اقرأ في هذا المقال
يعتبر الخوف من الفشل شيء طبيعي في حياة الإنسان، وبالأخص من الناحية المهنية والأسرية، ومن أهم علاماته التردد في القيام على تجاوزه على الرغم من إدراكه أنه سوف ينجح في ذلك.
تعريف رهاب الفشل:
هو خوف غير عقلاني لا يوجد له مبرر، ومتواصل من الفشل ويعتبر أحد أنواع الرهاب، وكما هو الوضع مع أغلب أنواع الرهاب فهذا النوع من الرهاب عادةً ما يتسبب في اتخاذ نمط حياة محدود، وهو محطم بالأخص بتأثيره على حاجة الشخص في محاولة إنجازه بعض الأنشطة.
أسباب رهاب الفشل:
1- ترجع الإصابة بهذه الحالة إلى مجموعة أسباب، منها العوامل الوراثية وأخرى تحدث في كيمياء الدماغ، وكذلك ما يمر به المصاب من خبرات حياتية سيئة.
2- وتظهر في البداية بسبب سلوكيات الوالدين والمواقف التي تتكون بسبب الفشل القليل الذي من الممكن أن يقوم الطفل أو المراهق بالتعرض له، وهذه السلوكيات لها دور كبير في الإصابة بحالة من الخوف غير العقلاني من الفشل، وترافق الطفل أو المراهق في المراحل العمرية المتقدمة.
3- وكذلك عندما يتعرض الشخص لفشل كبير وهو غير جاهز للتعامل مع المشاعر التي تنجم عنه، وبعدها يصاب برهاب الفشل مع الوقت. وأشار العلماء إلى أن بعض المصابين بهذا الحالة يكون عندهم استعداد وراثي للقلق، وهذا قد يفاقم المشكلة.
4- ونتيجة الأخطاء في التربية التي تربط بين تقديم الحب من الآباء وتحقيق الأداء الجيد، فإن الطفل يتربى تحت ضغط مستمر وخوف لا ينتهي من الفشل، والذي يترتب عليه حرمانه من حب والديه.
عوامل خطر رهاب الفشل:
إن المجتمعات التي من خصائصها المنافسة العالية ترتفع فيها هذه الحالة، إذ يجمع الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الرهاب بين إمكانية الفشل وارتفاع التنافس، وهو ما يؤدي إلى تجنب الأشخاص أي موضوع تنافسي مع الآخرين. وأصبح المجتمع المعاصر ينظره الشخص الناجح على أنه من ينجح في كافة مناحي الحياة، وهو لا يقر بأن الفشل جزء من تجربة النجاح، وهذا الأمر يجعل المصاب بهذا النوع من الرهاب يبتعد عن المحاولة، لأنه يشعر بصعوبة الوصول للكمال المطلوب منه.
معدل الإصابة برهاب الفشل:
أشارت الأبحاث والإحصاءات الحديثة إلى أن هذا النوع من الرهاب يبلغ متوسط الإصابة به عالمياً 25 في المائة من عدد سكان العالم، ويختلف من حيث شدته من بلد إلى آخر.
وأثبتت الأبحاث أن الفرد عندما يواجه حالة من مواقف الفشل، تزداد لديه نسبة بعض الهرمونات مثل الإدرينالين والدوبامين، وهذان الهرمونان مهمان للغاية في تنظيم ضغط الدم والنبض، ويؤدي ارتفاع هذين الهرمونين إلى أعراض تشبه الذبحة الصدرية، ولذلك يرجع بعض الباحثين مظاهر من التي تظهر على المصاب إلى ارتفاع نسبة هذه الهرمونات التي يمكن أن تؤثر في صحة الشخص في المدى البعيد، حيث تتأذى أنسجة القلب والجهاز المناعي وغيرها من الأعراض المزعجة، ما يجعل اعتبار هذه الحالة على أنها مرض حقيقي، وينبغي علاجه والقضاء على أعراضه التي تنعكس على حالة الشخص العامة، وتسبب له أضراراً مرضية حقيقية فيما بعد.
أعراض رهاب الفشل:
1- ويوضح الأخصائيون النفسيون أنه يوجد عدداً من مظاهر هذه الحالة تعتبر هي الأكثر شيوعاً، وقد يقوم المصاب بالتعبير عن المظاهر بصورة نفسية وفسيولوجية، وفي نفس الوقت يشعر المصاب بالرهاب من الإحباط، وبالتردد المفرط خلال العمل بأي مشروع جديد.
2- وتعتبر المماطلة والقلق المستمر من أهم العوامل التي تؤدي إلى التدمير الذاتي، وتصل أحياناً إلى أن يتوقع الفشل أثناء السعي لتحقيق أهدافه في الحياة.
3- كما أن محاولة الوصول إلى تحقيق الكمال يدفع الشخص إلى القيام بالمهام التي يتمكن من تحقيقها بصورة ناجحة، ولا يحاول في أي أعمال جديدة، ويعاني المصاب من بعض الأعراض الفسيولوجية مثل: مشاكل في المعدة وتقيؤ وإسهال وصعوبة في التنفسوعدم انتظام نبضات القلب، كما ويصاب بتهيج وزيادة التعرق وجفاف الفم، ويشتكي من الصداع من غير سبب واضح، وقد يصاب بشد عضلي وارتعاش وارتباك، وإحساس عام بالفزع وحالة عامة من الإعياء، تظهر عليه هذه الأعراض عندما يواجه المصاب إحتمالية الفشل، وإذا طلب منه إنجاز مهمة يعتقد أن نسبة نجاحها لا يمكن أن تكون 100 في المائة، وفي هذه الحالة يمكن أن يعاني من حالة انهيار تامة.
كما أن وتكرار هذا الأمر مع الفرد يجعله يفقد الثقة في ذاته، وبالتالي يمكن أن يصاب بحالة من الاكتئاب، وكذلك فإن المصاب بهذا النوع من الرهاب يبتعد عن الحالات التي يمكن أن يتعرض فيها للمواجهة، والتجنب والحذر المبالغ يعيق حركة المصاب ويضيع عليه الفرص في جوانب حياته المختلفة، مثل أن يختار الاستمرار في عمله الذي لا يأخذ منه حقه المشروع أو ألا يطالب بالترقية، كما أن عدم مواجهة هذا القلق يعتبر في حد ذاته فشل.