مفهوم تشكيل الموقف في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


مفهوم تشكيل الموقف في علم النفس:

الموقف هو رأي أو شعور عام ودائم إيجابي أو سلبي تجاه شخص أو شيء أو قضية، يحدث مفهوم تشكيل الموقف في علم النفس إما من خلال التجربة المباشرة أو إقناع الآخرين أو من خلال وسائل الإعلام، حيث أن المواقف لها ثلاثة قواعد رئيسية تتمثل في التأثير أو العاطفة، والسلوك الإنساني والإدراك.

أهم الأسس في تشكيل الموقف في علم النفس:

تشير الدلائل إلى أن المواقف قد تتطور وتتشكل من الاحتياجات النفسية أي الأسس التحفيزية والتفاعلات الاجتماعية أي الأسس الاجتماعية، وعلم الوراثة أي الأسس البيولوجية، على الرغم من أن هذه الفكرة الأخيرة جديدة ومثيرة للجدل، ويمكننا توضيح هذه الأسس التي تتشكل من خلالها المواقف من خلال ما يلي:

الأسس العاطفية لتشكيل الموقف:

جزء أساسي من الموقف هو التأثير أو العاطفة المرتبطة بالموقف، حيث أنه في المستوى الأساسي للغاية، نعلم ما إذا كنا نحب أو نكره شيئًا ما أو نجد فكرة ممتعة أو غير سارة على سبيل المثال، قد نقول إننا نعرف شيئًا ما في قلوبنا أو لدينا شعور داخلي، وفي مثل هذه الحالات تتشكل مواقفنا من خلال عواطفنا والإحساس وليس من خلال المنطق أو التفكير.

تتمثل الأسس العاطفية لتشكيل الموقف في علم النفس من خلال ما يلي:

أ- ردود الفعل الحسية:

تتمثل أسس ردود الفعل الحسية في تجربة مباشرة مع شيء ما على الرغم من النظر أو السمع أو الاستنشاق أو التذوق أو اللمس ستؤدي إلى رد فعل تقييمي فوري، نحن خبراء في معرفة ما إذا كنا نجد تجربة حسية معينة مبهجة أو غير سارة، على سبيل المثال، فور تذوق نوع جديد من قطع الحلوى، سنعرف ما إذا كنا نرغب في ذلك أم لا.

ب- القيم:

تأتي بعض المواقف من نظام معتقداتنا الأكبر أي من خلال القيم، حيث أنه قد نتبنى مواقف معينة؛ لأنها تثبت صحة قيمنا الأساسية، وتأتي العديد من المواقف من المعتقدات الدينية أو الأخلاقية.

ج- التعرض:

عندما نرى نفس الشيء أو الشخص مرارًا وتكرارًا، فإننا سنشكل عمومًا موقفًا إيجابيًا تجاه هذا الكائن أو الشخص، هذا صحيح بالنسبة لشيء أو شخص نشعر بالحيادية أو الإيجابية تجاهه، وطالما أننا لا نفرط في التعرض له، على سبيل المثال تبدو العديد من أنماط الملابس الشائعة غريبة في البداية، ولكن بعد ذلك عندما نرى المزيد منها قد نتقبلها وحتى نحبها.

د- التكييف الأداتي:

التكييف الأداتي هو عندما يتشكل الموقف لأنه قد تم تعزيزه من خلال المكافأة أو تجربة ممتعة أو تثبيطه من خلال العقاب أو تجربة غير سارة، على سبيل المثال قد يمتدح أحد الوالدين مراهقًا لمساعدته في برنامج ما بعد المدرسة مع أطفال صغار، نتيجة لذلك قد يطور هذا المراهق موقفًا إيجابيًا تجاه العمل التطوعي، وبالمثل يجد الكثير من الناس أن البروكلي له طعم سيء، ولذلك فهم يكرهون البروكلي بسبب نكهته القاسية.

ه- التكييف التقليدي:

يحدث التكييف التقليدي عندما يأتي مثير حديث لإثارة رد فعل عاطفي بسبب ارتباطه بعامل يثير بالفعل الردود العاطفية، أخذ عالم النفس إيفان بافلوف الكلاب التي ينزل لعابها بشكل فطري لمسحوق اللحم، ودربها على إفراز اللعاب عند صوت الجرس من خلال دق الجرس باستمرار أثناء تقديم مسحوق اللحم.

في البشر أصبحت بعض مواقفنا مشروطة بنفس الطريقة إلى حد كبير على سبيل المثال لدى بعض الأشخاص موقف سلبي تجاه الكلمات القذرة، ومنها مجرد التفكير في كلمة محظورة سيجعل بعض الناس يخجلون، لقد أصبحت الكلمات نفسها تثير رد فعل عاطفي لأن استخدامها مرفوض في ثقافتنا في معظم السياقات.

و- التعميم الدلالي:

لا يمكننا فقط أن نصبح مشروطين بحافز معين، ولكن هذا التكييف الأولي يمكن أن يعمم أو ينتشر إلى محفزات مماثلة، على سبيل المثال قد يؤدي جرس أعلى أو أقل في درجة الصوت الأصلي المشروط إلى رد الفعل نفسه، وفي البشر يمكن أن ينتشر التكييف الأولي حتى إلى الكلمات أو المفاهيم المشابهة للمحفز الأصلي نتيجة لذلك يمكننا تكوين مواقف حول موضوع أو فكرة دون الاتصال المباشر به.

عندما يحدث هذا النوع من التعميم، تسمى العملية التعميم الدلالي على سبيل المثال، قد يُظهر الأشخاص الذين تم تكييفهم على صوت الجرس أيضًا استجابة لمشهد الجرس أو بالكلمة المنطوقة جرس، ويمكن أن يفسر التعميم الدلالي تكوين المواقف، مثل التحيز.

ن- التكييف التقييمي:

لا يلزم أن يجعلنا الشيء نشعر بشكل مباشر بالسعادة أو عدم الرضا بالنسبة لنا لتشكيل موقف، حيث يحدث التكييف التقييمي عندما نشكل مواقف تجاه شيء أو شخص لأن تعرضنا لها يتزامن مع عاطفة إيجابية أو سلبية.

الأسس السلوكية لتشكيل الموقف:

في بعض الأحيان نشكل مواقف من أفعالنا وسلوكياتنا، حيث يمكن أن يحدث هذا إذا فعلنا شيئًا قبل أن يكون لدينا موقف على سبيل المثال الذهاب إلى افتتاح فني لفنان غير معروف، أو عندما نكون غير متأكدين من مواقفنا على سبيل المثال الذهاب مع صديق إلى تجمع سياسي، أو عندما نكون كذلك.

حيث أننا لا نفكر فيما نقوم به مثل الغناء بلا عقل مع محطة عشوائية على الراديو أي أن هناك أوقاتًا يمكن أن يؤدي فيها مجرد المرور بالحركات إلى تكوين موقف يتوافق مع تلك الإجراءات، في الأمثلة السابقة، قد يكره الناس الفنان الجديد، أو يدعمون التجارة الحرة، أو يحبون الموسيقى الكلاسيكية لأن أفعالهم دفعتهم إلى الانخراط في هذه السلوكيات، مما أدى بعد ذلك إلى تشكيل موقف، وهناك أربعة من الأدلة التي تفسر كيف يمكن أن تتشكل المواقف من الأفعال والسلوك الإنساني وهي:

1- تقترح نظرية الإدراك الذاتي أننا ننظر إلى سلوكنا ونكتشف موقفنا بناءً على ما فعلناه أو نقوم به.

2- تشير نظرية التنافر المعرفي إلى أننا نسعى جاهدين لتحقيق الاتساق بين مواقفنا وأفعالنا وعندما لا يتطابق الاثنان، قد نشكل موقفًا جديدًا يتزامن مع أفعالنا السابقة.

3- وجدت الأدلة البحثية باستخدام فرضية ردود الفعل على الوجه أن تثبيت عضلات وجهنا في وضع شعور ما سيجعلنا نشعر بهذه المشاعر، والتي قد تلون آراءنا بعد ذلك.

4- لعب الأدوار مثل الارتجال في الحجج المقنعة، أو الإدلاء بشهادة شخصية، أو أخذ منظور شخص آخر، أو حتى التمثيل كلها طرق إضافية يمكن أن يتخذها الناس لتكوين مواقف بناءً على سلوكياتهم.

الأسس المعرفية لتشكيل الموقف:

الأساس المعرفي لتشكيل المواقف في علم النفس، ما يمكن تسميته بالمعتقدات أيضاً، يأتي من التجربة المباشرة مع العالم أو من خلال التفكير في العالم، حيث يشمل التفكير في العالم أي نوع من المعالجة النشطة للمعلومات والبيانات، مثل التداول والتساؤل والتخيل والتفكير، وكذلك من خلال أنشطة يومية مثل القراءة والتدوين والحفظ والسمع والكلام.

إذا كان الشخص يعتقد أن الحشرات قذرة ومثيرة للاشمئزاز، فمن المحتمل أن يكون لديه موقف أن الحشرات ليست طعامًا، ومع ذلك إذا قرأ نفس الشخص أن الجراد والحشرات الأخرى تؤكل بسعادة في بعض الثقافات، فقد يعتقد أن الجراد قد لا يكون بهذا السوء، أي أنه قد يأتي موقفه هنا من التفكير في الحقائق الجديدة التي يقرأها.


شارك المقالة: