إن فهم كيفية عمل الألوان ليس فقط للفنانين الذين يغمسون أيديهم في الطلاء والأصباغ طوال اليوم، بل يحتاج أي شخص إلى فهم أساسيات علم نفس الألوان؛ لأنه بغض النظر عن اللون الذي يستخدمه الفرد في المحتوى الخاص بك، فالألوان تعتبر صفة جمالية وتغيير من الشعور السلبي إلى إيجابي ويحدد للعديد من الأفراد النمط الحياتي الذي يسير عليه.
ما هو علم نفس الألوان؟
يعد علم نفس الألوان من الحقول والمجالات الجديدة الحديثة لعلم النفس بشكل عام، غير أنه لم يحظى بالإنتباه والرعاية الكاملة من الناحية النظرية والتجريبية حتى هذا الوقت، حيث إن نتائج الألوان على الأداء النفسي، والتخيلات والتنبؤات الشخصية، بحيث يعتبر علم نفس الألوان من المواضيع المهمة في العديد من الجوانب والمجالات مثل الفنون وخاصة الرسم وفي مجالات الإعلانات التسويقية والمهنية للعديد من الأنشطة والمشاريع التي تختص بالسوق المهني للعمل، وتعد مجالات التصاميم أيضاً من أكثر المجالات التي اهتمت بالألوان وجعلت لها قيمة كبيرة.
يعبر علم نفس الألوان عن بحوث تدرج الألوان كمعزز وحاكم لسلوك الأفراد، وهو عبارة عن بحوث الحالات لتوضيح السلوك الذي يصدر من الأفراد، حيث يؤثر اللون على التخيلات والتنبؤات غير الواضحة مثل طعم الطعام، بحيث يمكن للألوان تقوية فعالية العلاجات الخيالية، والتي تتمثل بالعلاجات الملونة مثل الحبوب الحمراء أو الصفراء التي عادة ما تستعمل في العديدمن الأدوية والعلاجات المنبهة أو المهدئة، والتي يمكن أن تؤثر على أي شخص مريض أو يشعر بالتعب، ومن الممكن أن تختلف تأثير الألوان من شخص لآخر حسب طبيعة الفرد وطبيعة تأثره باللون الذي أمامه.
تؤثر العديد من المثيرات والعناصر والمنبهات على مستوى إدراك وتأثر الفرد تجاه الألوان، بحيث تشتمل هذه العناصر والمثيرات على نوع الجنس، والثقافة والعمر أيضاً، بحيث تختلف تفسيرات ونظرة الرجال للون معين مثل الأخضر أو الأزرق كما تراه النساء بنفس النظرة أو التفسيرات.
تستعمل إنجازات علم نفس الألوان بشكل كبير وخاصة في مجالات التسويق والإشارات التجارية، بحيث يرى العديد من أصحاب العمل أن اللون عنصر مهم ومعيار أساسي من نجاح طرق وأساليب التسويق؛ وذلك لما للألوان من قدرة على التأثير على نفسية المستهلكين وتصوراتهم وتخيلاتهم عن الشيء الذي يرغبون بامتلاكه مع التكلفة المناسبة، مع قدرة علم نفس الألوان على إصدار وتوزيع الشعارات والإشارات التجارية.
اهتم علماء النفس في علم نفس الألوان بحيث ظهرت العديد من البحوث التي نهضوا بها للبحث في مستوى آثار ونتائج الألوان على الأحاسيس والمزاج والأساليب والطرق السلوكية العامة، بحيث تم وضع بعض من الأسس والقواعد الرئيسية لدلالات الألوان وفقاً لتقديرات درجاتها بالنظر إلى مدرج ألوان الطيف ومستوياته، فهناك ما يسمى بالمستويات الحمراء؛ وهي المنطقة المريحة والهادئة التي تشتمل على كل من اللون الأحمر، والبرتقالي، والأصفر وهناك أيضاً ما يسمى بالمستويات الزرقاء الفاترة وهي التي تشتمل على اللون الأزرق، والأخضر، والبنفسجي.
يقوم علم النفس بدراسة نتائج وآثار الألوان على الدماغ وعل نفسية الأفراد بشكل تحليلي وتفصيلي، ومنها يستطيع كل فرد أن يقوم بإعداد وتنفيذ القرارات من خلال جوانب متعددة في المجتمع، مثل الصناعات المختلفة، ومجالات التجارة، والدعاية، والإعلان وغيرها، بحيث يوجد علاقة بين كل لون والسلوكيات والتصرفات التي تصدر من الدماغ، فمثلاً عند اختيار لباس لإحدى الحفلات أو اختيار الهدايا، فغالباً ما يقوم الفرد بقرارات فورية تستند إلى هذا اللون، ومنها يتم الاعتماد على الألوان لتسويق الإشارات التجارية بفاعلية وإقناع المجتمع بها والتأثير على جميع الاختيارات.
ومن الناحية الوظائفية فقد كشفت الاستجابات الانفعالية أن الألوان الهادئة والمريحة لها دور فعال في رد فعل الأفراد الذين يشتكون من الاكتئاب أو الوهن العصبي أو زيادة في إشارات الجهاز التنفسي أو تواتر وميض العين، وتؤدي الألوان الفاترة إلى ردود فعل عكسية وسلبية، فقد تكون هذه الألوان جيدة كمهدء للألم في حالات التوتر والقلق، وفي تخفيف تشنجات العضلات، وتفيد كذلك في حالات الأرق.
تأثير الألوان في علم النفس:
تؤثر الألوان على الإنسان في العديد من المجالات والعديد من النواحي، بحيث تعتبر من العناصر المهمة في تحسين سلوكيات ومشاعر وأحاسيس كل فرد في الحياة، بحيث تتعدد تأثيرات الألوان على الإنسان من النواحي العلاجية والنواحي الانفعالية والنواحي والتأثيرات التي تتجه نحو الذاكرة، فمن الممكن أن يحفظ الفرد لون معين يتعلق بمناسبة أو موقف معين.