مفهوم الملاحظة السلوكية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يعتبر علم النفس أن العديد من الباحثين يستطيعون جمع أكبر عدد من المعلومات المهمة عن أي موضوع يتم مناقشته من خلال المراقبة أو الملاحظة السلوكية، التي تمتاز بمشاهدة الفرد بجميع المواقف وكيفية استجابته للمثيرات مع تسجيل أم ردود الفعل.

مفهوم الملاحظة السلوكية في علم النفس

الملاحظة السلوكية في علم النفس هي طريقة مستخدمة على نطاق واسع لتقييم السلوك الإنساني، على عكس الطرق الأخرى للتقييم السلوكي والتي يعتمد معظمها على تصورات الناس للسلوك البشري، حيث تتضمن الملاحظة السلوكية مراقبة وتسجيل سلوك الشخص في بيئات نموذجية مثل الفصول الدراسية، لذلك فإن الافتراض هو أن البيانات التي يتم جمعها هي أكثر موضوعية من التصورات.

توفر معظم طرق الملاحظة السلوكية بيانات كمية وموضوعية يمكن استخدامها لتحديد المستويات الحالية للسلوك الإنساني، ولتحديد أهداف معينة وسليمة من أجل تحسين السلوك الإنساني، ولقياس التغيير بعد خطط التدخل، فاعتمادًا على طبيعة السلوكيات المثيرة للقلق، قد يهتم المراقبين بأي واحدة أو مجموعة من عدة خصائص مرتبطة بالسلوك، والسمة الأكثر شيوعًا التي تمت ملاحظتها هي التردد، أو عدد مرات حدوث السلوك.

تشمل الخصائص الأخرى لمفهوم الملاحظة السلوكية في علم النفس المقدار أي مدى شدة السلوك والمدة أي مدة استمرار السلوك، فقد يكون عامل تغيير السلوك مهتمًا بتقليل تكرار السلوك المُشكّل، أو تقليل شدته، أو تقليل مدته بغض النظر عن الخاصية التي يتم ملاحظتها من المهم قياس تلك الخاصية باستمرار طوال عملية التدخل السلوكي.

أهم طرق الملاحظة السلوكية في علم النفس

تتمثل أهم طرق الملاحظة السلوكية في علم النفس من خلال ما يلي:

1- التسجيل القصصي

الاستثناء الوحيد للاقتراح القائل بأن طرق المراقبة السلوكية تنتج معلومات موضوعية وقابلة للقياس حول السلوكيات هو التسجيل القصصي، حيث يتضمن التسجيل القصصي تسجيل وتفسير سرد للسلوك الإنساني خلال فترة المراقبة باستخدام تنسيق التسجيل القصصي لتفسير السلوك؛ لإجراء ملاحظة سردية يسجل المراقب جميع السلوكيات التي تمت ملاحظتها، جنبًا إلى جنب مع ما لوحظ حدوثه قبل السلوكيات وبعدها.

بالنسبة لهذا النوع من الملاحظة من المهم أن يتم تسجيل السلوكيات التي يمكن ملاحظتها فقط، ولا ينبغي عمل استنتاجات حول السلوكيات، على سبيل المثال إذا لوحظ أن إحدى الطالبات تغلق كتابها، فيجب على المراقب أن يسجل الكتاب المنتقد مغلق بدلاً من الطالب المحبط، إما أثناء أو بعد فترة المراقبة من المفيد ترتيب الملاحظات في مخطط يحدد السلوكيات أو السوابق أي ما حدث قبل السلوك أو العواقب فيما حدث كنتيجة للسلوك، ومن المفيد أيضًا تتبع الوقت الذي لوحظت فيه السلوكيات.

التسجيل القصصي هو طريقة للاختيار عندما تكون السلوكيات المثيرة للقلق غير واضحة، بعبارة أخرى إذا كان المرء غير متأكد من الطبيعة الدقيقة للقلق السلوكي، فإن التسجيل القصصي يسمح للمراقب بتضمين ملاحظات لجميع السلوكيات، وغالبًا ما تكون هذه خطوة أولى ضرورية في استهداف سلوكيات معينة لمزيد من الملاحظة المركزة أو المنظمة، بمجرد تحديد السلوكيات المثيرة للقلق، فإن الطبيعة الذاتية والحيوية للتسجيل القصصي تجعله غير مناسب للاستخدام المستمر، في هذه المرحلة تكون طرق الاختيار هي تلك التي توفر المزيد من البيانات الكمية والموضوعية.

2- طرق التسجيل الفاصل

تنتج طرق التسجيل بالفاصل الزمني سجلاً لعدد الفترات التي يتم خلالها ملاحظة حدوث سلوك معين، حيث يوجد اختلافات أساسية في التسجيل بالفاصل الزمني من حيث تسجيل الفاصل الزمني الجزئي، والتسجيل بفاصل زمني كامل، وأخذ عينات من الوقت اللحظي، ولكن جميعها تركز على مراقبة تكرار السلوك البشري، وكلها تستخدم عددًا بسيطًا بنعم أو لا حول ما إذا كان السلوك قد لوحظ تحدث خلال كل فترة.

يبدأ التسجيل الجزئي بفاصل زمني للمراقب الذي يحدد حجم الفاصل الزمني المطلوب، ويعتمد حجم الفاصل الزمني على طبيعة السلوك، بعد ذلك ينشئ المراقب شبكة من المربعات على ورقة، حيث يمثل كل مربع فترة زمنية واحدة، إذا تم إجراء المراقبة بدون مساعدة من برنامج كمبيوتر، فعادة ما يتم استخدام ساعة توقيت لتوقيت الفواصل الزمنية، ومنها يبدأ المراقب في مراقبة الطالب أو العميل لوجود السلوك المستهدف، وبعد مرور الفاصل الزمني يدون المراقب ما إذا كان التصرف قد حدث أثناء هذا الزمن.

قد يختار المراقبين أحد الخيارين للتسجيل الفعلي لما إذا كان السلوك قد حدث أثناء الفاصل الزمني، فأحد الخيارات هو تخصيص مقدار محدد مسبقًا من الوقت للتسجيل الفعلي للسلوك، والخيار الثاني هو المراقبة والتسجيل في وقت واحد في هذا الخيار يسجل المراقب أثناء استمرار المراقبة، وتتمثل ميزة الخيار الأول في عدم تفويت أي سلوكيات أثناء التسجيل.

أما تسجيل الفاصل الزمني بالكامل مشابه للتسجيل بفاصل زمني جزئي في جميع الجوانب ماعدا واحدة، ففي التسجيل بفاصل زمني جزئي يتم تسجيل السلوك على أنه حدث إذا لوحظ حدوثه في أي نقطة خلال الفترة، على سبيل المثال إذا كان ضرب الرأس هو السلوك المثير للاهتمام، فسيتم تسجيله على أنه حدث حتى لو استمر لمدة 3 ثوانٍ فقط، وفي التسجيل الفاصل بأكمله يجب أن يكون السلوك قد حدث طوال الفترة الفاصلة بأكملها حتى يتم تسجيله على أنه حدث، حيث سيتم تمييز ضرب الرأس في المثال السابق فقط على أنه قد حدث إذا استمر لمدة 30 ثانية بأكملها.

تفسير البيانات هو نفسه بغض النظر عما إذا كان المرء يستخدم تسجيلًا جزئيًا أو بفاصل زمني كامل، فبمجرد انتهاء فترة المراقبة، يتم تجميع البيانات التي تم جمعها بحيث يسهل فهمها، ويتضمن ذلك إضافة عدد الفترات التي حدث خلالها السلوك وقسمة المجموع على عدد الفترات التي تمت ملاحظتها وضربها في 100، ويشير المنتج الناتج إلى النسبة المئوية للفترات التي لوحظ حدوث السلوك خلالها، ويسمح التحويل إلى نسبة مئوية بإجراء مقارنات عبر فترات ذات أطوال متفاوتة.

يعد التسجيل بفاصل زمني طريقة مفضلة عندما يحدث السلوك المستهدف بمعدل معتدل ولكنه ثابت، وتجدر الإشارة إلى أن التسجيل الفاصل يميل إلى المبالغة في تقدير التردد الفعلي للسلوكيات أو التقليل من شأنها، اعتمادًا على ما إذا كان يتم استخدام التسجيل الجزئي أو الكامل، مع التسجيل بفاصل زمني جزئي يميل تردد السلوك إلى المبالغة فيه، ومع تسجيل كامل الفاصل الزمني من الممكن التقليل من التقدير.

تتمثل إحدى الميزات المهمة لاستخدام التسجيل بالفاصل الزمني في أنه أسهل من بعض الطرق الأخرى، على وجه التحديد نظرًا لأن السلوكيات لا تُحسب في حد ذاتها، ويحتاج المراقب فقط إلى ملاحظة ما إذا كان السلوك قد حدث خلال الفترة الزمنية أم لا، بغض النظر عن عدد المرات التي يحدث فيها السلوك خلال فترة زمنية.

3- أخذ عينات الوقت اللحظية

يعتبر هذا النوع من التسجيل الفاصل هو أخذ عينات الوقت اللحظية مثل تسجيل الفاصل الزمني، يبدأ أخذ عينات الوقت بتحديد المراقب لحجم الفاصل الزمني المطلوب، وتكون الفترات الفاصلة عادةً أقصر في أخذ العينات من الوقت في التسجيل الجزئي أو الكامل، ومنها يتم إنشاء شبكة حيث يمثل كل مربع فترة زمنية واحدة، ويبدأ المراقب الملاحظة ببدء المؤقت ثم يلاحظ لحظياً الطالب أو العميل في نهاية الفترة.

تتمثل مزايا أخذ العينات الزمنية في السهولة النسبية، وحقيقة أنه بين نقاط أخذ العينات يمكن للمراقب أداء مهام أخرى مثل مراقبة الآخرين في المنطقة المجاورة، والعيب الرئيسي لأخذ عينات الوقت هو أن القليل جدًا من وقت الملاحظة الإجمالي يتم إنفاقه فعليًا في مراقبة الطالب أو العميل.


شارك المقالة: