الأنشطة الخارجية في منتسوري هي المفضلة لدى الجميع على الإطلاق، وتعتقد الدكتورة ماريا منتسوري أن الهواء الطلق هو امتداد طبيعي للفصل الدراسي، ويجب أن يكون هناك انسجام بين بيئات التعلم الداخلية والخارجية، لذا الهواء الطلق هو تجربة حسية مثالية.
ربط فصول منتسوري الداخلية والخارجية
يكتشف الطفل العالم من خلال حواسه بأكثر الطرق شمولية، إلى جانب التطور العضوي من خلال الرؤية، والشم والسمع والشعور، حيث تقدم الطبيعة دروسًا ناضجة في علم النبات، وعلم الحيوان، وبأبسط الطرق وأكثرها نقاءً.
وتتكون دراسة الطبيعة من ملاحظات بسيطة وصادقة قد تكون، مثل الخرز على خيط، مترابطة أخيرًا على الفهم، وبالتالي تتماسك معًا كوحدة منطقية ومتناغمة.
الأفكار الرئيسية لفصل منتسوري في الهواء الطلق
السؤال الذي يتم طرحه هل مبادئ الأساسية لتعليم منتسوري في الهواء الطلق هو نفس المبادئ الأساسية للفصل الدراسي الداخلي؟ تشمل المبادئ الأساسية ما يلي:
١- فصل دراسي بقيادة الطفل.
٢- بيئة جيدة الإعداد.
٣- المعلم كمرشد.
٤- الحرية ضمن معايير واسعة.
٥- الدوافع الذاتية.
٦- مراقبة الطفل.
تقديم أنشطة منتسوري في الهواء الطلق
خلال سلسلة من مشاركات أنشطة منتسوري إلى الخارج، يبذل معلمي منتسوري قصارى جهدهم لتقديم الأنشطة التي تناسب دورة عمل منتسوري في الداخل والخارج، وفكرة منتسوري عن نشاط رائع ليست فكرة يمكن القيام بها في 30 دقيقة وتسجيلها على الحائط.
ولقد أنشأت كتابًا يحتوي على أكثر من 40 نشاطًا تغطيه مجالات الحياة العملية والحسية والرياضيات واللغة في فصل منتسوري، حيث تُعتبر طاولات الأنشطة مثالية لتشجيع الاستكشافات الحسية، فخلال فصل الخريف الدافئ واللطيف في العام الماضي، أتيحت الفرصة للعديد من الأماكن لتطوير أنشطتها في الهواء الطلق، وكذلك لإثراء طاولات أنشطتها بالداخل.
فوائد تقديم أنشطة منتسوري في الهواء الطلق
وتدعو فكرة منتسوري الخاصة بأن الخارج يجب أن يأتي إلى الداخل، ويؤخذ الداخل إلى الخارج الممارسين لإقامة روابط بين الفصول الدراسية الداخلية والخارجية، ومساعدة الأطفال على الربط بين بيئتي التعلم، وبالتالي زيادة وعيهم عن طريق اللمس ودعم احتياجاتهم للتعلم من خلال الحواس.
ومجموعات الأوراق والصيد تمنح الأطفال فرصًا لاستكشاف الحدائق أو المشاركة في رحلات استكشافية إلى المتنزهات المحلية والأماكن المفتوحة، ويمكن إعادة القطع الأثرية التي تم العثور عليها إلى الفصل وترتيبها على طاولة النشاط لتسهيل استكشاف الأنسجة والألوان والأحجام والأشكال، فضلاً عن الصوت والحركة.
ويمكن استخدام العدسات المكبرة والمجاهر لتوسيع تعلم الأطفال، حيث ستمنح ملاحظات هذه الاستكشافات الممارسين فرصًا لملاحظة الأطفال حيث:
1- استخدام اللغة، لا سيما عند وصف استكشافاتهم.
2- المهارات الرياضية، عند مقارنة الأحجام والألوان والأشكال والقوام.
3- صلاحيات المراقبة، أي قدرتها على ملاحظة أوجه التشابه والاختلاف.
4- مهارات التمثيل عندما يبدأون في استخدام الموارد بطريقة رمزية.
5- القدرة على مشاركة الموارد على الطاولة.
6- وتستعمل الملاحظات أيضًا كأدوات لمزيد من التخطيط وتوسيع نطاق تعلم الأطفال باستخدام الكتب والكتل والأنشطة الفنية والحرفية داخل الفصل الدراسي.
7- في فصل الشتاء لا تكون الموارد الخارجية وفيرة، ولكن لا تزال هناك فرصة لاستخدام جدول النشاط للمصنوعات اليدوية التي تمثل مواسم الأعياد المختلفة، على سبيل المثال عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
8- توفر موضوعات النقل مزيدًا من الفرص لتوسيع نطاق تعلم الأطفال، واستخدام الحصائر التي تمثل الأرض والماء والهواء، وكبداية جيدة لمثل هذا المشروع خلال فصل الشتاء.
9- تتوافر فرص التعلم الحسي، حيث يمكن للأطفال تصنيف المركبات حسب الحجم والنوع واللون، أو حسب الصوت في نوع من اليانصيب الصوتي أثناء تطوير سيناريوهات اللعب.
10- ويمكن للأطفال استكشاف الظلال والأشكال من خلال صندوق الضوء، مما يؤدي إلى اختلاط الألوان، وصنع أقواس قزح، والتحقيق في المواد الشفافة وغير الشفافة، وتصبح دمى الظل أدوات مفيدة لرواية القصص ويمكنها أيضًا تقديم ثقافات جديدة للأطفال.
11- ودائمًا ما يكون نشاط الماء مصدرًا لفرحة الأطفال، باستخدام معرفتهم بالطفو والغرق، يمكن للأطفال استكشاف خصائص الجليد، وحتى استكشاف البخار تحت إشراف البالغين، وتعتبر الصفات المتغيرة للمياه من سائل إلى صلب وغاز معجزة للأطفال الصغار، حيث توفر فرصًا غنية للمناقشة وتقديم الفرضيات العلمية، وستكون مقدمة طبيعية لدورة المياه ومراقبة الطقس للأطفال الأكبر سنًا.
12- أخيرًا المغناطيس، حيث أنها توفر فرصة أخرى لتوسيع الموارد المقدمة للأطفال على طاولة النشاط، ولتعزيز وعيهم الحسي المتزايد وفرص بناء الأشكال باستخدام مجموعة متنوعة من الألعاب.
13- مع بعض الاعتبار أن فرص الاستكشاف الحسي تكمن في صميم معظم أنشطة السنوات الأولى، وإن تقديم المصنوعات اليدوية للأطفال على جداول الأنشطة يلفت انتباههم إليهم، ويمنح الممارسين الفرصة لمراقبة وتقييم مستوى معرفتهم وفهم بيئتهم والتخطيط لمزيد من الأنشطة.
14- والجميع يعلم أيضًا أن جودة البيئة الخارجية مهمة، فمن المرجح أن يستمتع الأطفال وينخرطون في بيئات تتسم بالمرونة، حيث تكون المعدات مفتوحة الأطراف ويمكن أن تعمل بطرق متعددة على سبيل المثال الكرات، وصناديق الرمل، والحصون التي يتم بناؤها ذاتيًا ، وحيث يتم دعم اللعب النشط، وفي الواقع يمكن أن يؤثر تصميم الملعب على التفكير الإبداعي للأطفال، والشعور بالكفاءة، وتنمية المهارات الحركية.
15- الغرض من البيئة الخارجية هو تشجيع الأطفال على أن يكونوا نشيطين، ومنحهم استراحة من التواجد في الداخل، ودعم التعلم في مجموعة متنوعة من البيئات، وعلى غرار بيئة التعلم الداخلية، يجب أن تكون مساحتك الخارجية آمنة ومنظمة وتتضمن الأنشطة المخطط لها بالإضافة إلى وقت الفراغ.
16- وهناك العديد من الفوائد للأطفال والشباب الذين يلعبون في الخارج، ويمكنهم إطلاق الطاقة واستخدام الأصوات العالية واللعب بقوة والمشاركة في مشاريع فوضوية في الهواء الطلق، بالإضافة إلى ذلك يمكن للأطفال استكشاف النباتات والحيوانات في نظامهم البيئي المحلية، حيث ساعدت الأبحاث في تحديد العديد من الفوائد الأخرى للعب في الهواء الطلق مثل:
1- صحة بدنية أفضل.
2- فرص عديدة لتقوية المهارات الحركية.
3- تخفيف التوتر.
4- تكامل أكبر للحركة المرئية أو القدرة على التحكم في حركة اليد أو الجسم مسترشدة بالرؤية.
5- إبداع أكبر.
6- أقوى المهارات اللفظية والاجتماعية.
7- إنتاج فيتامين د وهو فيتامين أساسي لصحة العظام من خلال التعرض لأشعة الشمس.
8- زيادة الانتباه والقدرات المعرفية.
وفي الخاتمة فكرة ماريا منتسوري هي أن الأطفال يتوقون إلى المزيد من الإيقاع في تعلمهم، وأنه عندما يذهبون في مطاردة الحشرات، فإن الأمر لا يتوقف عند فحص الحشرات في الموطن الخارجي، بل يذهب إلى أبعد من ذلك، حيث أن يسجل الطفل الاسم ويواصل البحث بطريقة ما في المنزل أو في الفصل، في تلك اللحظة أو في غضون أسبوع، لا يمكن أن تكون جميع الأنشطة قائمة على المشاريع ولكن هدفها هو أن تلهم الأنشطة الرغبة في معرفة المزيد والرغبة في اكتشاف المزيد من خلال ربط فصول منتسوري الداخلية والخارجية.