أغلب الأفراد الذين يشتكون من اضطراب الشخصية الحدية يكون لديهم مثيرات، هذه المثيرات قد تتضمن أحداث أو مواقف محددة تتسبب في بروز المظاهر أو تفاقمها، يمكن أن تتفاوت مثيرات هذا النوع من الاضطراب من فرد لآخر، لكن توجد بعض أنواع المثيرات المنتشرة في اضطراب الشخصية الحدية.
مثيرات اضطراب الشخصية الحدية
المثيرات الوجدانية
وهي المثيرات الأكثر انتشاراً لهذا النوع من الاضطراب، ترتبط بالضيق والأمور الشخصية، بالتحديد العلاقات، الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب يمكن أن يعانوا من خوف كبير، غضب وسلوك اندفاعي، وإيذاء الذات وحتى الوصول إلى الانتحار في العلاقات المؤسفة التي يمكن أن يتعرضوا فيها للرفض أو الانتقاد أو الهجر.
مثلاً، يمكن أن يتم تحفيز هذا النوع من الاضطراب لديهم عندما يقوم الشخص ببعث رسالة إلىصديق له من دون تلقي الإجابة، وربما بعد إجراء مكالمة هاتفية من غير تلقي الإجابة، ينتظر الفرد عدة ساعات ثم يبدأ بالتفكير في أفكار مثل، إنه لن يعاود الاتصال بي، لا بد أنه غاضب مني أو لا يحبني.
هذه الأفكار يمكن أن تتحول فيما بعد إلى أفكار مثل، إنه يكرهني على الأغلب، أو أفكار أخرى مثل أنا لا أملك أي صديق يقف بجانبي، مع هذه الأفكار المتصاعدة تبرز مظاهر هذا النوع من الاضطراب، مثل الانفعالات المفرطة والغضب وإيذاء الذات.
المثيرات الفكرية
في بعض الأوقات، قد يتم تحفيز هذا الاضطراب عن طريق الأفكار الباطنة، مثل الأفكار التي تأتي بصورة مفاجئة. هذا الأمر يبرز بصورة خاصة لدى الأشخاص الذين عانوا في الماضي من مواقف صادمة مثل سوء المعاملة.
مثلاً، يمكن أن تثير الذكريات أو الخبرات الماضية مثل خسارة شخص مقرب أو ذكرى لحدث مؤلم للمشاعر العميقة ومظاهر أخرى لهذا الاضطراب، وفي كل الحالات ليس بالضروري أن تكون الأفكار سلبية حتي تحفز الاضطرابات لدى الشخص المصاب، وإنما قد تكون بعض الذكريات المفرحة مثيرة لهذا الاضطراب؛ لأنها تحفز الفرد للتفكير بأن حياته في هذه الفترة كانت أفضل بكثير من حياته الحالية.
كيفية إدارة محفزات اضطراب الشخصية الحدية
إدراك المثيرات
المثيرات هي أمور شخصية، ومعرفة المواقف هي أول طريقة في ضبط المثيرات، الأوضاع والأفكار والذكريات التي تثير مظاهر هذا النوع من الاضطراب مثل الغضب أو التهور، وتوجد بعض الأنشطة التي يمكن القيام بها حتى يتم معرفة ما هي المثيرات لهذا النوع من الاضطراب.
الابتعاد عن المواقف المحفزة
عندما يدرك الفرد المثيرات، يمكن أن يدرك كيفية التعامل معها، يمكن أن يبدأ الفرد عن طريق معرفة كيفية تجنب هذا المثير. مثلاً، في حال أدرك الفرد أن مشاهدة فيلم محدد يحفز هذا النوع من الاضطراب، يمكنه أن يقوم بتجنب مشاهدة هذا الفيلم.
إيجاد الطرق من أجل التكيف
توجد الكثير من المثيرات، التي لا يمكن تجنبها بسهولة، في حال كانت هذه المثيرات لا يمكن تجنبها، يمكن أن يبدأ الفرد بإيجاد الوسائل من أجل التعامل معها، إما عن طريق إيجاد خطة محددة، أو رؤية طبيب نفسي والعمل من أجل التكيف مع هذه المثيرات.