إنَّ التوقعات والآمال المحبطة، هي ما تبعث على أغلب العواطف السلبية، فإنَّنا نأمل، أو نخطط أن يجري أمراً ما بطريقة محدّدة، وعندما لا يتحقّق هذا الأمر، يكون ردّ فعلنا موسوماً بنفاذ الصبر والغضب، وهو أمر عادي تماماً، يحدث دون إرادتنا، وهنا تظهر أمامنا صفة الصبر والقدرة على ضبط النفس والحكمة في التعامل مع المواقف الصعبة.
كيفية تعاملنا مع المواقف هو ما يظهر حقيقة أمرنا:
إذا كنّا متلهفين وحريصين على نتيجة سعينا، فسوف نتألم حقّاً إن لم نحقّقها، فالتحدي يتمثّل في أنَّ العواطف تستثار بشكل فوري ولحظي، ولهذا السبب، فقد لا نملك زمام عواطفنا وردود أفعالنا لحظة وقوع هذه الأمور لنا، فقد فات الأوان، فحين تقع الخيبة، سنقدّم ردّ فعل على نحو غير غريزي واعتيادي بناءً على خبراتنا السابقة، وعندما تسوء الأمور، يكون قد فات الأوان، على أن نفكّر أفكاراً نبيلة ونيّرة، فنحن نقدّم ردّ فعل وحسب.
فالظروف التي نَمرّ بها، لا تقوم على صناعتنا، ولكنّها تظهر لنا حقيقة أمرنا، وما نحن عليه بالفعل، وتقوم كذلك بإظهار تلك الحقيقة للآخرين أيضاً، ولا تقتصر أهمية الموقف السلبي بناء على شخصيتنا فحسب، بل تظهر لنا حقيقة شخصيتنا في موقف بحد ذاته.