة من قبل.
أهم توجيهات علم النفس في النمو الإنساني
يقدم علماء النفس العديد من التوجيهات والإرشادات التوجيهية في مجال النمو الإنساني في علم النفس، حيث تستمر عملية النمو الإنساني في علم النفس والتطور من الحمل حتى يصل الفرد إلى مرحلة النضج، ويستمر تطوير كل من الخصائص البدنية والذهنية تدريجياً حتى تصل هذه الخصائص إلى أقصى نمو لها، حيث يستمر بشكل مستمر طوال الحياة، حتى بعد بلوغ النضج لا ينتهي النمو الإنساني في علم النفس.
لا يأتي النمو الإنساني في علم النفس فجأة، كما أنه يعتبر من المفاهيم التراكمية في طبيعتها، ومنها يتفق معظم علماء النفس على أن النمو الإنساني في علم النفس متسلسل، ويتبع كل نوع سواء أكان حيوانيًا أو بشريًا نمط تطور خاص به، هذا النمط بشكل عام هو نفسه لجميع الأفراد، حيث يزحف الطفل قبل أن يقف، ويقف قبل أن يمشي ويثرثر قبل أن يتكلم.
يعتبر معدل النمو الإنساني في علم النفس ليس موحد، حيث يختلف الأفراد في معدل النمو الإنساني في علم النفس، الفتيان والفتيات لديهم معدلات نمو مختلفة، كل جزء من أجزاء الجسم له معدل نمو خاص به، هناك فترات من الشدة والتوازن الكبير وهناك فترات من عدم التوازن، يعتبر النمو الإنساني في علم النفس من المفاهيم التي تسير من العام إلى الخاص، ففي جميع مجالات النمو الإنساني في علم النفس يسبق النشاط العام دائمًا نشاطًا معينًا، على سبيل المثال يحرك الجنين جسمه بالكامل ولكنه غير قادر على القيام باستجابات محددة.
فيما يتعلق بالسلوك العاطفي يتعامل الأطفال مع الأشياء الغريبة وغير العادية بنوع من الاستجابة العامة للخوف، في وقت لاحق تصبح مخاوفهم أكثر تحديدًا وتثير أنواعًا مختلفة من السلوك الإنساني، مثل البكاء والابتعاد والاختباء وما إلى ذلك.