اقرأ في هذا المقال
- مشكلة الانحدار في المعرفة الرسمية في علم النفس
- دور التماسك في مشكلة الانحدار في المعرفة الرسمية في علم النفس
- دور التأسيسية في مشكلة الانحدار في المعرفة الرسمية
إذا كانت مشكلة الاستقراء تتحدى استنتاجاتنا من الملاحظة إلى غير المرصودة، بينما تتحدى مشكلة الانحدار في المعرفة الرسمية في علم النفس في معرفتنا على مستوى أكثر جوهرية، وتشكك في قدرتنا على معرفة أي شيء عن طريق الملاحظة في المقام الأول.
مشكلة الانحدار في المعرفة الرسمية في علم النفس
لنعرف شيئًا ما يبدو أنه يجب أن يكون لدينا بعض المبررات لتصديقه، على سبيل المثال فإن معرفتنا بأن الفيلسوف سقراط هو المعلم الأول للعالم أفلاطون تستند إلى شهادات ومصادر نصية متوارثة عبر السنين، لكن كيف عرف أن هذه الشهادات والنصوص مصادر موثوقة؟ فمن المفترض أن هذه المعرفة نفسها تستند إلى بعض التبريرات الإضافية أو تجارب مختلفة مع هذه المصادر، واتفاقهم مع بعضهم البعض، والأشياء الأخرى التي تم ملاحظتها بشكل مستقل.
لكن يعتبر أساس هذه المعرفة مشكك فيه، وهذا ما يُعرف بمشكلة الانحدار في المعرفة الرسمية في علم النفس، الذي يتمثل في كيفية معرفتنا أن المصادر الرئيسية للمعرفة إذا كانت سليمة أو مشكك بها أو تعتبر سرابًا أو وهمًا، ومنها يحدد علماء النفس ثلاث طرق يمكن أن يتكشف بها هذا الانحدار في التبرير في نهاية المطاف، أولا يمكن أن تستمر إلى الأبد، وثانيًا يمكن أن تدور مرة أخرى على نفسها في وقت ما، وثالثًا قد يتوقف التراجع عند نقطة مبررة.
تتوافق هذه الاحتمالات الثلاثة مع ثلاثة ردود كلاسيكية على هذا التراجع في التبرير الخاص بمشكلة الانحدار في المعرفة الرسمية في علم النفس، حيث يعتقد أنصار اللانهائية من علماء النفس أن الانحدار يستمر إلى الأبد، وأنصار التماسك أنه يدور مرة أخرى على نفسه، وأنصار التوحيد أنه ينتهي في نهاية المطاف.
أنصار كل وجهة نظر يرفضون البدائل باعتبارها غير مقبولة، حيث تبدو اللانهائية غير واقعية من الناحية النفسية، وتتطلب سلسلة لانهائية من المعتقدات التي لا تستطيع العقول المحدودة مثل عقولنا استيعابها، ويبدو أن التماسك يجعل التبرير دائريًا بشكل غير مقبول، وبالتالي من السهل جدًا تحقيقه، ويبدو أن التأسيسية تجعل التبرير تعسفيًا؛ لأن المعتقدات في نهاية الانحدار ليس لها أي مبرر على ما يبدو.
لطالما سعى مؤيدو كل وجهة نظر للإجابة على المخاوف المتعلقة بوجهة نظرهم في مشكلة الانحدار في المعرفة الرسمية في علم النفس، ولإظهار أن المخاوف المتعلقة بالبدائل لا يمكن الرد عليها بشكل مناسب، ففي الآونة الأخيرة بدأ توظيف طرق من نظرية المعرفة الرسمية لفحص مدى كفاية هذه الإجابات، مثل بعض الأعمال التي تم إجراؤها حول التماسك والتأسيس، حيث كانت هذه هي محور كل من العمل الرسمي وغير الرسمي.
دور التماسك في مشكلة الانحدار في المعرفة الرسمية في علم النفس
القلق المباشر بشأن الاتساق هو أنه يجعل التبرير في مشكلة الانحدار في المعرفة الرسمية في علم النفس يدور بشكل محوري حول نقطة واحدة دون غيرها، حيث يتم ذلك من خلال كيفية تبرير وجهة نظر معينة من خلال قيم أخرى يتم تبريرها في النهاية من خلال السبب المعني، فإذا كانت دورات التبرير مسموحًا بها فهناك يمنع المرء من تصديق أي شيء يحبه والتعامل معه كمبرر لنفسه.
عادة ما يرد المتماسكين على أن التبرير في مشكلة الانحدار في المعرفة الرسمية لا يذهب في الواقع في دورات، في الواقع إنها ليست علاقة حقاً بين العقائد الفردية، بدلاً من ذلك يتم تبرير هذه القيم من خلال كونه جزءًا من مجموعة أكبر من القيم التي تتلاءم معًا جيدًا، هذا هو ما يعبر عن دور التماسك في مشكلة الانحدار في المعرفة الرسمية في علم النفس أي من خلال السلوك الجمعي المتماسك.
بالتالي يكون التبرير عالميًا أو كليًا أي إنها سمة من سمات مجموعة كاملة من المعتقدات الفردية، بحكم كونها جزءًا من الكل المتماسك، عندما نتتبع تبرير معتقد ما ذهابًا وإيابًا حتى نصل إلى دائرة كاملة، فإننا لا نكشف المسار الذي يتم تبريره من خلاله، بدلاً من ذلك نحن نكشف عن الترابطات المختلفة التي تجعل العمل بأكمله مبررًا كوحدة واحدة.
يجادل علماء النفس بأن التماسك غالبًا ما يقلل من الاحتمالية في مشكلة الانحدار في المعرفة الرسمية في علم النفس، حيث أنه غالبًا ما تأتي الزيادات في التماسك من المعتقدات الجديدة التي تجعل معتقداتنا الحالية منطقية، يأتي هذا من نظرية البديهيات الاحتمالية، وخاصة احتمالية تكاليف الاقتران والتي تنص على أن الربط بين المواقف والسلوكيات ينتج بشكل عام احتمالية أقل من الإدراك الحسي الذي يتم حدسيًا كلما زاد عدد الأشياء التي نعقدها والتي تزيد المخاطر التي نتعرض لها مع الحقيقة.
يجيب بعض علماء النفس أنه فقط احتمالية مجموعة المعتقدات الكاملة هي التي تنخفض عند إضافة المعتقدات لمشكلة الانحدار في المعرفة الرسمية في علم النفس، لكن الاحتمالات الفردية للمعتقدات التي تحتويها هي ما هو محل الخلاف، ومن وجهة نظر المحقق تصبح معتقداته الفردية أكثر احتمالية عندما يتم فهمها من خلال المعلومات الإضافية التي تفيد بأن المشتبه به لديه توأم متطابق مثلاً.
لا يمكن أن يؤثر تماسك الكل على احتمالية الأجزاء، حيث أن التماسك هو أن تقف الأجزاء معًا أو تنهار معًا، فكما أن التماسك يجعل جميع الأعضاء أكثر احتمالية لأن يكونوا صحيحين معًا، فإنه يزيد من احتمال كونها كلها خاطئة على حساب احتمالية أن يصبح بعضها صحيحًا و الآخرين كاذبة.
دور التأسيسية في مشكلة الانحدار في المعرفة الرسمية
يعتقد المؤسسين من علماء النفس أن بعض المعتقدات مبررة دون أن تبررها معتقدات أخرى في المعرفة الرسمية في علم النفس، عادةً ما يحدد علماء النفس المؤسسين إما المعتقدات حول الأمور المتصورة أو التي يتم تذكرها، مثل هناك باب أمامي أو كان لدي بيض بالأمس، أو المعتقدات الأخرى حول كيف تبدو الأشياء لنا مثل يبدو أن هناك بابًا أمامي أو يبدو أنني أتذكر تناول البيض أمس، في كلتا الحالتين يتمثل التحدي في تحديد كيف يمكن تبرير هذه المعتقدات إذا لم يتم تبريرها بأي معتقدات أخرى.
أحد الآراء في دور التأسيسية في مشكلة الانحدار في المعرفة الرسمية في علم النفس هو أن هذه المعتقدات تبررها حالاتنا الإدراكية والتذكارية، حيث أنه عندما يبدو أن هناك بابًا أمامي فإن هذه الحالة الإدراكية تبرر لي الاعتقاد بوجود باب هناك، بشرط ألا يكون لدينا سبب لعدم الثقة في هذا المظهر، أو على الأقل لدينا ما يبرر تصديق أنه يبدو أن هناك بابًا.
لذا فإن المعتقدات التأسيسية ليست اعتباطية فهي مبررة بحالات إدراكية وتذكارية وثيقة الصلة، ومع ذلك فإن التراجع ينتهي عند هذا الحد؛ لأنه ليس من المنطقي التساؤل عما يبرر حالة الإدراك أو الذاكرة، فهذه الحالات خارج مجال المعيارية المعرفية في المعرفة الرسمية في علم النفس.