كيفية تربية طفل ذكي على طريقة منتسوري

اقرأ في هذا المقال


إن تربية طفل ذكي تدور حول تطوير إمكاناته، مما يجعله كل ما يمكنه أن يكون، حيث لا ينمو دماغ الطفل تلقائيًا مع تقدم العمر، بل إنها تأتي من التجربة والتمارين التي يتلقاها الدماغ، حيث يحفز البصر والصوت واللمس والتذوق والشم اتصالات خلايا الدماغ وتسمى المشابك العصبية وتخلق تريليونات أخرى.

كيفية تربية طفل ذكي على طريقة منتسوري

كلما كانت هذه الترابطات أكثر تعقيدًا كان الطفل أكثر ذكاءً، وعندما يتم تزويد الطفل بالتحفيز المبكر ومجموعة واسعة من الخبرات، يمكن تسريع نمو دماغه.

كما تشير ماريا منتسوري أن نمو دماغ الطفل ديناميكي ولا يقف بل إنه إما أن يتحسن أو يتدهور، وعندما يتم استخدام قدرات الطفل ومواهبه، يتقدم نمو الدماغ، وعندما لا يتم استخدامها، يتم فقد الروابط العصبية، ويتراجع نمو الدماغ، وفي هذا الصدد فإن الطفل الموهوب غير المحفز لديه الكثير ليخسره.

وما يختبره الطفل في السنوات الأولى يشكل نوع الشخص الذي سيصبح وكيف يتعايش معه وكيف يتحكم في العواطف ومدى أدائه في المدرسة، ونوع العلاقات التي يشكلها، وحتى نوع الوالد الذي سيصبح.

اقتراحات ماريا منتسوري المدعومة بالعلوم لمساعدة الطفل على النمو بذكاء

وهذا هو السبب في أن الطريقة التي تساعد بها الطفل على التطور فكريًا تؤثر عليه خلال مرحلة البلوغ، وفيما يلي بعض اقتراحات ماريا منتسوري المدعومة بالعلوم وملاحظاتها حول الأطفال لمساعدة الطفل على النمو الفكري ومساعدته على النمو بذكاء:

١- منح الطفل بداية مبكرة، فوفقًا للدراسة التي أجرتها ماريا منتسوري، فإن إعطاء الطفل السبق في التعلم يجب أن يبدأ في السرير، وتوصي بالأنشطة التالية لدعم تنمية الطفولة المبكرة وتعظيم الاستجابة المحبة وتقليل التوتر والتحدث والغناء والإيماء كثيرًا واستخدام ألعاب الأرقام والإيقاع، وتمكين وتشجيع الكفاءات ثلاثية الأبعاد، وتنمية حب التعلم.

٢- قراءة الكتب للطفل، حيث يجب البدء بالقراءة له حتى لو لم يفهم الكلمات، هذا يمنحه السبق في تطوير المهارات اللغوية، ومن المرجح أن يطور الأطفال الذين يقرؤون في سن الشباب اهتمامًا مدى الحياة بالقراءة، ويعملون بشكل جيد في المدرسة، وينجحون في حياة الكبار، وقراءة الكتب من أهم الأنشطة التي تجعل الأطفال أذكياء.

٣- التحدث إلى الطفل، وهذا يطور مهارات الطفل اللغوية القوية، ويجب الاستماع أيضًا إلى الطفل عندما يتحدث، وهذا يعزز جهوده للتواصل ويطور قدرته على اللغة، وأظهرت دراسة أن الأطفال الذين خاضوا مزيدًا من المحادثة في المنزل كان لديهم نشاط دماغي أكبر وسلوك لفظي أكبر، كما يجب طرح أسئلة وانتظار الردود بدلاً من الانخراط في سرد ​​أحادي الاتجاه، ومع الأطفال يمكن تبادل الهزيل والوجوه السخيفة.

٤- التفاعل مع الطفل، حيث يجب اللعب معه وجعله يشعر بأنه محبوب، حيث لاحظت ماريا منتسوري أن الأطفال الذين لم يتم احتضانهم أو اللعب معهم يعانون من توقف نمو الدماغ، كما لاحظت أن الأطفال الذين لم يتم حملهم ولم يتلقوا الاهتمام فشلوا في النمو، وأصبحوا مكتئبين، وماتوا في النهاية.

ومن ناحية أخرى أظهرت العديد من دراسات منتسوري أن حب الطفل واحتضانه والتفاعل معه واللعب معه له تأثير قوي على تنمية ذكائه، وتوفر العلاقة المحبة التي تشكلت مع الطفل والتفاعل الفردي معه هي الأساس لمهارات التفكير العليا لديه، فالآباء والأمهات الذين يقدمون رعاية حساسة يستجيبون لإشارات أطفالهم بسرعة وبشكل مناسب و يوفرون قاعدة آمنة للأطفال لاستكشاف العالم.

٥- جعل الطفل قارئًا، حيث يجلب حب القراءة الكثير من الفوائد للطفل، كما إنها واحدة من أهم الصفات التي يمكن تطويرها على الطفل لكي يكبر بذكاء، فالقراءة تنمي شهية الطفل للمعرفة، وكلما تعلم الطفل من القراءة، كلما أراد أن يعرف المزيد، ومن خلال كونه قارئًا في وقت مبكر من الحياة، يكون الطفل مستعدًا جيدًا لفهم تعقيدات الرياضيات والعلوم والتاريخ والهندسة والميكانيكا والعلوم السياسية وغيرها من المعارف الضرورية لحياة منتجة.

٦- أن يدع الطفل يلعب، فعندما يلعب الطفل فهو لا يستمتع فقط، بل إنه يطور دماغه، كما إنه يضع الأساس لمهاراته الفكرية والاجتماعية والجسدية والعاطفية، وعندما يلعب مع أطفال آخرين، يتعلم الجمع بين الأفكار والانطباعات والمشاعر مع تجارب وآراء الأطفال الآخرين.

٧- كما تشير ماريا منتسوري إنه لا ينبغي بالضرورة أن تكون أفضل الألعاب للطفل الصغير باهظة الثمن بل يجب اختيار الألعاب التي يمكن لعبها بأكثر من طريقة، تلك التي تتيح للطفل الاستمتاع بطرق مختلفة بمساعدة خياله، واختيار الألعاب التي تمارس خيال الطفل، أو من حيث يمكنه تعلم مجموعة متنوعة من المهارات.

٨- تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة، حيث لا تجعل التمارين البدنية الطفل قويًا فحسب، بل تجعله أيضًا ذكيًا، وتزيد التمارين من تدفق الدم إلى المخ وتبني خلايا دماغية جديدة، والتمرين مفيد للحدة العقلية للبالغين، لكن له تأثير طويل الأمد على دماغ الطفل الذي لا يزال ينمو.

٩- تعزيز إبداع الطفل، فالإبداع هو خاصية عقلية قيّمة في الفنون والعلوم وأي هدف يتضمن حل المشكلات ككل، فالأطفال مبدعون بشكل طبيعي، وعلى الرغم من أن بعض الأطفال موهوبون وراثيًا أكثر من غيرهم، إلا إنه يمكن أن يكون سلوكًا مكتسبًا يمكن رعايته منذ الطفولة، وتتضمن بعض طرق رعاية الإبداع تعريض الطفل للأدب والموسيقى والفنون، وجعل أدوات مثل الورق والطلاء متاحة له للعمل عليها.

١٠- جعل الموسيقى جزءًا من حياة الطفل، فقد أظهرت دراسات منتسوري أن الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يعزز الذاكرة والانتباه والتحفيز والتعلم، ويمكن أن يقلل أيضًا من التوتر المدمر لدماغ الطفل، وأظهرت دراستها أيضًا أن أدمغة الأطفال تتطور بشكل أسرع مع التدريب على الموسيقى.

١١- جعل الطفل يأخذ دروسًا في الموسيقى، فقد يؤدي أخذ دروس الموسيقى أو العزف على آلة موسيقية إلى جعل عقل الطفل أكثر حدة وقد يفيد دماغ الطفل في وقت لاحق من الحياة، وحتى لو لم يواصل تعلم الموسيقى في مرحلة البلوغ.

١٢- ترك الطفل يرى كيفية القيام بأشياء ذكية، حيث يتعلم الأطفال من خلال محاكاة سلوك الكبار، فإذا رأى شخصاً منخرطًا في قراءة الكتب أو الكتابة أو تأليف الموسيقى أو القيام بأشياء إبداعية، فسوف يقلده وفي أثناء ذلك يجعل نفسه ذكيًا.

وفي الخاتمة تشير ماريا منتسوري إلى أن هناك العديد من النصائح التي من الممكن أن تساهم في تربية طفل ذكي على طريقة منتسوري ومن هذه النصائح إعطاء الطفل السبق في التعلم، حيث يجب أن يبدأ في السرير، وتوصي بالأنشطة التي تدعم تنمية الطفولة المبكرة.


شارك المقالة: