هناك مجموعة متنوعة من نظرية الأزمات ونماذج التدخل في الأزمات المستخدمة لشرح كيفية تطور الأزمات في علم النفس، وما يعنيه أن يحتاج الفرد إلى التدخل في الأزمات، بعض تفسيرات نظرية الأزمة أكثر أكاديمية بطبيعتها، بينما يعتبر البعض الآخر أكثر تطبيقية أو عملية.
ما هي أزمة النمو في علم النفس
أزمة النمو في علم النفس هي نتيجة لحدث طبيعي في الحياة مثل الحمل أو التخرج يسبب الضغط والتوتر على الفرد، في حين أن الأزمات التنموية أمر طبيعي إلا أنها قد تحتاج إلى مراقبة دقيقة لضمان عودة الفرد إلى الأداء الطبيعي للدور الاجتماعي خاصته، إحدى الطرق المفيدة لتصور أزمة تنموية هي النظر في مفهوم الحزن والخسارة؛ نظرًا لأن جميع التغييرات في حياة الشخص تؤدي إلى الخسارة وتتطلب معالجة أعمال الحزن، سيحتاج الفرد إلى قضاء بعض الوقت لمعالجة تغييرات حياته.
يعتبر أزمة النمو في علم النفس مفهوم تم تقديمه في عام 1959 من قبل عالم النفس الألماني المولد إريك إريكسون، وشاع في كتابه الطفولة والمجتمع (1963)، مشيرًا إلى ثماني مراحل في الحياة، يقدم كل منها معارضة أساسية تحتاج إلى حل، هم في مرحلة الطفولة المبكرة المتمثلة في الثقة الأساسية مقابل الشك الأساسي، والطفولة المتأخرة أثناء التدريب على استخدام المرحاض المتمثلة في الاستقرار مقابل التردد والشك، والطفولة المبكرة أثناء تعلم المشي المتمثلة في المبادرة مقابل الشعور بالذنب، والطفولة المتوسطة خلال فترة الكمون في سنوات الدراسة المبكرة المتمثلة في الصناعة مقابل الدونية.
البلوغ والمراهقة المتمثلة في اختلاط الهوية مقابل الدور، والشباب البالغين المتمثلة في العلاقات الاجتماعية والشخصية مقابل الوحدة، والبلوغ الناضج المتمثل في التوليد مقابل الركود، ومرحلة البلوغ المتأخرة المتمثل في تكامل الذات مقابل اليأس، حيث اعتبر إريكسون أن فضائل الأنا الخاصة تظهر من خلال حل كل مرحلة، أي الأمل والإرادة والغرض والكفاءة والإخلاص والحب والرعاية والحكمة على التوالي.
التغيير وأزمة النمو في علم النفس
يمكن أن يؤثر التغيير والأزمات على التنمية بعدة طرق، في حين أن بعض التأثيرات سلبية لأنها تعطل قدرة الأطفال على الشعور بالأمان واستكشاف العالم بأمان، حيث يمكن أن يوفر التغيير أيضًا فرصة للأطفال للنمو أثناء تكيفهم مع المواقف الجديدة، ومنها تلعب العديد من العوامل في حياة الطفل الفردي مثل الوصول إلى الموارد المادية والنفسية دورًا في التأثير على كيفية تأثير التغيير فعليًا على أزمة النمو في علم النفس.
يؤثر التغيير على أزمة النمو في علم النفس من خلال مجموعة من المجالات الرئيسية للتنمية في مرحلة الطفولة المتوسطة خاصة، حيث يمكننا توضيح هذا التأثير من خلال ما يلي:
اللغة والعواطف
عند مواجهة أزمة ما قد يكافح الأطفال لفهم مشاعرهم أو التواصل بشكل فعال حول احتياجاتهم وتجاربهم، غالبًا ما تتضمن أوقات الانتقال مشاعر معقدة ومتغيرة، على سبيل المثال قد يؤدي إغلاق المدارس أو إعادة ونقل الأسرة لمكان المعيشة أو تغيير الروتين إلى شعور الأطفال بالارتباك أو عدم اليقين أو القلق، حيث أنه قد يبدو الأطفال الصغار غير متأثرين أو غير مدركين بينما قد يعبر الأطفال الأكبر سنًا عن القلق أو الغضب، وقد يكون لدى الأطفال مشاعر مختلفة في لحظات مختلفة وقد يتم استبدال الحزن بشأن وداع الأصدقاء بالإثارة لاستكشاف مكان جديد أو إنشاء جدول جديد.
مشاعر مختلفة في نفس الوقت
قد يعبر الأطفال عن مشاعر مختلفة في نفس الوقت وربما يغرقون ولا يفهمون الأشياء العديدة التي يشعرون بها، قد لا يتمكن الأطفال من التعبير عن هذه المشاعر المعقدة وقد يعبرون عن احتياجاتهم بشكل غير لفظي وغير مباشر، ويمكن أن يظهر هذا في شكل تغييرات في روتين النوم اليومي، وتناول الطعام، والعناية بالجسم، أو الانسحاب، أو الانفعالات العاطفية والسلوكية مثل البكاء أو الانهيار في أوقات غير متوقعة.
يعتبر التبول اللاإرادي وحالات الانحدار الجسدي الأخرى علامة على الضيق ولا ينبغي معاقبتها، بدلاً من ذلك يجب على البالغين الاهتمام بالتغيرات العاطفية والسلوكية من خلال تقديم الرعاية والدعم المتسقين والمتجاوبين.
فرص منتظمة للحديث
يمكن أن تساعد الفرص المنتظمة للتحدث الأطفال على معالجة المشاعر بطرق بناءة مع الاستمرار في بناء مهارات اللغة والوعي الذاتي والتعبير عن الذات خلال أزمة النمو في علم النفس، حيث يمكن للبالغين التحدث عن مشاعرهم وطرح الأسئلة ومساعدة الأطفال على تحديد المشاعر الجديدة أو المعقدة، يمكن أن تكون تسمية المشاعر أداة مفيدة للأطفال الذين يعانون من التغيير أو الخسارة.
قد يكون لدى الأطفال مخاوف أو فضول بشأن أزمة النمو في علم النفس أو الموقف وقد يطرحون أسئلة متكررة لفهمها بشكل أفضل، حيث إن الاستماع إلى الأطفال ومشاركة المعلومات المناسبة للعمر سوف يدعم نمو الأطفال بالإضافة إلى فهمهم للموقف، مما قد يخفف من حالة عدم اليقين أو الخوف.
الاهتمام بالآخرين
خلال أزمة النمو في علم النفس أو الانتقال، قد يواجه الأطفال صعوبة في التعامل مع تجارب الآخرين، وقد يتأثر كل طفل أو أسرة أو مجتمع بنفس الحدث بطرق مختلفة، حيث يميل الأطفال الصغار إلى التركيز على ظروفهم المباشرة وقد يكافحون من أجل تخيل الآخرين أو التعاطف معهم ممن يمرون بتجربة مختلفة، ومن المرجح أن يفكر الأطفال الأكبر سنًا في الآخرين ويتعاطفون معهم.
يمكن للبالغين دعم النمو في هذا المجال من خلال التدرب على أخذ وجهات النظر من خلال القيام بإجراء مناقشة حول الظروف المختلفة ودعوة الأطفال لاستكشاف ما قد يشعر به الكبار عندما يكون مكان شخص آخر، بالإضافة إلى ذلك قد يرى الأطفال الأكبر سنًا الأزمة كفرصة لمساعدة مجتمعهم، ومنها يتمتع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 9 أعوام بقدرة متزايدة ووعي متزايد بكيفية المساهمة في منزلهم أو حيهم، حيث يمكن لإيجاد طرق لمساعدة الآخرين أثناء الأزمة أن يمنح الأطفال الأكبر سنًا إحساسًا بالهدف.
التفكير والتفاهم
أثناء أزمة النمو في علم النفس أو الانتقال، قد يواجه الأطفال صعوبة في التركيز أو تذكر المعلومات، وقد يتشتت انتباههم ويكافحون لإكمال العمل المدرسي أو المسؤوليات الأخرى، وقد يحتاج الأطفال إلى مزيد من الوقت ودعم الكبار أكثر من المعتاد لإكمال المهام اليومية وقد يستفيدون من الذكريات المرئية مثل الجداول أو قوائم المراجعة المكتوبة، حيث يوفر التغيير أيضًا فرصة للأطفال لتوسيع تفكيرهم وفهمهم، وقد يسأل الأطفال أسئلة كبيرة ويتحدثون عن الحدث أو المستقبل بطرق واقعية أو دقيقة أو غير واقعية.
يمكن أن تساعد المحادثات الأطفال في بناء فهمهم للعالم ودعم تنمية التفكير المجرد، على سبيل المثال شرح سبب إغلاق المدارس أو المدة التي يستغرقها إعادة فتحها على سبيل المثال الرسم أو استخدام تقويم لتمييز مرور الوقت يمكن أن يبني قدرة الأطفال على التفكير في علاقات السبب والنتيجة أو التفكير في المستقبل.