مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


بالنسبة لعلماء الظواهر من علماء النفس يتم حساب العطاء الفوري والشخصي للتجربة من حيث الوعي الذاتي قبل الانعكاس الذاتي لها، حيث إن الوعي بالذات ليس شيئًا يحدث في اللحظة التي يفحص فيها الشخص باهتمام تجارب المرء أو يتأملها بشكل انعكاسي، أو يتعرف على الصورة المرئية لها، أو يشير إلى نفسه باستخدام ضمير المتكلم أو يبني السرد الذاتي.

مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس

تعبر مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس عن كيفية التمييز للعديد من الأنواع المختلفة من الوعي بالذات عن الوعي الذاتي قبل عمليات الانعكاس الخاصة بها، والذي يكون حاضرًا عندما يعيش الفرد أو خاض تجربة على سبيل المثال عندما يدرك الفرد العالم بوعي أو يتذكر حدثًا سابقًا أو يتخيل حدث مستقبلي أو التفكير في فكرة ما، أو الشعور بالحزن أو السعادة أو العطش أو الألم وغيرها.

مقاربات الظواهر للوعي الذاتي قبل تجربة الانعكاس

يمكن للمرء أن يؤثر على فكرة الوعي الذاتي قبل تجربة الانعكاس من خلال مقارنته بالوعي الذاتي المعاكس، فإذا طلبنا من شخص أن يقدم لنا وصفًا للألم الذي يشعر به في قدمه المصابة مثلًا أو ما كان يفكر فيه للتو فسيفكر فيه، وبالتالي يتناول منظورًا معينًا تم إزالته إما من الإحساس بالألم أو التفكير في هذا الألم، وبالتالي فإن مقاربات الظواهر في الوعي الذاتي للتجربة الانعكاسية هو على الأقل إدراك من الدرجة الثانية.

حيث ان مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس قد يكون أساسًا لتقرير عن تجربة المرء نفسها، على الرغم من أن جميع التقارير لا تتضمن قدرًا كبيرًا من التفكير، وفي المقابل فإن الوعي الذاتي قبل تجربة الانعكاس هو ما قبل انعكاس بمعنى أنه هو وعي لدينا قبل أن نفعل أي تفكير في تجربتنا، وإنه وعي ضمني ومن الدرجة الأولى بدلاً من كونه شكلًا صريحًا أو أعلى درجة من الوعي بالذات.

في الواقع فإن مقاربات الظواهر في الوعي الذاتي الانعكاسي الصريح ممكن فقط؛ لأن هناك وعيًا ذاتيًا قبل تجربة الانعكاس وهو نوع مستمر وأكثر أساسية من الوعي بالذات، وعلى الرغم من أن علماء الظواهر من علماء النفس لا يتفقون دائمًا على أسئلة مهمة حول الطريقة أو التركيز أو حتى ما إذا كان هناك ذات مستقلة، إلا أنهم على وشك الاتفاق بالإجماع حول فكرة أن البعد التجريبي يتضمن دائمًا مثل هذا الإدراك الذاتي الضمني المسبق.

الذي يؤكد أن الوعي ينطوي دائمًا على مظهر ذاتي ومنها نلاحظ أن التجربة هي دائمًا ما يتجلى عن نفسه، في إن الوعي يُعطى دائمًا لنفسه وأن كلمة وعي ليس لها معنى بشكل مستقل عن هذا العطاء حيث أن الوعي الذاتي قبل الانعكاس ليس مجرد ميزة مضافة إلى التجربة، بدلا من ذلك فإنه يشكل نفس نمط وجود التجربة، هذا الوعي بالذات يجب أن نعتبره ليس كوعي جديد، ولكن باعتباره النمط الوحيد للوجود الممكن للوعي بشيء ما.

وما لم تكن العملية العقلية واعية بذاتها قبل التأمل فلن يكون هناك شيء يشبه الخضوع للعملية في مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس، وبالتالي لا يمكن أن تكون عملية واعية بشكل ظاهري ومن الواضح أن هذا يعني أن الوعي بالذات المعني أساسي لدرجة أنه يمكن أن يُنسب إلى جميع الكائنات الواعية ظاهريًا بما في ذلك مختلف الحيوانات أيضًا.

علاقة الإحساس بمقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس

ترتبط فكرة مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس بفكرة أن التجارب لها إحساس شخصي بها أو صفة معينة استثنائية لما هي عليه أو ما تشعر به، كما يتم التعبير عنها عادة فإن الخضوع لتجربة واعية يعني بالضرورة أن هناك شيئًا ما يشبه أن يكون للموضوع تلك التجربة، ومن الواضح أن هذا ينطبق على الأحاسيس الجسدية مثل الألم، ولكن هذا ينطبق أيضًا على التجارب الإدراكية وتجارب الرغبة والشعور والتفكير.

ومع ذلك فإن كل هذه التجارب المختلفة تتميز أيضًا بطابعها الشخصي الأول المميز، حيث لا يشير هذا الأمر من أجلي إلى صفة تجريبية معينة، بل إنه يشير إلى التفرد الشخصي الأول المتميز للتجربة وإنه يشير إلى حقيقة أن التجارب التي يعيشها الفرد تُمنح له بشكل مختلف عن أي شخص آخر فقد نرى أن هناك شخص حزين أو سعيد ولكن رؤيتنا لهذه المشاعر يختلف نوعياً عن أن نعيش في نفس الموقف.

وبالتالي يمكن الادعاء بأن أي شخص ينكر أهمية التجربة يفشل ببساطة في التعرف على جانب أساسي من جوانب التجربة في مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس، مثل هذا الإنكار سيكون بمثابة إنكار لمنظور الشخص نفسه مما سيترتب على ذلك وجهة نظر مفادها أن ذهن الفرد إما لم يُمنح له على الإطلاق وسيكون أعمى ذهنيًا أو أعمى ذاتيًا أو يتم تقديمه له بنفس الطريقة تمامًا مثل عقول الآخرين.

تمييز مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس

أحيانًا ما يميز المرء بين استخدامين لمصطلح واعي في مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس، فمن ناحية يمكننا التحدث عن كوننا واعين بشيء ما ومن ناحية أخرى يمكننا التحدث عن كوننا أكثر بساطة واعية بدلاً من اللاوعي، لبعض الوقت كانت الطريقة الشائعة لتفسير الوعي غير الزمني في العلوم المعرفية والفلسفة التحليلية للعقل عن طريق نوع من فرضية الرتبة العليا.

تم أخذ التمييز بين الحالات العقلية الواعية وغير الواعية في مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس على أساس وجود أو عدم وجود حالة ما وراء عقلية ذات صلة، وبالتالي فقد تم اعتماد الوعي للاعتماد على العقل الذي يوجه هدفه المتعمد في حالاته وعملياته، ومنها فإن الإحساس الذاتي بالتجربة يفترض مسبقًا قدرة على وعي أعلى درجة.

مثل هذا الإدراك الذاتي هو شرط ضروري من الناحية المفاهيمية للكائن الحي ليكون موضوعًا للمشاعر الظاهرية أو أن يكون هناك أي شيء تشبه تجاربها، لكن يعتبر الوعي الذاتي المعني هو نوع من التفكير في ما يجب أن يكون الفرد قادرًا على التفكير ومن ثم وضع تصور لحالاته العقلية الخاصة إذا كان لتلك الحالات العقلية أن تكون حالات يدركها الفرد.

قد يشترك المرء في الرأي القائل بوجود ارتباط وثيق للتمييز بين الوعي والوعي الذاتي في مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس، ولا يزال يختلف حول طبيعة الارتباط وعلى الرغم من أن النظرة الظاهرية قد تشبه ظاهريًا وجهة نظر نظريات الرتبة الأعلى، ومنها ينكر علماء الظواهر صراحةً أن الوعي الذاتي الموجود في اللحظة التي أختبر فيها بوعي شيئًا ما يجب فهمه من منظور نوع من المراقبة العليا.

في النهاية نجد أن:

1- مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس تتمثل في التمييز للعديد من الأنواع المختلفة من الوعي بالذات عن الوعي الذاتي قبل عمليات الانعكاس الخاصة بها.

2- إن مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس قد يكون أساسًا لتقرير عن تجربة المرء نفسها، على الرغم من أن جميع التقارير لا تتضمن قدرًا كبيرًا من التفكير.

3- إن الوعي الذاتي قبل تجربة الانعكاس هو ما قبل انعكاس بمعنى أنه هو وعي لدينا قبل أن نفعل أي تفكير في تجربتنا، وإنه وعي ضمني ومن الدرجة الأولى بدلاً من كونه شكلًا صريحًا أو أعلى درجة من الوعي بالذات.


شارك المقالة: