يقع على عاتق الآباء في الدين الإسلامي دور رئيس في تربية الأبناء وتقويم سلوكهم وتعديله بما يتوافق مع الدين والعادات والقيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “كلكم راع ومسؤول عن رعيته”، صحيح البخاري، الآباء الانتباه لسلوكيات أطفالهم خاصة في مراحل الطفولة المبكرة وملاحظة أي سلوك يخرج عن الفطرة السليمة ومعالجته بالحوار والنقاش مع الطفل وبيان موقف الدين الحنيف من هذا السلوك وصولًا إلى إقناع الطفل بترك هذا السلوك بما يضمن عدم العودة له مطلقاً.
دور الإسلام في علاج السلوك الشاذ لدى الطفل
أفضل طريقة يتعامل بها الآباء مع أبنائهم في موضوع سلوكيات الطفل هو مبدأ الحلال والحرام، ويجب تعليم الطفل هذا المبدأ عمليا أيضًا من خلال أن يكون الآباء قدوة لأطفالهم؛ فما يتوافق مع ديننا من أفعال وسلوكيات نأخذ به وما لا يتوافق مع ديننا نتركه ونرفضه.
من أهم وسائل محاربة السلوك الشاذ لدى الأطفال الحوار والنقاش بين الآباء وأطفالهم وصولا إلى تشكيل قناعة تامة لدى الطفل بهجر هذا السلوك ويجب أن يكون الحوار هادفا وبناء بطريقة هادئة بعيدة عن العصبية التي قد تؤدي إلى نتائج عكسية تجعل الطفل يكره النصح ويتمسك بالسلوك الشاذ أكثر من ذي قبل، قال الله تعالى: “ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك”، آل عمران، 159.
وينبغي على الأبناء احترام آبائهم والثقة في أقوالهم فرضا الوالدين مقرون برضا الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى : “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا”، الإسراء، 23، وهو عمل يتقرب به الأبناء من الله جل وعلا لذا على الأبناء طاعة والديهم بما فيه رضا الله تعالى وهذا الأمر يسهل على الوالدين معالجة أي سلوك شاذ يطرأ لدى أطفالهم بيسر وسهولة.
وأحد أهم الأسباب التي تجعل الطفل يتبنى سلوكا شاذا هم الأصحاب والرفقاء خاصة رفاق السوء الذين يشجعون أقرانهم على تجريب كل ما هو جديد وينظرون نظرة سلبية لمن لا يجاريهم من أقرانهم في أفعالهم، وهنا على الآباء مسؤولية عظيمة في معرفة أصدقاء أطفالهم وتحري الصديق الجيد من الصديق الذي يجلب المفاسد لابنهم.
وفي النهاية من أكبر المفاسد التي تجني على الأبناء الويلات أوقات الفراغ التي أن يمكن يشغلها الطفل بالتفكير في فعل المفاسد، ولا بد للآباء من أن يشغلوا أوقات فراغ أبنائهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة وبما يقربهم من الله سبحانه وتعالى مثل قراءة القرآن والسنة النبوية الشريفة والكتب النافعة وممارسة الرياضة وغيرها.