ما هو رهاب السعادة؟

اقرأ في هذا المقال


تعريف رهاب السعادة:

وهو شعور غير طبيعي ولا مبرر له، ينطوي على الرهاب من السعادة، والمصاب بهذا النوع من الرهاب لا يكون حزين أو مكتئب طول الوقت، بل على أنه قد يبدو هادئً، إلا أنه يتجنب الأماكن والمناسبات التي تتميز بمشاعر الفرح.

حقائق حول رهاب السعادة؟

1- يوجد العديد من الأشخاص قد يعانون من هذه الحالة بنسبة معينة، في فترات متنوعة من حياتهم. ولكن يوجد أشخاص  أكثر استعداد للإصابة بهذا النوع من الرهاب، تماماً كما هو الحال في وجود أشخاص آخرين معرضين جينياً للمعاناة من الاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى.

2- والمصابون بهذا النوع من الرهاب ينتابهم الشعور بالخوف من مشاعر السعادة، وهذا لأنهم يظنون بأن لحظات الفرح دائماً ما يتبعها  لحظات من الضيق، وأنه يوجد موقف سلبي سيظهر بعد الشعور بالفرح. هذه الأفكار المتشائمة تعيق قدرتهم على التصرف، وتدفعهم لتجنب الأحداث المفرحة.

3- والمصابون بهذه الحالة هم أشخاص لا يرفضون السعادة، بل هم على العكس من ذلك، يوجهون خوفهم من الحزن الذي يتصورون أنه سيظهر بعد ذلك. ورغم أن هذه الأفكار قد تكون غير عقلانية تماماً، فإن الجميع فكر فيها في مرحله ما من حياته.

4- كما أن المصاب بهذه الحالة يبدو كأنه يعاقب نفسه على الإحساس بالسعادة، وذكر الخبراء النفسيون أسباب أخرى لظهور هذه الحالة، ومنها مواجهة المصاب في الفترة الماضية من حياته لموقف مؤلم، سواء كان هذا الحادث عاطفي أو جسدي.

5- يمكن أن تتسبب الإصابة بهذه الحالة في مواجهة عدد من المشاكل والصدمات المتتالية، وهذا الشيء يجعله يربط بين اللحظات القليلة التي عاشها في سعادة وبين ما تعرض له من مشاكل. وبعدها تعزز لديه النظرة السوداوية، وتجعله يخاف من السعادة حتى لا يواجه صدمة شديدة أخرى.

6- ويكون الانطوائيون أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الرهاب، وهؤلاء يفضلون في العادة القيام بالأنشطة لوحدهم؛ لأنهم يمكن أن يشعروا بانعدام الراحة أو بالتهديد مع المجموعات الكبيرة وفي الأماكن المزدحمة.

7- كما يمكن أن يكون الأشخاص الذين يسعون نحو عن الكمال، ويحبون الإتقان في أعمالهم عرضة لأن يبتعدوا عن الأنشطة التي يمكن أن تحقق لهم السعادة، وذلك يرجع إلى أنهم يعتبرون هذه الأنشطة غير منتجة من وجهة نظرهم، وهم يرون أن السعادة صفة الكسالى وغير المنتجين.

8- ويرتبط هذا النوع من الرهاب بثقافة المجتمع، إذ إن هناك أشخاص يكونون حذرين من السعادة، وذلك أنهم يظنون أن الأمور السيئة مثل الموت والمعاناة والمرض تحدث مع الأشخاص السعداء.

ما هي أعراض رهاب السعادة؟

1- إن من يعاني من هذا النوع من الرهاب يبتعدون بأي طريقة عن التفاعل مع الأشخاص الممتعين الذين يبدون أشخاص إيجابيين طول الوقت، لأنهم يخافون من أن يتأثرون بمشاعر الفرح والإقبال على الحياة. كما أنهم يبتعدون عن حضور المناسبات الاجتماعية، أو الانغماس في الأنشطة الترفيهية التي قد تعدل مزاجهم.

2- فمن يعانون من هذه الحالة يتجنبون حضور الحفلات والمناسبات، لأنهم يبتعدون عن الأضواء والظهور، كما يبتعدون عن أخذ زمام الحديث وتقديم الشكر لغيرهم؛ لأن هذا السلوك في حد ذاته إيجابي ويحتاج إظهار الحماس والانشراح.

3- كما ويبتعد المصابون عن حضور بعض المناسبات الاجتماعية المفرحة التي تتسم بالأجواء الإيجابية، مثل الاجتماعات العائلية، ودعوات العشاء، والاجتماع بزملاء الدراسة أو العمل، وهي كلها مناسبات تجعل الأشخاص المصابين بهذا النوع من الرهاب أن يشعرون بتوتر شديد.

ما هو علاج رهاب السعادة؟

هذا النوع من الرهاب كونه مرض مستقل لم يذكر بأبحاث عديدة، ولذلك ليس هناك علاج معين لهذا الاضطراب النفسي، ولكن في كل الأوضاع من الضروري جداً تلقي استشارة أخصائي نفسي، لأنه يقوم بتقديم علاج مفيد لمساعدة المصاب على التخلص من هذه المخاوف غير العقلانية، والمشاكل النفسية الأخرى التي قد ترافقه، مثل التوتر الشديد أو غياب التقدير الذاتي، والشعور بانعدام الأمن.

طلب المساعدة:

ينبغي الابتعاد عن العزلة في هذه الفترة، خاصة وأن من يعاني من هذا النوع من الرهاب سيمتنع عن حضور الحفلات والمناسبات الاجتماعية، ويتعود الأشخاص على ذلك فيتوقفون عن توجيه الدعوة له.

ينبغي على الشخص المصاب التصرف بانفتاح وصراحة، والتحدث مع المقربين حول معاناته من هذه الحالة. إذ أنه من المهم جداً أن يطلب المساعدة من الأشخاص الذين يثق فيهم ويحبهم، ومن المؤكد أنهم سيظهرون استعداد للوقوف بجانبه وتقديم الدعم اللازم.


شارك المقالة: