دور اللعب في التطور المعرفي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يمكننا النظر في اللعب والتطور المعرفي من خلال ما يقوم به بعض الآباء بتربية أطفالهم في بيئة صارمة للغاية، حيث أنهم يعطون أطفالهم قائمة طويلة من الأعمال المنزلية في جميع أنحاء المنزل، اعتمادًا على عمرهم، ويمتلك الأطفال القليل جدًا من وقت اللعب، ولكن إذا كان هؤلاء الآباء يعرفون مقدار اللعب الذي سيفيد الحالة العقلية والعاطفية للطفل، فربما يشجعونه أكثر.

دور اللعب في التطور المعرفي في علم النفس

أظهر البحث النفسي أن اللعب يفيد الأطفال بعدة طرق متنوعة وأظهر دور اللعب في التطور المعرفي في علم النفس، حيث أنه يساعد في تطوير اللغة والتفاعلات الاجتماعية والإبداع ومهارات التفكير والقدرات المعرفية والحركية والذكاء العام وحتى نمو الدماغ، وعندما يحدث ذلك أثناء الطفولة فإنه يحدث في ذروة التطور المعرفي الأساسي.

يعتبر اللعب مهم للتطور المعرفي لطفلنا في مرحلة ما قبل المدرسة، أي قدرة الطفل على التفكير والفهم والتواصل والتذكر والتخيل والعمل على ما قد يحدث بعد ذلك، ومنها يرغب الأطفال في مرحلة معينة من مراحل حياتهم التطورية في تعلم كيفية عمل الأشياء، ويتعلمون بشكل أفضل من خلال اللعب، ومنها يساهم الأفراد من خلال اللعب على حل المشكلات والإبداع والتجريب والتفكير والتعلم طوال الوقت.

يعد قضاء الوقت في اللعب مع الطفل مفيدًا بشكل خاص للنمو المعرفي له؛ ذلك لأن اللعب معًا يبني علاقة كل من الأسرة والطفل ويرسل رسالة بسيطة ولكنها قوية في أن هذا الطفل مهم بالنسبة لهم، هذه الرسالة هي الأساس القاعدي للطفل من أجل التعرف على من هم وكيفية تناسقهم في العالم، كما أنه يمنح الطفل الثقة لمواصلة استكشاف العالم والتعرف عليه.

مع الوقت والخبرة والممارسة، من المحتمل أن يقوم الأطفال في البدء في تنظيم الألعاب وتكوين صداقات والبدء في فهم مفاهيم مثل أكبر وأطول، وطرح الكثير من الأسئلة وخاصة لماذا، والبدء في تطوير روح الدعابة والبهجة بالنكات والأحاجي وتطوير مفهوم الوقت، والبدء في التنبؤ بما سيحدث بعد ذلك.

دور اللعب التخيلي في التطور المعرفي في علم النفس

يعتبر اللعب التخيلي مهم في التطور المعرفي في علم النفس من خلال ما يعرّف بالتظاهر الذي يعتبر مهم في نمو الطفل، فمن خلال اللعب التخيلي يقوم الأطفال بالتعرف على أنفسهم والعالم، ومنها تعد تجارب اللعب الدرامية من أولى الطرق التي يتعلم بها الأطفال ما يحلو لهم وما يكرهون، واهتماماتهم وقدراتهم، إنهم يجربون لعب الأدوار ويعملون على فهم ما لاحظوه، فقط عند مشاهدة الأطفال يلعبون بالدمى لنرى أمثلة على ذلك، فغالبًا ما تصبح الدمى نسخًا للطفل نفسه وهي طريقة آمنة للأطفال للتعبير عن أفكار ومشاعر جديدة.

يعتبر اللعب التخيلي مهم في التطور المعرفي في علم النفس من خلال تعامل الفرد مع مشكلات الحياة المحيرة أو المخيفة أو الجديدة، مثل مشاهدة يومًا ما أطفالًا يتظاهرون بزيارة الطبيب في اللعب التخيلي، فأحد الأطفال يحمل سماعة الطبيب الوهمية بإخلاص بينما يصطف الآخرون لإجراء فحص طبي، وفي كثير من الأحيان لا يحصل شخص ما على لقطات، هذه طريقة الطفل لاستكشاف تجربة شائعة ومربكة أو مخيفة في بعض الأحيان.

من خلال لعب الأدوار هذه يصبح الأطفال أكثر راحة واستعدادًا لأحداث الحياة بطريقة آمنة في التطور المعرفي في علم النفس، وغالبًا ما يستخدم الأطفال لعبة التظاهر للقيام بمزيد من أحداث الحياة الشخصية الصعبة أيضًا، سواء كان ذلك للتعامل مع مرض في الأسرة، أو عدم وجود أحد الوالدين أو الطلاق أو حريق في المنزل.

يعتبر اللعب التخيلي مهم في التطور المعرفي في علم النفس من خلال تطوير مهارات التفكير الاجتماعي ومهارات التفكير العليا المعقدة، حيث يعتبر التظاهر باللعب أكثر بكثير من مجرد أنشطة لعب بسيطة، ويتطلب استراتيجيات التفكير المتقدمة والتواصل والمهارات الاجتماعية.

من خلال التظاهر باللعب يتعلم الأطفال القيام بأشياء مثل التفاوض، والنظر في وجهات نظر الآخرين، ونقل المعرفة من موقف إلى آخر، وتأخير الإشباع، وتحقيق التوازن بين أفكارهم الخاصة مع الآخرين، ووضع خطة والعمل على أساسها، واستكشاف الرمزية، والتعبير والاستماع إلى الأفكار، وتحديد المهام والأدوار، وتجميع المعلومات والأفكار المختلفة، وفي وصف اللعب الإبداعي هذا يمكننا بسهولة وصف المهارات اللازمة لإدارة مشروع عمل لشخص بالغ بنجاح مثل وصف لعب الأطفال التخيلي.

يعتبر اللعب التخيلي مهم في التطور المعرفي في علم النفس من خلال تنمية الذكاء الاجتماعي والعاطفي، وكيف نتفاعل مع الآخرين هو مفتاح النجاح والسعادة مدى الحياة، حيث إن معرفة كيفية قراءة الإشارات الاجتماعية، والتعرف على المشاعر وتنظيمها، والتفاوض والتناوب، والانخراط في نشاط طويل الأمد يعود بالفائدة على الطرفين، ليست مهام سهلة، ولا يوجد بديل للعب الإبداعي والخيال عندما يتعلق الأمر بتعليم وتعزيز هذه القدرات لدى الأطفال.

يعتبر اللعب التخيلي مهم في التطور المعرفي في علم النفس من خلال تجميع المعرفة والمهارات؛ نظرًا لأن التعلم ونمو الطفل لا يحدثان في فترات زمنية منفصلة أو أثناء الأنشطة المنعزلة، حيث يحتاج الأطفال إلى فرص لمزج مهاراتهم ومعرفتهم معًا، وتعتبر مسرحية التخيل طريقة مثالية للقيام بذلك.

عند التفكير في الأطفال الذين يلعبون في متجر البقالة الذين يقومون بالفرز حسب السمات حيث يقومون بتجميع الأطعمة المتشابهة في أقسام المتجر، ويستخدمون مفاهيم الرياضيات لجدولة المبالغ أثناء تحديد الأسعار وحساب فواتير البقالة، واستخدام الكتابة للتواصل عن طريق وضع العلامات، وتجربة الأشكال والأوزان أثناء تنظيم المتجر والعمل بشكل تعاوني حيث يقومون بتعيين الأدوار واللعب معًا وأكثر من ذلك بكثير.

كيفية تنشيط دور اللعب في التطور المعرفي في علم النفس

يتوجب من أحد الوالدين أو مقدم الرعاية أن يشجع مهارات التعلم وتنمية الطفل عندما يشارك الأطفال في التخيل، فيتمثل كيفية تنشيط دور اللعب في التطور المعرفي في علم النفس من خلال استخدام القصص حيث يتوجب القيام بدعوة الأطفال لإعادة إنشاء قصة مفضلة أو المضي قدمًا وإضافة لمسة خاصة بهم أثناء لعبتهم التخيلية، والحث على أفكارهم من خلال طرح أسئلة مثل ما رأيك بعد ذلك؟ وماذا لو لم يجد الكلب عظمه؟

يتمثل كيفية تنشيط دور اللعب في التطور المعرفي في علم النفس من خلال توفير الدمى حيث يتوج التأكد من أن الطفل لديه وصول واسع ومنتظم إلى أشياء مثل الدمى، هذه لا يجب أن يتم شراؤها من المتجر يمكن قصها من الورق أو صنعها من الملابس، ومن خلال اللعب التخيلي ينسب الأطفال بسهولة المشاعر والأفكار إلى هؤلاء الأشخاص والحيوانات وغالبًا ما يستخدمونها للتعبير عن أفكارهم وأفكارهم ومشاعرهم واستكشافها والعمل عليها.


شارك المقالة: