خطوات البحث النفسي التجريبي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


قد يكون تصميم تجربة في علم النفس وإجرائها أمرًا مخيفًا للغاية، لكن كسر العملية خطوة بخطوة يمكن أن يساعد، بغض النظر عن نوع التجربة التي يمكن أن يقرر الشخص إجراؤها، عليه التأكد دائمًا من مراجعة العديد من المراجع والمصادر كتغذية مرتدة له.

البحث النفسي التجريبي في علم النفس

تعتبر التجربة من أهم عناصر المنهج العلمي، على هذا النحو هناك إجراء تجريبي الذي يتم من خلاله تحديد المتغيرات، حيث أن المتغيرات هي عناصر في التجربة قابلة للتغيير، وهناك نوعان من المتغيرات المستقلة والتابعة، حيث يتم التحكم في المتغيرات المستقلة من قبل الباحث بينما تتغير المتغيرات التابعة بناءً على المتغيرات الأخرى، وفيها ينظر لأهمية تحديد المجموعات في التجربة.

خطوات البحث النفسي التجريبي في علم النفس

تتمثل خطوات البحث النفسي التجريبي في علم النفس من خلال ما يلي:

1- البحث عن سبب حصول البحث أو السؤال

يمكن أن يكون اختيار سبب حصول البحث أحد أكثر الخطوات صعوبة في البحث النفسي التجريبي في علم النفس، بعد كل شيء هناك الكثير من الموضوعات المتنوعة التي قد يختار الشخص التواجد فيها، وعند صعوبة الفكرة يتوجب من الشخص أن يتحقق من معتقد شائع، حيث أن المعرفة الشعبية هي مصدر جيد للأسئلة التي يمكن أن تكون بمثابة أساس للبحث النفسي، على سبيل المثال يعتقد الكثير من الناس أن السهر طوال الليل للحضور لامتحان كبير يمكن أن يضر في الواقع بأداء الاختبار، حيث يمكننا إجراء دراسة لمعرفة درجات التباين في الاختبار للطلاب الذين لم يناموا طوال الليل مع عشرات الطلاب الذين حصلوا على نوم كامل قبل الامتحان.

2- مراجعة أدبيات علم النفس

تعد الدراسات المنشورة مصدرًا رائعًا للأسئلة البحثية التي لم تتم الإجابة عليها، ففي كثير من الحالات سيلاحظ المؤلفين الحاجة إلى مزيد من البحث، حيث يتوجب عليهم البحث عن دراسة منشورة يجدها مثيرة للاهتمام، ثم اختيار بعض الأسئلة التي تتطلب المزيد من الاستكشاف.

3- التفكر في الأحداث والمواقف اليومية

هناك العديد من التطبيقات العملية لبحوث علم النفس، حيث يتوجب من الشخص استكشاف المواقف والأحداث المختلفة التي يواجهها هو أو الآخرين كل يوم، ثم عليه التفكر في كيفية البحث عن حلول محتملة، على سبيل المثال يمكن التحقق من استراتيجيات الحفظ المختلفة لتحديد الطرق الأكثر فعالية.

4- تحديد المثيرات والعوامل الخاصة

المثيرات والعوامل الخاصة هي أي شيء قد يؤثر على نتيجة دراستنا، حيث يصف التعريف التشغيلي بالضبط ما هي المثيرات والعوامل الخاصة وكيف يتم قياسها في سياق دراستنا، على سبيل المثال إذا كان البحث يجري حول تأثير الحرمان من النوم على أداء القيادة فسنحتاج إلى تعريف الحرمان من النوم وأداء القيادة عمليًا، في هذا المثال يمكننا تعريف الحرمان من النوم بأنه الحصول على أقل من سبع ساعات من النوم ليلًا، ويمكننا تحديد أداء القيادة كمدى أداء المشارك في اختبار القيادة.

يعتبر الغرض الرئيسي تحديد المثيرات والعوامل الخاصة هو السيطرة، فمن خلال فهم ما نقيسه يمكننا التحكم فيه عن طريق الاحتفاظ بالمتغير الثابت بين جميع المجموعات أو معالجته كعامل مستقل.

5- تطوير الفرضية

تتمثل الخطوة التالية في تطوير الفرضية القابلة للاختبار التي تتنبأ بكيفية ارتباط المثيرات والعوامل الخاصة التي تم تحديدها تشغيليًا، ففي مثال الطلاب الذين لم يناموا بهدف الدراسة قد تكون الفرضية أن الطلاب المحرومين من النوم سيكون أداؤهم أسوأ من الطلاب الذين لم يحرموا من النوم في اختبار أداء القيادة، ومن أجل تحديد ما إذا كانت نتائج الدراسة مهمة من الضروري أيضًا أن يكون لدينا فرضية فارغة، حيث أن الفرضية الصفرية هي توقع عدم ارتباط متغير واحد بالمتغير الآخر، بمعنى آخر تفترض الفرضية الصفرية أنه لن يكون هناك اختلاف في تأثيرات المعاملتين في مجموعتنا التجريبية والضابطة.

يُفترض أن الفرضية الصفرية صحيحة ما لم تتعارض مع النتائج، ومنها يمكن للقائمين بالتجربة إما رفض الفرضية الصفرية لصالح الفرضية الثانية أو عدم رفض الفرضية الصفرية، من المهم أن نتذكر أن عدم رفض فرضية العدم لا يعني أننا نقبل الفرضية الصفرية، إن القول بأن الفرد قد تقبل الفرضية الصفرية يعني الإيحاء بأن شيئًا ما صحيح لمجرد أنه لم تجد أي دليل ضده هذا يمثل مغالطة منطقية يجب تجنبها في البحث العلمي.

6- إجراء بحث في الخلفية

بمجرد تطوير فرضية قابلة للاختبار من المهم قضاء بعض الوقت في إجراء بعض الأبحاث الأساسية، فماذا يعرف الباحثين بالفعل عن موضوعنا الذي نرغب بدراسته؟ وما هي الأسئلة التي تبقى دون إجابة؟ يمكننا التعرف على الأبحاث السابقة حول موضوعنا من خلال استكشاف الكتب والمقالات الصحفية وقواعد البيانات على الإنترنت والصحف والمواقع الإلكترونية المخصصة لموضوعنا.

تساعد قراءة الأبحاث السابقة على اكتساب فهم أفضل لما سيواجه الفرد أثناء تجربته الخاصة، يوفر فهم خلفية الموضوع الخاص بنا أساسًا أفضل لفرضيتنا الخاصة، بعد إجراء مراجعة شاملة للأدبيات قد يختار الفرد تغيير فرضيته الخاصة، ومنها يسمح البحث في الخلفية أيضًا بشرح سبب اختيارك للتحقيق في الفرضية الخاصة والتوضيح لماذا يستحق الموضوع مزيدًا من الاستكشاف.

7- تحديد التصميم التجريبي

بعد إجراء بحث في الخلفية ووضع اللمسات الأخيرة على فرضيتنا، فإن الخطوة التالية هي تطوير التصميم التجريبي، حيث تتمثل في تصميم ما قبل التجربة حيث تتم دراسة مجموعة منفردة من المشاركين، ولا توجد مقارنة بين مجموعة معالجة ومجموعة ضابطة، ومنها تتضمن أمثلة التصميمات التجريبية دراسات الحالة التي يتم إعطاء مجموعة منفردة علاجًا ويتم قياس النتائج، ودراسات ما قبل الاختبار أو بعد الاختبار حيث يتم اختبار مجموعة منفردة ومميزة وإعطاء العلاج ثم إعادة الاختبار.

8- توحيد الإجراءات

من أجل الوصول إلى استنتاجات مشروعة من الضروري مقارنة التفاح بالتفاح مثلاً أي المقارنة المتشابهة في الدرجة والنوع، يجب أن يتلقى كل مشارك في كل مجموعة نفس المعاملة في ظل نفس الظروف، على سبيل المثال في دراستنا الافتراضية حول آثار الحرمان من التحفيزات على أداء الدراسة، يجب إجراء اختبار الأداء لكل مشارك بنفس الطريقة، ويجب أن تكون المحفزات هي نفسها ويجب أن تكون العقبات التي يتم مواجهتها هي نفسها، ويجب أن يكون الوقت المحدد هو نفسه.

9- اختيار المشاركين

بالإضافة إلى التأكد من أن شروط الاختبار موحدة من الضروري أيضًا التأكد من أن مجموعة المشاركين الخاصة بالبحث هي نفسها، إذا كان الأفراد في مجموعة محددة ومجموعة ثانية مشابهة هم جميع الأشخاص الذين حصلوا مؤخرًا على رخص القيادة الخاصة بهم فستفتقر هذه التجربة إلى التوحيد القياسي.

10- إجراء الاختبارات وجمع البيانات

بعد اختيار المشاركين فإن الخطوات التالية هي إجراء الاختبارات وجمع البيانات قبل إجراء أي اختبار، ومع ذلك هناك بعض المخاوف الهامة التي تحتاج إلى معالجة مثل التأكد من أن إجراءات الاختبار الخاصة تعتبر أخلاقية، بمجرد اكتمال هذه الخطوة يمكن البدء في إدارة إجراءات الاختبار الخاصة وجمع البيانات.

11- تحليل النتائج

بعد جمع المعلومات حان الوقت لتحليل نتائج التجربة، ومنها يستخدم الباحثين الإحصائيات لتحديد ما إذا كانت نتائج الدراسة تدعم الفرضية الأصلية وما إذا كانت النتائج ذات دلالة إحصائية، حيث تعني الأهمية الإحصائية أنه من غير المرجح أن تكون نتائج الدراسة قد حدثت ببساطة عن طريق الصدفة.


شارك المقالة: