ما هي الالتزامات تجاه النفس في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الالتزامات تجاه النفس أو تجاه الذات هي الدعامة الأساسية للنظريات الأخلاقية في علم النفس وأشهرها نظريات العالم إيمانويل كانط بالإضافة إلى التفكير العادي، الذين يؤمنون بصنع شيء من حياتنا والدفاع عن أنفسنا، ومع ذلك فإن فكرة امتلاك الأشياء لأنفسنا قد تبدو متناقضة من حيث التنازل عن الواجبات التي قد نضعها لأنفسنا بدون الاهتمام للغير.

ما هي الالتزامات تجاه النفس في علم النفس

تعتبر الأمثلة التقليدية للالتزامات تجاه النفس في علم النفس هي خليط وواسع، لكنها تأتي أساسًا في نوعين تتمثل في الرعاية الذاتية واحترام الذات، تعتبر الرعاية الذاتية هي مسألة تعزيز مصالحنا الخاصة والسعي وراء أحلامنا والاهتمام بصحتنا والحفاظ على حياتنا، وفي الوقت نفسه فإن احترام الذات لا يتعلق بما هو جيد بالنسبة لنا وأكثر حول ما هو لائق.

في الالتزامات تجاه النفس في علم النفس يمكن أن تكون الرعاية الذاتية واحترام الذات في حالة توتر فقد يكون عدم احترام النفس هو أفضل طريقة للهروب من العديد من النتائج السلبية مثل العيش في فقر أو العيش بدون أهداف مستقبلية ثابتة أو قابلة للتحقيق.

اقترح العالم إيمانويل كانط أننا مدينين لأنفسنا فقط بالاحترام حيث أن الواجبات المتعلقة بالذات أو الالتزامات تجاه النفس لا علاقة لها بالرفاهية وسعادتنا الزمنية، والنفعيين الذين يعتقدون أن الأخلاق تدور حول الرفاهية منفتحون في الغالب على واجبات الرعاية الذاتية، حيث إنهم لا يشاركون العالم كانط مخاوفه بشأن العديد من السلوكيات عندما تكون النتيجة رفاهية أكبر بشكل عام.

تقول نظريات الفائدة أن الالتزامات تجاه النفس في علم النفس يرتبط بطريقة ما بما هو جيد بالنسبة لنا، بينما تقول النظريات الدائمة وهي أكثر شيوعًا في الكتابات عن الالتزامات تجاه الذات، أن الالتزامات تجاه النفس في علم النفس تمنح الفرد السيطرة، والشيء المميز هو أن لدينا المكانة للمطالبة بما هو مستحق لنا ولأنفسنا، والمفتاح هنا هو أن نحصل على رأي صائب، حيث يكون لدينا القدرة على التنازل عن الالتزام من خلال صلاحيات الموافقة الخاصة بنا.

مفارقة أرسطو في الالتزامات تجاه النفس في علم النفس

يعرف الجميع ما هي الالتزامات المتعلقة بالذات، ويتفق الجميع على أنه قد تكون لدينا واجبات للحفاظ على صحة المرء لرعاية الأسرة، حيث أن الأمر الأكثر إثارة للجدل هو القول بأن لدينا التزامات حسنة النية تجاه أنفسنا أي أننا مدينين لأنفسنا، بالمعنى الدقيق للكلمة تمامًا كما قد يكون الفرد مدينًا لصديقه بالوفاء بوعد خاص يبدو أن فكرة امتلاك الشخص شيء ما لنفسه تعني ضمنيًا أن لدينا حقوقًا ضد أنفسنا، إلى جانب القدرة على تحرير أنفسنا من الواجبات.

هذا يعبر عن العديد من التناقضات في الالتزامات تجاه النفس في علم النفس والتي تعرّف بمفارقة العالم أرسطو تجاه الذات أو تجاه النفس، ولتجنب هذا التناقض تم إعادة صياغة العديد من الالتزامات تجاه الذات التقليدية أو استبدالها بالالتزامات المتعلقة فقط بالنفس، يجادل أرسطو بأن السلوك السلبي تجاه الذات ليس ظلمًا للنفس، ولكنه فقط تجاه الحالة التي من المفترض أن يخدمها المرء.

يجادل أرسطو بأن الرعاية الذاتية ليست مستحقة للذات أو حتى للآخرين، ل إنها واجبة فقط بمعنى أنه يجب علينا القيام به أي إنه التزام غير موجه أكثر من كونه التزامًا موجهًا، أي أن البعض تحكمهم ظروفهم أو مواقفهم التي يوضعون بها بدون أي تخطيط مسبق مع عدم التنبؤ بها وإدارتها.

هناك طريقة للتغلب على مفارقة أرسطو في الالتزامات تجاه النفس في علم النفس وهي أن نقول إن الالتزامات تجاه الذات لا تعني أي قوة خيالية للإفراج عن الذات، ولجعل هذا الرأي يعمل نحتاج إلى طريقة ما لتفسير الالتزامات تجاه النفس، بحيث لا تكون تمامًا مثل الالتزامات القانونية التي نحصل عليها من الوعود والعقود.

يقول البعض إن الالتزامات تجاه النفس في علم النفس غير قانونية إلى حد ما، ويقول آخرون أنه لا يمكن أن يدين المرء بالأشياء لنفسه إلا بمعنى ضعيف، والبعض يفكر في تحويل الإشارة إلى النفس ربما نحن مدينون بالأشياء فقط لأنفسنا في المستقبل، أو أن أحد جوانب نفسيتنا مدين به إلى جانب آخر، فبقدر ما شكّلت مفارقة أرسطو نظريات الحقيقة الحديثة، فقد شكّل تهديد التناقض بعمق نظرياتنا عن الالتزامات تجاه النفس.

مفارقة تحرير الذات في الالتزامات تجاه النفس في علم النفس

عند التساؤل بما هو الغريب في الالتزامات تجاه النفس؟ فإن شيء واحد يجب ملاحظته هو أن العديد من الأخطاء الأخلاقية لا يمكن ارتكابها إلا لأشخاص آخرين، حيث لا يمكن أن يقوم الفرد بسلوكيات سلبية أو معادية تجاه نفسه فلا يمكن للفرد مثلًا سرقة المكان الخاص به، أو خداع نفسه بوعود كاذبة، أو أن يفعل الأشياء ضد إرادته.

هذه الحقيقة المألوفة أن بعض الأخطاء يمكن أن تحدث للآخرين ولكن ليس لأنفسنا، وتسمى عدم تماثل الاحتمالات، حيث أن هذا التباين يقيد نطاق ظلم الذات وتعتبر بعض التفاعلات السلبية والشقية مستحيلة في حالة الشخص الواحد، لكن هذا لا يستبعد جميع الالتزامات المحتملة تجاه النفس.

في مفارقة تحرير الذات في الالتزامات تجاه النفس في علم النفس ينشأ التوتر من الطبيعة المزدوجة للالتزامات، حيث أنه من المفترض أن تكون ملزمة وقابلة للتنازل عنها، فالتزامات الفرد تُلزمه بمعنى أنه يجب عليه الامتثال أو تساوي الأشياء الأخرى، وإلا فإنه يمكن أن يظلم الشخص الذي يلتزم به أي نفسه، هذه الازدواجية واضحة تمامًا في حالة الشخصين.

ماذا لو كان الشخص مدينًا لنفسه بشيء ثم يبدو أن الربط يتلاشى؛ نظرًا لأنه يمكن لهذا الشخص التنازل عن أي التزام مستحق له وبمحض إرادته، يمكنه التنازل عن أي التزام تجاه نفسه بمحض إرادته، وبالتالي فإن أي التزام من هذا القبيل هو اختياري بحت والذي يبدو غير متماسك، مثل هواية إلزامية أو مشروع عاطفي لنفسه.

هذا يضمن أنه لا يمكن للمرء أن يكون لديه واجبات تجاه نفسه حيث أن الواجبات هي مجرد التزامات مع عدد أقل من المقاطع وإنها حجة قوية، فالواجبات تنطوي على حقوق وتستلزم الحقوق صلاحيات الإفراج، ولكن لا يستطيع المرء أن يحرر نفسه من الواجب، وهو أنه لا يمكن للمرء أن يكون لديه واجب تجاه نفسه فإن فكرة مثل هذا الواجب بحد ذاتها تناقض ذاتي.

وفي النهاية نجد أن:

1- الالتزامات تجاه النفس في علم النفس تعبر عن واجبات متنوعة يقوم الفرد بإلزام نفسه بها؛ لتحقيق العديد من الطموحات والأهداف الذاتية المنشودة.

2- الالتزامات تجاه النفس في علم النفس يعبر عن درجات قدرة الفرد لتقديم الاحترام الذاتي والتقدير الذاتي لنفسه من خلال مكانته الاجتماعية وقدرته بالاستمرار بهذه الالتزامات.


شارك المقالة: