فرضية المعرفة الفطرية في العقلانية مقابل التجريبية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تؤكد فرضية المعرفة الفطرية في العقلانية مقابل التجريبية في علم النفس أن لدينا معرفة مسبقة، أي معرفة مستقلة لتبريرها عن تجربة الحس كجزء من طبيعتنا العقلانية، حيث قد تثير التجربة وعينا بهذه المعرفة لكنها لا تزودنا بها بل أن المعرفة موجودة بالفعل.

فرضية المعرفة الفطرية في العقلانية مقابل التجريبية في علم النفس

يقدم علماء النفس والفلسفيين مثل أفلاطون نسخة مبكرة من فرضية المعرفة الفطرية في العقلانية مقابل التجريبية في علم النفس كعقيدة للمعرفة بالتذكر للمعلومات الموجودة بالأصل، هذه العقيدة مدفوعة جزئيًا بمفارقة تظهر عندما نحاول شرح طبيعة البحث النفسي والمعرفي، مع كيفية اكتساب معرفة نظرية في القياس الهندسي.

في فرضية المعرفة الفطرية في العقلانية مقابل التجريبية في علم النفس تعتبر المعرفة عن طريق الاستفسار ما تبدو مستحيل فإما أننا نعرف بالفعل النظرية في بداية تحقيقنا أو لا نعرفها، إذا كانت لدينا المعرفة بالفعل فلا مكان للاستفسار، وإذا كنا نفتقر إلى المعرفة فنحن لا نعرف ما نسعى إليه ولا يمكننا التعرف عليه عندما نجده وفي كلتا الحالتين لا يمكننا اكتساب معرفة النظرية عن طريق الاستفسار ولكننا نعرف بعض النظريات.

في فرضية المعرفة الفطرية في العقلانية مقابل التجريبية في علم النفس تُقدم عقيدة المعرفة بالتذكر حلاً محدد للمواقف التي نوجد بها، حيث أننا عندما نستفسر عن حقيقة نظرية ما، فإننا نعرفها ولا نعرفها بالفعل، بحيث يكون لدينا معرفة في شكل ذاكرة نكتسبها من معرفة روحنا بالنظرية قبل اتحادها مع جسدنا.

كما أننا نفتقر إلى بعض المعرفة لأن روحنا في اتحادنا مع الجسد قد نسيت المعرفة وتحتاج الآن إلى تذكرها، وبالتالي فإن تعلم النظرية يسمح لنا في الواقع بتذكر ما نعرفه بالفعل، ومنها يوضح أفلاطون بشكل مشهور العقيدة من خلال التبادل بين فرضيات سقراط وفرضية المعرفة الفطرية في العقلانية مقابل التجريبية.

حيث يوجه سقراط الأفراد من الجهل إلى المعرفة القياسية وتجارب الفرد في شكل أسئلة ورسوم توضيحية للمعرفة، وهي مناسبة لتذكر الفرد ما تعلمه سابقًا، وتوفر الوجودية دعمًا إضافيًا لأطروحة المعرفة الفطرية؛ نظرًا لأن معرفتنا هي أشكال مجردة وأبدية، والتي تقع بوضوح وراء خبرتنا الحسية، فهي مستقلة لتبريرها عن التجربة.

نقد فرضية المعرفة الفطرية في العقلانية مقابل التجريبية في علم النفس

المؤيدين المعاصرين لموقف أفلاطون من فرضية المعرفة الفطرية في العقلانية مقابل التجريبية في علم النفس نادرين جدًا، حيث أن المفارقة الأولية التي يصفها أفلاطون بأنها حِجَة مخادعة تعتبر ذات حلقات معرفية، وتحتاج الافتراضات الوجودية في الحل إلى تبرير، والحل لا يجيب على السؤال الأساسي بل فقط كيفية تعلم الفرد هذه النظرية المعرفية.

تقدم فرضية المعرفة الفطرية في العقلانية مقابل التجريبية في علم النفس تفسيرًا معقولًا إن لم يكن أكثر، لكيفية اكتساب الفرد لهذا النوع من المعرفة المستقل عن التجربة، ومع ذلك يوضح موقف أفلاطون نوع التفكير الذي جعل العديد من الفلاسفة وعلماء النفس يتبنون شكلاً من أشكال فرضية المعرفة الفطرية.

فنحن واثقون من أننا نعرف بعض الافتراضات حول العالم الخارجي، ولكن لا يبدو أن هناك تفسيرًا مناسبًا لكيفية اكتسابنا لهذه المعرفة بخلاف القول بأنها فطرية.

أي إن محتواها الفطري يتجاوز ما نكتسبه بشكل مباشر في التجربة، وكذلك ما يمكن أن نكسبه من خلال إجراء العمليات المعرفية والعقلية على ما تقدمه التجربة، ولا يبدو أنها مبنية على حدس أو استنتاج بل يبدو أن كونه فطريًا فينا هو أفضل تفسير.

النقد اللغوي لفرضية المعرفة الفطرية في العقلانية مقابل التجريبية

يجادل بعض علماء النفس على طول خطوط متشابهة في تقديم ما يصفونه بالتصور العقلاني لطبيعة اللغة حيث يجادلون بأن الخبرات المتاحة لمتعلمي اللغة قليلة للغاية بحيث لا يمكن تفسير معرفتهم بلغتهم، لشرح اكتساب اللغة يجب أن نفترض أن المتعلمين لديهم معرفة فطرية بقواعد عالمية تلتقط البنية العميقة المشتركة للغات الطبيعية.

من المهم أن نلاحظ أن متعلمي اللغة لا يعرفون افتراضات معينة تصف قواعد عالمية، بل لديهم مجموعة من القدرات أو التصرفات الفطرية التي تمكنهم من تطوير لغتهم وتحدده، وتعطينا فرضية المعرفة الفطرية في العقلانية مقابل التجريبية في علم النفس نظرية عن قدرات التعلم الفطرية أو الهياكل بدلاً من نظرية المعرفة الفطرية.

هذا الرأي لا يدعم فرضية المعرفة الفطرية كما فهمها العقلانيين تقليديا، على حد تعبير مبادئ المعرفة الفطرية لا بمعنى أننا ندركها صراحة، ولا بمعنى أن لدينا ميلًا للاعتراف بحقيقتها على أنها واضحة في ظل الظروف المناسبة، ومن ثم فليس من الواضح بأي حال من الأحوال أن هذا محق في رؤية نظرية المعرفة على أنها تتبع للتفسير العقلاني التقليدي لاكتساب المعرفة.

في الواقع فإن مثل هذه النظرية اللغوية التي تضع المذهب الأصلي على مستوى القدرات العقلية أو الهياكل التي تمكننا من اكتساب أنواع معينة من المعرفة بدلاً من مستوى المعرفة التي نمتلكها بالفعل، وهي أقرب إلى اتخاذ تجريبي لهذه القضية، على سبيل المثال نعتقد أن العقل البشري يتمتع بقدرات معينة، عندما يتم تطويرها في المسار المعتاد للطبيعة، ستقودنا إلى اكتساب معرفة مفيدة بالعالم الخارجي.

الفكرة الرئيسية هي أنه جزء من بيولوجيتنا أن يكون لدينا جهاز هضمي مثلًا يسمح لنا عند تناول النوع الصحيح من الطعام، بمعالجة العناصر الغذائية المطلوبة لتمكيننا من الاستمرار في العيش لفترة من الوقت، وبالمثل فإنه جزء من علم الأحياء لدينا أن يكون لدينا بنية عقلية تسمح لنا، عند تغذية النوع الصحيح من المعلومات والخبرات، بمعالجة تلك المعلومات وتحويلها إلى معرفة.

والمعرفة نفسها ليست أكثر فطرية من العناصر الغذائية المعالجة، من وجهة نظر مثل هذه لا توجد معرفة فطرية، ومع ذلك فنحن نولد بقدرات وميول معينة تمكننا من اكتساب المعرفة.

النقد الشعبي لفرضية المعرفة الفطرية في العقلانية مقابل التجريبية

يجادل بعض علماء النفس بأن لدينا معرفة فطرية بمبادئ علم النفس الشعبي، حيث أن علم النفس الشعبي عبارة عن شبكة من تعميمات الفطرة السليمة التي تتم بشكل مستقل عن السياق أو الثقافة وتهتم بعلاقات الحالات العقلية مع بعضها البعض، بالبيئة وحالات الجسد والسلوك الإنساني، حيث إنه يتضمن معتقدات مثل أن الآلام تميل إلى أن تكون ناجمة عن الإصابة، وأن الآلام تميل إلى منعنا من التركيز على المهام، وأن التصورات ناتجة بشكل عام عن الحالة المناسبة للبيئة.

يلاحظ علماء النفس تعقيد علم النفس الشعبي جنبًا إلى جنب مع نجاحه في شرح سلوكنا وحقيقة أن تفسيراته تلجأ إلى الأشياء التي لا يمكن ملاحظتها مثل المعتقدات والرغبات والمشاعر والأفكار، ويجادلون بأن التعقيد والعالمية وعمق المبادئ النفسية الشعبية يفوقان ما يمكن أن تقدمه التجربة، خاصة للأطفال الصغار الذين يعرفون بالفعل عددًا كبيرًا منهم بحلول عامهم الخامس.

في النهاية نجد أن:

1- فرضية المعرفة الفطرية في العقلانية مقابل التجريبية في علم النفس تعتبر أن لدينا معرفة مسبقة، أي معرفة مستقلة لتبريرها عن تجربة الحس كجزء من طبيعتنا العقلانية.

2- في فرضية المعرفة الفطرية في العقلانية مقابل التجريبية في علم النفس تُقدم عقيدة المعرفة بالتذكر حلاً محدد للمواقف التي نوجد بها، حيث أننا عندما نستفسر عن حقيقة نظرية ما، فإننا نعرفها ولا نعرفها بالفعل.

3- هناك العديد من الاعتراضات لفرضية المعرفة الفطرية تتمثل بالنقد اللغوي والنقد من حيث علم النفس الشعبي.


شارك المقالة: