اقرأ في هذا المقال
- ما هي التمثيلات المعرفية في علم النفس
- التمثيلات المعرفية والظاهرة في علم النفس
- دور الصور في التمثيلات المعرفية في علم النفس
التمثيلات المعرفية ليست قدرات بحد ذاتها بل هي طرق مفضلة لتطبيق القدرات التي يمتلكها الفرد، فعادة التمثيلات المعرفية تشير إلى الطريقة التي يتلقى بها الأفراد المعلومات ويعالجونها ويطبقونها، على عكس الفروق الفردية في القدرات التي غالبًا ما يتم ترتيبها حسب أوصاف ذروة الأداء، تصف التمثيلات المعرفية النمط النموذجي للشخص في التفكير والتذكر وحل المشكلات.
ما هي التمثيلات المعرفية في علم النفس
يمكن القول إن فكرة التمثيل المعرفي هي في الأساس تعبر عن مفهوم نظري لعلم النفس المعرفي، ومنها فهو مفهوم أساسي لنظرية معالجة المعلومات الذهنية، ويوصف التمثيل المعرفي عادةً بأنه بُعد شخصي يؤثر على المواقف والقيم والتفاعل الاجتماعي، حيث تهيمن التمثيلات المعرفية على التفضيلات الخاصة بكيفية معالجة الأشخاص للمعلومات.
وبينما تم افتراض العديد من التمثيلات المعرفية يظهر بعدان أساسيان بسهولة في الأدبيات البحثية تتمثلان في التمثيل المعرفي الكلي أي التحليلي واللفظي أي التخيلي، حيث يشمل التمثيل المعرفي الكلي أي التحليلي ميلًا إلى تنظيم المعلومات وإعادة ترتيبها إلى مقاطع فئوية من الكل والأجزاء، يحتضن التمثيل المعرفي اللفظي أي التخيلي ميلًا إلى تمثيل المعلومات شفهيًا أو من خلال الصور الذهنية.
التمثيلات المعرفية والظاهرة في علم النفس
بين علماء النفس الواقعيين حول التمثيلات المعرفية يكون التقسيم المركزي بين التمثيليين المتعمدين والظاهرة، حيث يدعي التمثيليين أن المحتوى الهائل للتمثيل المعرفي أي طابعة الأشخاص في مفهوم الظاهرة يمكن اختزاله إلى نوع من المحتوى المتعمد، يتم تفسيره بشكل طبيعي، ووفقًا لوجهة النظر هذه تعد المحتويات الظاهرية خصائص خارجية يتم تمثيلها بواسطة تمثيلات معرفية، وفي المقابل يدعي أنصار الظواهر أن المحتوى الظاهر للتمثيل المعرفي غير المفاهيمي مطابق لخصائصه الظاهري الجوهري.
غالبًا ما تتم صياغة الأطروحة التمثيلية على أنها ادعاء بأن الخصائص الظاهرة تعتبر تمثيلي معرفي أو مقصودة، ومع ذلك فإن هذه الصيغة غامضة بين الادعاء الاختزالي وغير الاختزالي على الرغم من أن مصطلح التمثيلية غالبًا ما يستخدم للادعاء الاختزالي، فهذا يعني أن المحتوى الهائل للتجربة الخصائص التي تميز ما يشبه الحصول عليها، وهي عبارة عن بعض الخصائص الخارجية التي تمثلها.
على سبيل المثال اللون الأزرق الذي قد يذكرها المرء في وصف تجربته في التمثيل المعرفي لسماء صافية عند الظهيرة هي خاصية للسماء وليس لتجربة المرء معها، اللون الأزرق ذات صلة بتوصيف تجربة المرء لأن تجربة المرء تمثلها ليس لأن تجربة المرء تقوم بإنشاء مثيل لها، وفقًا لوجهة النظر هذه يتم تفسير المحتوى الهائل للتجربة الحسية على أنه تمثيلها للخصائص الخارجية.
في التمثيلات المعرفية كادعاء غير اختزالي فهذا يعني أن المحتوى الهائل للتجربة هو خصائصها الظاهرة الذاتية، والتي هي في حد ذاتها تمثيلية، تمثل تجربة الفرد في السماء ولونها من خلال إحداث اللون الأزرق الهائل.
ومنها بيّن الظاهرتيين هناك خلاف حول ما إذا كان التمثيل المعرفي يتطلب هيكلة معقدة للخصائص الظاهرية، بالتالي يتم تناول المجال البصري بالكامل مع تجربة موحدة للون واحد، وهي حالة اختبار قياسية وقد تكون الشكوك حول تمثيل مثل هذه التجارب مجرد نتيجة لحقيقة أننا خارج المختبر لا نواجه أبدًا أشياء من شأنها أن تنتجها.
معظم التمثيليين الاختزاليين مدفوعون بالاقتناع بأن تفسيرًا طبيعيًا واحدًا أو آخر للقصدية هو بشكل عام صحيح، وبالرغبة في إكمال تجنس العقل من خلال تطبيق مثل هذه النظريات على المشكلة من الظواهر، حيث أن الحجة الرئيسية للنزعة التمثيلية في التمثيلات المعرفية تناشد شفافية التجربة، ويتم عرض الخصائص التي تميز ما يشبه أن يكون تجربة حسية في الخبرة وخصائص الكائنات.
من أجل تفسير الاختلافات البديهية بين التمثيلات المعرفية المفاهيمية والحسية، يلجأ التمثيليين إلى الخصائص الهيكلية أو الوظيفية، على سبيل المثال يميز الخبرات والأفكار على أساس أصل وطبيعة وظائفها في تجربة خاصية معينة هي حالة نظام وظيفته المتطورة هي الإشارة إلى وجود هذه الخاصية في البيئة، ومن ناحية أخرى فإن الفكر الذي يمثل هذه الخاصية هو حالة من نظام تم تعيينها لوظيفة مكتسبة هي معايرة ناتج النظام التجريبي.
يميل علماء الظواهر إلى استخدام نفس أنواع الميزات الوظيفة والبنية الجوهرية في شرح بعض الاختلافات البديهية بين الأفكار والتجارب في التمثيلات المعرفية، لكنهم لا يفترضون أن مثل هذه السمات تستنفد الاختلافات بين التمثيلات المعرفية المباشرة وغير المباشرة.
دور الصور في التمثيلات المعرفية في علم النفس
على الرغم من أن الصور لعبت دورًا مهمًا في تاريخ فلسفة العقل، إلا أن الأدبيات المعاصرة الهامة حولها هي في الأساس نفسية، ففي سلسلة من التجارب النفسية التي أجريت في السبعينيات تم العثور على وقت استجابة الأشخاص في المهام التي تنطوي على التلاعب العقلي وفحص الأرقام المقدمة للتنوع بما يتناسب مع الخصائص المكانية مثل الحجم والاتجاه للأشكال المعروضة، وأثار السؤال حول كيفية شرح هذه النتائج التجريبية نقاشًا حيويًا حول طبيعة الصور والخيال.
يدعي علماء النفس أن النتائج تشير إلى أن المهام قد تم إنجازها من خلال فحص ومعالجة التمثيلات المعرفية التي لها خصائص مكانية، أي التمثيلات التصويرية أو الصور، البعض الآخر من علماء النفس يزعمون أن الوقائع التجريبية يمكن تفسيره من حيث حصراً من الخطابية، أو اقتراحي التمثيل المعرفي والعمليات المعرفية المحددة عليها.
إن فكرة أن التمثيلات التصويرية عبارة عن صور في الرأس حرفيًا لم يتم أخذها على محمل الجد من قبل مؤيدي العرض التصويري للصور، والادعاء هو بالأحرى أن الصور الذهنية تمثل بطريقة ملائمة مثل الطريقة التي تمثّل بها الصور، حيث تم تركيز الانتباه على الصور المرئية ومن هنا جاءت التسمية التصويرية، على الرغم من أنه قد تكون هناك صور في طرائق أخرى مثل السمعية والشمية وما إلى ذلك أيضًا.
التمييز بين التمثيل المعرفي التصويري والاستطرادي يمكن وصفها من حيث التمييز بين الإشارات التناظرية المستمرة والرقمية المتقطعة تم فهم هذا التمييز بشكل مختلف، على الرغم من أن التفسير المقبول على نطاق واسع هو أن التمثيل التناظري مستمر أي بحكم الخصائص المتغيرة باستمرار للتمثيل المعرفي، في حين أن التمثيل الرقمي منفصل أي بحكم الخصائص إما أن التمثيل المعرفي يمتلك أو لا يمتلك، ويمكن أيضًا إجراء تمييز تناظري أو رقمي فيما يتعلق بالعمليات الإدراكية.
بناءً على هذا الفهم للتمييز التناظري أو الرقمي في التمثيلات المعرفية، فإن التمثيلات المعرفية التخيلية التي تمثل بفضل الخصائص التي قد تختلف باستمرار مثل كونها أكثر أو أقل سطوعًا، أو تأتي بصوت عالٍ، ستكون تمثيلية في حين أن التمثيلات المعرفية المفاهيمية التي لا تتغير خصائصها باستمرار حيث انه لا يمكن للفكرة أن تكون أكثر أو أقل حول الهدف سواء كانت كذلك أم لا ستكون رقمية.