اقرأ في هذا المقال
- مفهوم الإنسان بصفته موضوعا لعلم النفس
- فلسفة الإنسان في علم النفس
- صفات الإنسان في علم النفس
- الدور الاجتماعي للإنسان في علم النفس
- تفرد الشخصية للإنسان في علم النفس
مفهوم الإنسان بصفته موضوعا لعلم النفس له تاريخ طويل حيث يمكن رؤية علامات معينة له في كتابات مفكر القرن السابع عشر ديكارت، لكن المفهوم وصل إلى إمكاناته الحقيقية فقط مع إدخال علم النفس المعرفي، على عكس المفهوم السلوكي للإنسان ونظرية التعلم التي سادت أوائل التفكير في القرن العشرين، ومنها جادل علماء النفس المعرفيين بأن العمليات العقلية لا يمكن تجاهلها عندما نلاحظ سلوك الإنسان في علم النفس.
مفهوم الإنسان بصفته موضوعا لعلم النفس
في حين أن مفهوم الإنسان بصفته موضوعاً لعلم النفس يؤكد على أصل الإنسان البيولوجي الاجتماعي والعقل الجسدي، فهو يرتبط بشكل أساسي بجوانبه الاجتماعية والنفسية، مثل قناعاته ومثله وكذلك الشخصية والسمات الخاصة لعقله وأسلوب واستقلالية تفكيره، والطبيعة الخاصة لعواطفه ووضعه الاجتماعي.
يعبر مفهوم الإنسان في علم النفس عن شخص متطور اجتماعيًا، وهو شخص جزء من سياق تاريخي وطبيعي محدد معين، ومجموعة اجتماعية أو أخرى، وشخص يمتلك نظامًا مستمرًا نسبيًا من سمات الشخصية المهمة اجتماعيًا ويؤدي أدوارًا اجتماعية مقابلة.
حيث يتشكل الإطار الفكري للإنسان في علم النفس من خلال متطلباته واهتماماته وإطاره المرجعي وخصائص المزاج والعاطفة وقوة الإرادة والدافع وتوجهات القيم واستقلال الفكر والوعي والوعي الذاتي، وتعتبر السمة المركزية للإنسان في علم النفس هي النظرة إلى العالم، ولا يمكن لأي شخص أن يصبح شخصية دون أن يطور ما يُعرف بالنظرة إلى العالم أو النظرة إلى العالم والتي تتضمن رؤيته الفلسفية للعالم.
فلسفة الإنسان في علم النفس
معرفة الفلسفة هي سمة لا تنفصم عن الثقافة والتعليم العالي للفرد في مفهوم الإنسان في علم النفس؛ لأن النظرة إلى العالم هي امتياز للإنسان الحديث وجوهرها هو الفلسفة، حيث يجب على المرء أن يعرف فلسفة الشخص لفهمه، حتى أولئك الذين ينكرون الفلسفة ويسخرون منها يمتلكون فلسفة، فمن الناحية التاريخية والجينية يصبح الإنسان شخصية لدرجة أنه يستوعب الثقافة ويساهم في خلقها.
لم يكن الأفراد قديماً في ظروف الحشد البدائي والمراحل الأولى لتشكيل المجتمع يشكل شخصية بعد للإنسان في علم النفس، على الرغم من أنه كان بالفعل إنسانًا، فالطفل خاصة في سنواته الأولى هو بالطبع إنسان لكنه لا يعتبر شخصية بعد، لم يصبح بعد واحدًا في مسار تطوره وتعليمه وتربيته، ومنها قد يصبح الإنسان شخصية وقد لا يصبح كذلك.
فالطفل المعزول عن الناس مثلاً والمحاط بالحيوانات لا يفعل ذلك، وقد تتشكل الشخصية للإنسان في علم النفس وقد لا تتشكل، وقد تتفكك أيضًا أو تتشوه أو تتفكك تمامًا إما بسبب العمليات المرضية في الكائن الحي، أو الاضطرابات النفسية العقلية أو بسبب ظروف مأساوية غير مواتية للغاية.
لذلك فإن فلسفة الإنسان في علم النفس يعني ضمناً مبدأ تكاملياً يوحد البيولوجي والاجتماعي في كل واحد، وكذلك جميع العمليات والصفات والحالات النفسية التي تنظم السلوك الإنساني، مما يمنحه اتساقًا واستقرارًا معينين فيما يتعلق ببقية العناصر في العالم وللآخرين وللنفس، يعبر الإنسان في علم النفس عن شخصية تاريخية اجتماعيًا مشروطة بشكل طبيعي ويتم التعبير عنها بشكل فردي.
صفات الإنسان في علم النفس
الإنسان في علم النفس هو شخصية بقدر ما يميز نفسه بوعي عن كل ما يحيط به، وتوجد علاقته بالعالم في وعيه كوجهة نظر معينة في الحياة، حيث أن الإنسان في علم النفس يمتلك وعيًا بذاته ونظرة إلى العالم، وقد حقق فهمًا لوظائفه الاجتماعية ومكانته في العالم، الذي اعتبر نفسه كموضوع إبداع تاريخي، وصانع التاريخ، إن جوهر الإنسان في علم النفس ليس طبيعته الجسدية بل خصائصه الاجتماعية والنفسية وآلية حياته العقلية وسلوكه.
الإنسان في علم النفس هي التركيز الفردي أو التعبير عن العلاقات الاجتماعية والشخصية والدور الاجتماعي، وموضوع الإدراك وتحويل العالم، والحقوق والواجبات، والأخلاق والجمالية وجميع المعايير الاجتماعية الأخرى، فعندما نتحدث عن شخص معين فإننا نضع في اعتبارنا صفاته الاجتماعية والأخلاقية والنفسية والجمالية التي تبلورت في العالم الفكري للإنسان.
حيث أنه في كل من علاقاته الأساسية يظهر الإنسان في علم النفس في صفة خاصة، في دوره الاجتماعي المحدد، كموضوع للإنتاج المادي أو الروحي وسيلة لعلاقات إنتاج معينة، وكعضو في مجموعة اجتماعية معينة من الطبقة والممثل.
الدور الاجتماعي للإنسان في علم النفس
إن الأدوار الاجتماعية التي يجب على الإنسان أن يؤديها في المجتمع عديدة ومتنوعة، ولكن لا يمكن اختزال الإنسان في علم النفس في هذه الأدوار، حتى لو تم أخذها ككل متكامل، الشيء المهم هو أن الإنسان في علم النفس هو ما يخص شخص ما ويميزه عن غيره.
الشخصية للإنسان في علم النفس هي مجموع كل شيء قد يسميه الشخص ملكه، فكيف يصف الإنسان نفسه بالشخصية عندما يُسأل عنه؟ إنه يفعل ذلك من خلال ربط نفسه بما يفعله أو فعله سابقاً بإخبارنا بمن يرتبط به، ومن هنا مبدأ قل لي من هم أصدقاؤك وسأخبرك ما أنت، بالإضافة إلى ذلك يخبرنا بما يخصه وما أتقنه وما صنعه لنفسه وبأي طريقة حقق نفسه، إلى أي سياق من الحياة ينتمي إليه في العمل والدور الاجتماعي والعمر والأسرة والتعليم وما إلى ذلك.
ما يخص الإنسان في علم النفس ليس فقط صفاته الجسدية والفكرية، بل لباسه ومسكنه وزوجه وأولاده وأجداده وأصدقائه، ومكانته الاجتماعية وسمعته واسمه الأول واسم عائلته، حيث تتضمن بنية الشخصية للإنسان في علم النفس أيضًا ما أعطته قوتها وكذلك القوى التي تجسدت فيها حيث إنه مظهر شخصي للعمل المتجسد.
تفرد الشخصية للإنسان في علم النفس
يتم التعبير عن امتلاء الشخصية للإنسان في علم النفس في فرديتها أو في تفردها وعدم تكرارها، حيث أن الشخصية للإنسان في علم النفس هي تجريد يتم تجسيده في أفراد حقيقيين، وفي كائنات عقلانية واحدة منفصلة مع كل الروابط الصحيحة التي لا تضاهى من عقليتهم وجسمهم ولون بشرتهم وشعرهم وعيونهم وما إلى ذلك، الشخصية للإنسان في علم النفس هي ممثل فريد للجنس البشري، خاصة دائمًا وعلى عكس أي شخصية أخرى في ملء حياته الروحية والمادية والمعنوية أي أنها فريدة من نوعها.
على سبيل المثال شخصية ملفتة للنظر مثل سقراط لقد جذب انتباه كل شخص قابله حرفياً من خلال مظهره الخارجي وطريقة حياته ومعتقداته وأنشطته وتعاليمه وكل ما يتعلق بشخصيته الفريدة، ومنها يمكن للمرء أن يصف بالمثل مظهر وشخصيات رجال عظماء وأفراد بارزين آخرين وسيكون كل منهم فريدًا بطريقة ما، الشخصية للإنسان في علم النفس هي كائن عقلاني فردي، بالمعنى الأوسع للفرد ليس فقط شخصًا ولكنه مرادف لكائن محدد منفصل.