اقرأ في هذا المقال
- البحث النفسي النوعي في علم النفس
- خلفية البحث النفسي النوعي في علم النفس
- منهجيات البحث النفسي النوعي في علم النفس
يعتبر البحث النفسي النوعي هو مصطلح واسع يشمل أنواعًا مثل دراسة الحالة والتحقيق السردي والظواهر والمواقف والنظرية القائمة وتاريخ الحياة والتاريخ الشفوي والسيرة الذاتية والإثنوغرافيا الذاتية أي الثقافية أو الأجناس الثقافية.
البحث النفسي النوعي في علم النفس
يمكن القول على نطاق واسع أن البحث النفسي النوعي عبارة عن بحث يتم فيه جمع البيانات في شكل كلمات وفحصها بشكل موضوعي، بمعنى آخر ما يهم الباحث هو استكشاف المعاني التي يجلبها الناس لصفات أو طبيعة أو جوهر الظاهرة في بيئة طبيعية، والهدف من البحث النفسي النوعي هو فهم معنى السلوك الإنساني واستكشاف القصة البشرية وروايتها.
خلفية البحث النفسي النوعي في علم النفس
في حين أن البحث النفسي النوعي كان موجودًا لبعض الوقت منذ أواخر القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة على سبيل المثال علم اجتماع مدرسة شيكاغو عام 1892، فقد تم إجراؤه على مستويات مختلفة من الاحترام والقبول عبر تاريخ البحث النفسي، على مدار الربع الأخير من القرن شهد البحث النفسي النوعي مستوى جديدًا من القبول في الأوساط الأكاديمية، في الوقت نفسه ومن المفارقات أن الأبحاث التي تمولها الحكومة قد روجت لما يسمى بالمعيار الذهبي للمنهج التجريبي.
والذي أحال البحث النفسي النوعي في علم النفس الممول من القياديين إلى مجرد تزيين النوافذ للتصاميم التجريبية العشوائية، حيث تقاطع التوتر بين معايير تمويل البحوث الحاكمة والمسيطرة والمستويات الحالية للاهتمام بالبحث النفسي النوعي كما يتضح من زيادة المقالات النوعية في المجلات والمؤتمرات والدورات والكتب المدرسية.
منهجيات البحث النفسي النوعي في علم النفس
تشير منهجيات البحث النفسي النوعي في علم النفس للعديد من الوسائل والمناهج التي وضعها علماء النفس ويقوم الباحثين النفسيين باتباعها في العديد من الدراسات التي يقومون بها، حيث تتمثل منهجيات البحث النفسي النوعي في علم النفس من خلال ما يلي:
النظرية الأساسية
النظرية الأساسية هي نوع من البحث النفسي النوعي يكون الغرض الأساسي منه تطوير نظرية تعتمد على البيانات، حيث أن النظرية الأساسية هو نهج يتضمن الاستقراء والاستنتاج والتحقق، على الرغم من أن التركيز الأساسي ينصب على الاستقراء، يشير مصطلح النظرية الأساسية إلى كل من طريقة التحقيق في البيانات والتحليل وكذلك المنتج النهائي للبحث، حيث تتكون النظرية الأساسية من مجموعة من المبادئ التوجيهية التحليلية التي تسمح للباحثين ببناء النظريات بشكل استقرائي.
يتم جمع البيانات وتحليلها في وقت واحد وتبدأ العملية بجمع البيانات الأولية عادة من خلال مقابلات غير منظمة في الميدان، ويبدأ تحليل البيانات بفرز البيانات إلى فئات يمكن أن تشتمل على أحداث أو حالات أو أحداث، ثم يعود الباحث إلى الميدان لجمع المزيد من البيانات في محاولة للتحقق أو تشويه النتائج الناشئة.
يستمر التحليل حيث يتم إجراء مقارنات بين البيانات ويتم اختبار الفئات الناشئة ومراجعتها، ويشار إلى هذا باسم طريقة المقارنة الثابتة، ويستمر جمع البيانات وتحليلها حتى الوصول إلى التشبع، حيث أن التشبع هو المصطلح النظري للحظة التي يبدو فيها أنه لا يلزم جمع بيانات جديدة بسبب التكرار أو الاستمرار في البيانات.
يتكون جزء تحليل البيانات للنظرية الأساسية من ثلاثة أنواع من الترقيم تتمثل في مفتوح ومحوري وانتقائي، فعند ترقيم البيانات يقوم الباحث بتقسيم الملاحظات الميدانية أو نصوص المقابلة إلى أجزاء أو مجموعات ذات معنى، ويتم تعيين رمز لكل مجموعة وهي كلمة أو عبارة تلخص معنى الكتلة، ويمكن أن تكون المجموعات عبارة عن كلمات أو عبارات أو جمل أو فقرات، تسمى هذه المرحلة الأولى من الترميز في دراسة النظرية الأساسية بالتشفير المفتوح.
يمكن اعتباره بمثابة المرور الأول في إنشاء الفئات، ثم يحدد الباحث خصائص الفئات، ويتبع الترميز المفتوح مستوى أعمق من الترميز يسمى الترميز المحوري، عند إجراء الترميز المحوري يبحث الباحث عن طرق جديدة لتصنيف مجموعات المعلومات، حيث يحدد الباحث ظاهرة مركزية ويستكشف الأحداث والعواطف أو المعتقدات التي تؤثر على الظاهرة، ويفحص نتائجها.
دراسة الظواهر
تركز دراسة الظواهر على استكشاف معنى التجارب الحية، فالتجارب الحية هي مصطلح يؤكد على الحياة الفردية التي يعيشها البشر، حيث أن الهدف من دراسة الظواهر هو البحث النفسي عن البنية الأساسية أو جوهر الظاهرة المعنية وفهمها وشرحها، ويتم اختزال الخبرات في وصف ما لجميع المشاركين في تجربة الدراسة.
يميل علماء الظواهر إلى استخدام المقابلات غير المنظمة كمصدر رئيسي للبيانات، وتتمثل الخطوة الأولى في تحليل البيانات في وضع أو تنحية تجاربهم المسبقة حول ظاهرة الاهتمام، حيث يريد الباحث في علم الظواهر أن يفهم الظاهرة تمامًا من وجهة نظر كل مشارك، والخطوة الثانية في تحليل البيانات هي الأفق حيث يتم سرد جميع العبارات المهمة المتعلقة بالموضوع وإعطاء قيمة متساوية، وفي الخطوة الثالثة من التحليل يقوم الباحث بتجميع البيانات في موضوعات والبحث عن المعنى، حيث ينتج عن تجميع الموضوعات وصفًا عامًا لجوهر الظاهرة.
دراسة الحالة
غالبًا ما تبدو دراسة الحالة مشابهة لأنواع أخرى من البحث النفسي النوعي مثل المقابلات المتعمقة، ومع ذلك تتميز دراسة الحالة عن الأبحاث الأخرى بأنها وصف مكثف لوحدة واحدة محدودة على سبيل المثال عميل واحد أو مجموعة علاجية أو زوجان أو عيادة أو منظمة، حيث أن الحالة الشاملة تحدث بشكل طبيعي وهي مرتبطة بسياقها، والطبيعة الخاصة للقضية هي ما يهم الباحث.
يمكن تصميم دراسات الحالة بطرق متعددة فقد يختار الباحث حالة لما سماه روبرت ستيك سببًا جوهريًا أو سببًا أساسيًا، تعني الجوهر أن شيئًا ما يتعلق بحالة معينة هو موضع اهتمام، ومع ذلك يتم اختيار الحالات الآلية لتوضيح موضوع عام مثير للاهتمام، بالإضافة إلى ذلك يمكن تصميم دراسات حالة متعددة أو جماعية تكون فيها كل حالة متشابهة أو غير متشابهة أو نموذجية أو مختلفة.
الحالة داخل دراسة الحالة عبارة عن تصميم يتم فيه استكشاف حالة أكبر من خلال فحص الحالات الأصغر التي تحدث داخلها، على سبيل المثال يمكن استكشاف عيادة استشارية نفسية ذات أهمية من خلال دراسة ثلاثة من المستشارين داخل العيادة بعمق إلى جانب دراسة شاملة لجميع ميزات العيادة مثل عبء الحالات والتمويل والفلسفة والمدير.
نظرًا لأنها دراسة لوحدة واحدة محدودة فإن قابلية تعميم حالة ما هي قضية مستمرة لأبحاث دراسة الحالة، حيث يعتقد الباحث في دراسة الحالة عادةً جنبًا إلى جنب مع مجال الباحثين النوعيين أن المعلومات التفصيلية والشاملة والغنية والوصفية لأبحاثهم تسمح لمستخدمي دراسات الحالة بتحديد مدى تعميم الحالة على مواقفهم.
يقدم الباحث في دراسة الحالة حالة من خلال عرض التفاصيل التي تقنع القارئ وتوضح قضايا الحالة، حيث يسمح العدد الصغير للحالات بعمق كبير في جمع البيانات، وفي دراسة الحالة الشاملة يتم جمع البيانات من خلال الملاحظة والمقابلات والقطع الأثرية كلما أمكن ذلك، بعد ذلك يتم عرض المعلومات في شكل مثلث وتقديمها في تقرير حالة وصفي ثري.