نظريات الذاكرة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تتضمن نظريات الذاكرة في علم النفس حسابًا لعلامات ذاكرة الشخص، تتطلب المحافظة على الحفظ وأن يكون التذكر في الأساس مسألة ترميز وتخزين واسترجاع المعلومات، حيث تنعكس نظريات الذاكرة في المحافظة على البيئة في المقارنات في مجموعة متنوعة من تقنيات تخزين المعلومات، حيث يتجلى ذلك في العمل التجريبي التأسيسي على الذاكرة لقوائم المقاطع غير المنطقية.

نظريات الذاكرة في علم النفس

تتمثل نظريات الذاكرة في علم النفس في مجموعة متنوعة من النظريات التي تتمثل من خلال ما يلي:

1- النظرية التجريبية

ينعكس مفهوم المحافظة في النظرية التجريبية التي كانت مؤثرة في النصف الأول من القرن العشرين، وبالتالي فهي نقطة البداية الطبيعية لمراجعة نظريات الذاكرة، حيث كانت النظريات الأكثر تأثيرًا في النصف الثاني من القرن العشرين هي النظرية المعرفية والنظرية السببية، والتي تعكس أيضًا مفهوم الحفظ، مع نظرية السببية التي تطغى تدريجياً على النظرية المعرفية.

يرى التجريبيين من علماء النفس أن كلا من الذاكرة والخيال يعتمدان على انطباعات الحس المحفوظة، لذلك فإن تحديد علامة التمييز بين الذاكرة ومجرد الخيال هو أمر أساسي للنظرية التجريبية للتذكر، واقترح العالم ديفيد هيوم اثنين من هذه العلامات، أولاً اقترح أن الذاكرة والخيال يمكن تمييزهما بدرجة المرونة الأعلى لدى الأخير فالذاكرة تحترم ترتيب وشكل الانطباعات الأصلية للموضوع بينما لا يحترم الخيال

اعترف هيوم نفسه بأن درجة المرونة لا يمكن استخدامها كمؤشر ذاكرة للشخص؛ لأن الموضوع ليس لديه وسيلة لمقارنة ذاكرة ظاهرة حالية بانطباع سابق للحواس، ودرجة المرونة ليست أفضل من كونها علامة ذاكرة الشخص، ما لم يتم افتراض شكل متطرف للغاية من الحفظ.

إن أتباع التوليد الذين يتصورون أن التذكر عملية فعالة وبناءة، ملزمون برفض وجهة نظر الذاكرة التي تتميز بعدم المرونة، وبالمثل يعترف دعاة الحفاظ المعتدلين أن التذكر غالبًا ما يكون شديد المرونة، على سبيل المثال قد يعترفون بأنه يمكن للمرء أن يتذكر عناصر حدث بترتيب آخر غير الترتيب الذي اختبرها فيه المرء.

ثانيًا اقترح العالم ديفيد هيوم أن الذاكرة والخيال يمكن تمييزهما بدرجة حيوية أعلى من السابق، كما يشير أن مفهوم هيوم عن الحيوية غامض، يبدو أحيانًا أنه يشير إلى خاصية التمثيل التي تنتجها عملية الذاكرة الظاهرة والفكرة هنا هي أن التمثيلات الناتجة عن التذكر أكثر تفصيلاً من التمثيلات التي ينتجها التخيل، ولكن يبدو أحيانًا أنه يشير إلى خاصية عملية الذاكرة الظاهرية نفسها والفكرة هنا هي أن التذكر يفرض نفسه على الموضوع بطريقة عفوية أكثر مما يفعل التخيل.

في أي من التفسير قد يكون للحيوية ميزة كعلامة ذاكرة من منظور الشخص، ولكنها غير قابلة للتطبيق كعلامة من منظور الشخص المقابل، وقد تكون التمثيلات الناتجة عن التذكر أكثر تفصيلاً في المتوسط ​​من التمثيلات الناتجة عن التخيل، ولكن في المتوسط ​​فقط ينتج الخيال أحيانًا تمثيلات تحتوي على قدر كبير من التفاصيل، وفي بعض الأحيان تنتج الذاكرة تمثيلات تحتوي على القليل من التفاصيل.

2- النظرية المعرفية

يرى المنظرين المعرفيين من علماء النفس أن ما قد تلتقطه النظرية المعرفية للتذكر سمات مهمة لاستخدامنا العادي لفعل أن نتذكر، وقد وجدت عددًا من المدافعين المعاصرين ولكن كما أنه يواجه عددًا من المشكلات الخطيرة، تتمثل إحدى المشكلات في أنه نظرًا لأن النظرية المعرفية صيغت من منظور المعرفة الافتراضية، فإنها تنطبق على التذكر العرضي فقط إذا أخذنا التمثيلات العرضية لتكون ذات طابع افتراضي.

حتى لو تم تقديم النظرية كنظرية للتذكر الدلالي فإنها تظل إشكالية، فقد تتوافق الذاكرة الدلالية تقريبًا مع الذاكرة الافتراضية، لكن هذا التطابق ليس إلا تقريبيًا، في معظم الحسابات تشتمل الذاكرة الدلالية على تمثيلات غير متناسبة من أنواع مختلفة، وهكذا تنطبق النظرية في أحسن الأحوال على مجموعة فرعية من الذكريات الدلالية.

مشكلة أخرى هي أنه بما أن المعرفة تتطلب الحقيقة والتبرير والإيمان، يجب على المنظر المعرفي أن يدعي أن الذاكرة تتطلب الحقيقة والتبرير والإيمان، وقد تم تحدي كل من هذه الادعاءات بشكل مقنع، كما يبدو أن هناك حالات ذاكرة بدون حقيقة، وهناك أيضًا حالات اعتقاد بدون مبرر.

يصف بعض علماء النفس المعرفيين حالة يكتسب فيها الذات، بعد تكوين اعتقاد مبدئيًا معوقات تقوض تبريره له، ويمكن القول إن هناك حالات ذاكرة بدون اعتقاد، ويوضح علماء النفس نوعًا واحدًا من الذاكرة غير المؤمنة من خلال الحالة الافتراضية للرسام الذي يرسم مشهدًا يتخيله ليكون خياليًا ولكن تبين أنه يتوافق تمامًا مع مشهد شاهده عندما كان طفلاً، حدسيًا هذا مثال على التذكر دون تصديق.

هناك مشكلة أخرى تتمثل في أن النظرية المعرفية في نظريات الذاكرة تبدو إما أنها تنهار في النظرية السببية أو تجعل التذكر شيئًا غامضًا تمامًا، حيث يبدو أنه لا توجد قصة معقولة حول ماهية الاحتفاظ بالمعرفة التي لا تستجيب لنوع الارتباط السببي الذي تطرحه النظرية السببية.

وهكذا إذا أوضح المنظر المعرفي الاحتفاظ بالمعرفة من حيث الارتباط السببي، فإن نظريته تنهار في النظرية السببية، وإذا رفض المنظر المعرفي تفسير الاحتفاظ بالمعرفة من حيث الارتباط السببي، فإن نظريته تفشل في تقديم أي منها رؤية حقيقية لطبيعة التذكر.

3- النظرية السببية

يرى المنظرين السببيين من علماء النفس أن التذكر يتسم بوجود علاقة سببية مناسبة بين الذاكرة الظاهرة وتجربة الذات الأصلية للحدث المتذكر، حيث كانت الفكرة القائلة بأن العلاقة السببية ضرورية للتذكر لا تحظى بشعبية، ولكن على الرغم من المعارضة المبكرة فقد طغى الآن إلى حد كبير على النظرية المعرفية.

جوهر النظرية السببية في نظريات الذاكرة هو الادعاء بأن العلاقة السببية المناسبة بين الذاكرة الظاهرية للموضوع وتجربته الأصلية ضرورية، بالإضافة إلى الشروط الإضافية غير المثيرة للجدل نسبيًا فهي كافية للتذكر، هناك جانبان لهذا الادعاء أولاً الادعاء بأن التذكر يتطلب علاقة سببية يصنف بالفعل حالات معينة من الذاكرة الظاهرية على أنها مجرد ظاهرة.

ثانيًا الادعاء بأن التذكر يتطلب أمرًا مناسبًا يصنف الارتباط السببي بعض الحالات الإضافية للذاكرة الظاهرية على أنها مجرد ظاهرة، حيث يصف علماء النفس حالة يمر فيها أحد الأشخاص بحدث ما ويصفه لشخص ما، وينساه تمامًا ويتم إخباره به من قبل الشخص الذي وصفه له، وينسى أن يتم إخباره، ثم يبدو أنه يتذكر الحدث على أساسه.

في حين أن النظرية السببية كانت ولا تزال مؤثرة بشكل كبير، فقد تم التشكيك في ضرورة وكفاية حالة السببية المناسبة، حيث كانت التحديات التي تواجه كفاية الحالة أكثر شيوعًا، يستدعي أحد هذه التحديات الأهمية المعرفية من الذاكرة.

يجادل بعض علماء النفس بأن الذكريات الحقيقية مرتبطة بالضرورة من الناحية المعرفية بموضوع التذكر، بمعنى أنه يميل إلى أخذها في الاعتبار عند تكوين أحكام حول الماضي، في الحالة الأكثر وضوحًا يتذكر الموضوع حدثًا معينًا وبالتالي يشكل اعتقادًا بحدوث الحدث، في الحالات الأقل وضوحًا قد يمتنع الشخص عن تكوين اعتقاد بأن الحدث قد حدث ولكن مع ذلك يكون مستعدًا للقيام بذلك.

في النهاية يمكن التلخيص بأن نظريات الذاكرة في علم النفس مهمة لتوضيح عمليات الذاكرة وهي متعددة ولكن من أهمها النظرية التجريبية، والتي كانت بمثابة مراجعة للعمليات التي تهتم بالذاكرة، والنظرية المعرفية التي تهتم بالسمات والدلالات المعرفية مثل التبرير والإيمان، والنظرية السببية التي تهتم بالعلاقات الوثيقة بين عمليات الذاكرة والمواقف التي تتم من خلالها.


شارك المقالة: