اقرأ في هذا المقال
- ما هو الاختزال العلمي في علم النفس
- الجوانب الدلالية في الاختزال العلمي في علم النفس
- الواقعية في الاختزال العلمي في علم النفس
- التجريبية المنطقية في الاختزال العلمي في علم النفس
يختلف مفهوم الاختزال العلمي كما هو مستخدم في علم النفس التحليلي المعاصر عن مفاهيم الاختزال، التي وفقًا لها نتعلم عن إنشاء مثيل لعلاقات الاختزال على أساس مسبق بحت من المبادئ المعرفية أو الوجودية، حيث ينطبق الاختزال العلمي على الادعاءات الاختزالية التي يفترض أنها مبررة بالأدلة العلمية ونجاح النظريات العلمية.
ما هو الاختزال العلمي في علم النفس
لقد كانت الصراعات بين وجهات النظر الاختزالية ومنافسيها الوجودية والتعدديين والثنائيين تلوح في الأفق بشكل كبير في تاريخ علم النفس، حيث إن الجدل الكلاسيكي بين المادية وثنائية العقل والجسد هو ببساطة الأكثر شيوعًا في العديد من هذه الخلافات، وتلتزم الثنائية للعالم رينيه ديكارت بأنواع مميزة من المواد في عقول وأجساد لكل منها جوهرها الخاص.
في الاختزال العلمي في علم النفس تختلف الإصدارات المختلفة من الثنائية التفاعلية والظاهرة، والتوازي حول ما إذا كان الاثنان يتفاعلان سببيًا في كل من العقل والجسد، لكنهما جميعًا يؤكدان الاختلاف الوجودي بين العقل والجسد بحيث لا يقلل من الآخر إنهما متميزان وكلاهما حقيقي.
تتضمن معظم المواقف الاختزالية والإقصائية المعاصرة بعض الالتزام بالمادية وهي وجهة النظر القائلة بأن المادية توفر الأساس الاختزالي، ومع ذلك فإن الاختزال بحد ذاته محايد وجوديًا لا يستلزم مفهوم الاختزال مواقف وجودية محددة، بل إنها مستقلة منطقيًا عن المادية.
في الواقع يمكن أن يكون الاختزال العلمي في علم النفس صحيحًا بالنسبة للكيانات في عالم غير مادي تمامًا طالما كان لديه بعض القاعدة وكل شيء في ذلك العالم قد تم تقليصه إلى تلك القاعدة، حيث أن الاختزال هو علاقة عامة بين الكيانات أو النظريات التي قد تكون موجودة في العديد من أنواع الحالات المحددة.
عارض بعض المختزلين التاريخيين من علماء النفس بحزم المادية واختزلت المثالية الهائلة إلى مجموعات من الأفكار ونفت وجود المادة، من وجهة نظر الاختزالية كل شيء حقيقي يختزل في العقول والأفكار، ويمكن أيضًا إعطاء المثالية من خلال تفسيرًا اختزاليًا، من وجهة النظر هذه لا يوجد غير العقلانية فوق العقلانية، ويمكن تفسير اللاعقلي بشكل كامل من منظور عقلي، ويمكن استيعابه في النهاية في الذهن.
في الاختزال العلمي في علم النفس ليس للمثالية العديد من المؤيدين المعاصرين، ولكن هناك نظريات اختزالية حالية مستقلة منطقيًا عن المادية رغم أنها تتفق معها، حيث أن الاسمية على سبيل المثال يمكن اعتبارها نظرية اختزالية حول الأنواع، ومنها يجادل المصور الاسمي بأن الواقع المفترض للأشياء المجردة سواء كانت خصائص وأنواع أو أعدادًا ومجموعات يمكن اختزاله في حقائق حول الأشياء الملموسة وطرقنا في الحديث عنها.
الجوانب الدلالية في الاختزال العلمي في علم النفس
يغطي التفسير من حيث الاختزال العلمي في علم النفس عدة جوانب من الجوانب الدلالية المتعلقة بالقوة التعبيرية للغة، والجوانب الوجودية المتمثلة في حالات الشؤون من نوع واحد والمنهجية، حيث افترض علماء النفس أنه يمكن التعبير عن أي بيان تجريبي أو اقتراحه بلغة واحدة، هذه اللغة لغة تستخدم مفاهيم المراقبة فقط.
يبدو أن هذا يرقى إلى شكل محايد وجوديًا لعملية الاختزال العلمي في علم النفس من حيث المبدأ، حيث يمكن لأي اختزالي مثالي كما المادي أن يوافق على هذه الأطروحة، ومنها سيبدأ الخلاف فقط عندما يتعلق الأمر بتحديد الحالة الوجودية للأنواع التي تحددها تعبيرات الملاحظة لهذه اللغة من حيث خصائص مستقلة للعقل الخارجي للأشياء والخصائص الظاهرية الموجودة مباشرة في التجربة الحسية الإدراكية.
على الرغم من أن معظم الاختزاليين المعاصرين من علماء النفس هم أيضًا فيزيائيين، إلا أن هناك العديد من المواقف الاختزالية الفعلية المستقلة عن المادية، حيث لعبت مثل هذه المواقف دورًا مهمًا في تاريخ الفلسفة النفسية ويتم دعم بعضها بنشاط اليوم حتى كأشكال من الاختزال العلمي.
أصبح مفهوم الاختزال العلمي في علم النفس بحد ذاته هدفًا للبحث النفسي، إذا كان على العلم أن يقدم على الأقل جزئيًا إجابات لأسئلة الاختزال، مثل ما إذا كان الذهن ينخفض إلى العصب فإننا نحتاج إذن إلى فهم ما يطلبه الاختزال والشروط اللازمة وكيف يمكن للدليل العلمي أن يثبت تحققها؟
قدمت الجوانب الدلالية في الاختزال العلمي في علم النفس إجابة لهذا من خلال وصفًا مؤقتًا مؤثرًا لعلاقة الاختزال التي بموجبها يقلل الكيان فقط إذا لم يكن موجودًا، حيث يؤطر الذكاء السؤال باعتباره سؤالًا عن الوجود سؤالًا وجوديًا بما هو موجود حقًا؟ وكم عدد أنواع الأشياء الأساسية الموجودة؟ عند التعامل مع القضية من زاوية مختلفة قد يتم صرف الفكرة عن الاختزال من منظور علاقة تفسيرية.
الواقعية في الاختزال العلمي في علم النفس
إن الاختزاليين هم عمومًا واقعيين بشأن الظواهر المختزلة وآرائهم في هذا الصدد متحفظة، أي إنهم ملتزمين بواقع القاعدة المختزلة، وبالتالي بواقع ما ينقص من تلك القاعدة، حيث أنه إذا اختزلت الأفكار إلى حالات دماغية وكانت حالات الدماغ حقيقية، فعندئذ تكون الأفكار كذلك واقعية.
على الرغم من أن الواقعية المحافظة هي القاعدة الأساسية في الاختزال العلمي في علم النفس إلا أن بعض الاختزاليين يتبنون وجهة نظر أكثر معارضة للواقعية، في مثل هذه الحالات تؤخذ ظاهرة الاختزال لتحل محل الظواهر السابقة التي يتم القضاء عليها بدورها، حيث أن فكرة المرض العقلي كنوع من الاضطرابات النفسية والعصبية تحل محل فكرة امتلاك الاختزالية.
إن اعتبار وجهات النظر الإقصائية العقلانية على أنها مجموعة متنوعة من الاختزال هي مسألة اختيار نظري، حيث قد يجادل البعض من علماء النفس بأن الاختزال يستلزم الواقعية فيما يتعلق بالظواهر المختزلة، إذا كان الأمر كذلك فإن الحذف الواقعي ليس اختزالًا.
من ناحية أخرى يُصنف الاستبدال الواقعي أحيانًا على أنه شكل من أشكال الاختزال العلمي في علم النفس، وهو يتوافق مع المعنى اليومي الذي توصف فيه النظريات بأنها اختزالية، حيث أنه من الواضح أن هناك جانبًا اختزاليًا لادعاء الإقصائية الواقعية بأنه لا يوجد شيء حقيقي بخلاف الظواهر البديلة، على سبيل المثال أنه لا يوجد شيء حقيقي بخلاف حالات الدماغ.
ومع ذلك فإن معظم وجهات النظر الاختزالية واقعية، لذا يجب فهم الاختزال العلمي في علم النفس فيما بعد بالمعنى المحافظ الذي يستلزم واقعية الظواهر المختزلة ما لم يُذكر خلاف ذلك.
التجريبية المنطقية في الاختزال العلمي في علم النفس
تعود محاولات توصيف علاقة الاختزال إلى السنوات الأولى من التجريبية المنطقية من وصف الاختزال كعلاقة ترجمة، أو على الأقل توحيد من خلال المطلب العالمي بأن جميع العبارات لها عواقب قابلة للاختبار يمكن ذكرها بلغة ملاحظة مشتركة.
في العقود الأخيرة ركز مساران مترابطان من النقاش على طبيعة الاختزال أحدهما في التجريبية المنطقية والآخر في فلسفة العقل، حيث اقترح علماء النفس المنطقيين عدة تفسيرات لمفهوم الاختزال غالبًا مع التركيز على مفاهيم أوسع للتفسير والتغيير العلمي والتوحيد.
في النهاية نجد أن:
1- الاختزال العلمي في علم النفس يتمثل في جميع الادعاءات الاختزالية التي يفترض أنها مبررة بالأدلة العلمية ونجاح النظريات العلمية التاريخية في فلسفة العقل والمنطق النفسي.
2- يمكن أن يكون الاختزال العلمي في علم النفس صحيحًا بالنسبة للكيانات في عالم غير مادي تمامًا طالما كان لديه بعض القاعدة وكل شيء في ذلك العالم قد تم تقليصه إلى تلك القاعدة.
3- هناك نظريات اختزالية حالية مستقلة منطقيًا عن المادية رغم أنها تتفق معها، حيث أن الاسمية على سبيل المثال يمكن اعتبارها نظرية اختزالية حول الأنواع.