ما هو وعي الذات في التجربة النفسية

اقرأ في هذا المقال


يؤكد بعض علماء النفس أنه بالإضافة إلى تجلّيات الوعي بالذات في التفكير الشخصي، فإن الوعي بالذات موجود أيضًا في أشكال مختلفة من التجارب النفسية سواء التجربة الحسية وغير الحسية، فبعد كل شيء يُفترض أن الوعي بالذات هو شكل من أشكال الوعي نفسه.

وعي الذات في التجربة النفسية في علم النفس

من وجهة النظر القائلة بأن التجربة النفسية مثل الفكر لها محتوى تمثيلي يمكن فهم ذلك على أنه وجهة النظر القائلة بأن التجارب النفسية مثل الأفكار التي يمكن أن تحتوي على محتوى شخصي، فيما يتعلق بالرأي الآخر القائل بأن محتوى التجربة غير مفاهيمي والمحتوى العقلي في وعي الذات في التجربة النفسية في علم النفس، والادعاء هو أن هناك محتوى غير مفاهيمي من منظور الشخص للاستجابة المفاهيمية.

يمكن فهم الادعاء بوجود شكل من أشكال الوعي بالذات في التجربة النفسية، والذي يمكن القول إنه يؤسس القدرة على الترفيه عن الفكر الشخصي بعدة طرق، ووفقًا لإحدى وجهات النظر يوجد وعي إدراكي أو شبه إدراكي للذات كموضوع للتجربة النفسية، ومن ناحية أخرى هناك شكل ما قبل الانعكاس للوعي الذاتي الذي لا يتضمن إدراك الذات كشيء.

يدعي وعي الذات في التجربة النفسية في علم النفس أن الأشكال المختلفة للتجربة تنطوي على إحساس خاص بالملكية التي يدرك فيه كل واحد منا أن حالتنا هي حالتنا الخاصة، ففي كل حالة السؤال هو ما إذا كان نمط التجربة المعني يمكن أن يكون بمثابة المصطلح غير المفاهيمي لمفهوم الشخص والظواهر المرتبطة به ولا سيما تلك الخاصة بالحصانة من الخطأ عن طريق الخطأ في التعريف.

وعي الذات في التجربة النفسية من حيث الإدراك في علم النفس

من الطبيعي أن نفترض أن الوعي بالذات هو في الأساس حالة معرفية تتعلق بالظواهر الإدراكية، ففي مثل هذه النظرة يكون المرء واعياً بذاته إذا كان عندما يتأمل يدرك شيئًا ما، بمعنى ما يتم تقديمه على أنه نفسه، ففي حين أن ادعاء العالم ديفيد هيوم كان مؤثرًا للغاية إلا أنه لم يجد قبولًا عالميًا، من بين أولئك الذين يقفون إلى جانب ديفيد هيوم كما هو الحال مع التفكير من منظور الشخص.

في العمليات الإدراكية في وعي الذات في التجربة النفسية في علم النفس القضية ليست ما إذا كان المرء أو يمكن أن يكون واعيًا بما هو في الواقع هو نفسه، إذا كان ذلك كافياً للوعي بالذات إذاً على افتراض أن المرء متطابق مع نفسه، فإن رؤية المرء لنفسه في العديد من المواقف سيكون حالة من الوعي بالذات مع وجود الإدراك الواعي، حتى لو كان المرء غير مدرك أنه هو نفسه الذي يراه.

بدلاً من ذلك فإن القضية هي ما إذا كان المرء أو يمكن أن يكون مدركًا لذاته، وهو شكل من أشكال الإدراك الذي يتضح فيه للفرد أن موضوع الإدراك هو الذات، وإذا كان هناك مثل هذا الإدراك فإن هذا مهم من الناحية النفسية، حيث قد يتوقع المرء أنه يؤسس حالات معينة من معرفة الذات، والإشارة من منظور الشخص، والحصانة من الخطأ لبعض أفكار الشخص نفسه في الوعي الداخلي للذات.

على سبيل المثال من شأن الإدراك في وعي الذات في التجربة النفسية في علم النفس أن يفسر قدرة المرء على الإشارة إلى نفسه، ومعرفة المرء أن المرء هو عبارة عن قدراته وعملياته المعرفية وسلوكياته الخاصة به، وحقيقة أن مثل هذه الفكرة لا يمكن أن تستند إلى خطأ في تعريف شيء آخر على أنه الذات.

من ناحية أخرى فإن الادعاء بعدم وجود مثل هذا الإدراك الواعي للذات له دلالة نفسية؛ ليس فقط لأنه يقوض إمكانية مثل هذه التفسيرات، ولكن أيضًا لسبب أنه يلعب دورًا مهمًا في العديد من الحِجَج المعروفة في الاستنتاج التجاوزي ودحض المثالية ومشكلة المفاهيمية للعقول الأخرى.

حجج الاستبطان في وعي الذات في التجربة النفسية في علم النفس

الحِجَة البسيطة للادعاء بأننا ندرك أنفسنا باستبطان في وعي الذات في التجربة النفسية في علم النفس هو أنه في التأمل الذاتي يكون المرء مدركًا لخصائص المرء العقلية، وأنه عندما يدرك المرء خاصية يدرك ما له تلك الخاصية أي نفسه فإنه يوافق على أنه إذا كان هناك وعي استبطاني للذات كموضوع، فيجب فهمها على أنها شكل من أشكال الإدراك الذاتي.

ومع ذلك فإن حِجَج الاستبطان في وعي الذات في التجربة النفسية في علم النفس تُجادل بأنه على أساس الإدراك المعقول، فإن الاستبطان ليس شكلاً من أشكال الإدراك، لذلك نحن لا ندرك أي شيء باستبطان بما في ذلك الذات، على هذا النحو لا يمكننا أن نستنتج بهذه الطريقة أننا ندرك الذات باستبطان، وأن افتراض الإدراك الاستبطاني للذات على أنها الذات لن يكون في وضع يسمح لها بتفسير كل معرفة بالذات.

وفقًا لحِجَج الاستبطان في وعي الذات في التجربة النفسية في علم النفس إذا كشف الإدراك الداخلي عن كائن ما ليكون واعي، فعندئذ سيكون فقط في وضع يسمح له بالحكم على أنه واعي إذا كان قد اعتبر نفسه بالفعل هو ذلك الشيء الذي يدركه بشكل داخلي استبطاني، وجميعها يفترض مسبقًا بعض المعرفة الذاتية غير الحسية، ويفتح أيضًا بشكل غير معقول فكر الشخص القائم على الاستبطان لإمكانية حدوث أخطاء في التعريف الخاطئ؛ لأن مثل هذا الرأي يستلزم أن المعرفة الذاتية الاستبطانية تستند جزئيًا إلى تحديد الذات.

أكد عدد من علماء النفس أنه حتى لو كان العالم ديفيد هيوم محقًا في أن حِجَج الاستبطان لا يكشف عن الذات كموضوع، فهناك شكل آخر من التجربة الإدراكية وهو الإدراك الجسدي، ومنها من خلال الإدراك الجسدي ننظر للأحاسيس الجسدية بانها خصائص واضحة للذات ويُنظر إليها على أنها خصائص موجودة في جسد المرء فإن ذلك يترتب على ذلك في الإدراك الجسدي وأن المرء يدرك جسده على أنه نفسه.

إذا تم تقديم جسد المرء على أنه نفسه في وعي جسدي فعندئذ قد نتوقع أن هذا الإدراك الجسدي للذات يؤسس لفكر الشخص حول الحالات الجسدية للفرد، ومن المعقول أن أفكار الشخص لا يمكن أن تفشل في الإشارة إلى أفكارهم وأن هذا يتجلى في تفكيرهم، مما يجادل على أساس أنه إذا كان الوعي الجسدي شكلًا من أشكال الوعي الذاتي، فيجب أن يكون جسد المرء كما هو مقدم في الوعي الجسدي هو نفسه بوضوح.

الإدراك الحسي ووعي الذات في التجربة النفسية في علم النفس

هناك طريقة أخرى يمكن من خلالها القول بأن الذات تكمن في وعي الذات في التجربة النفسية في علم النفس، حيث أنه من خلال الإدراك الحس في التجربة الحسية فإنها تعتبر هي في المحتوى الذاتي للتجربة الإدراكية وعلى الأخص الرؤية، حيث تعتبر التجربة المرئية ذات نظرية وتحتوي على معلومات ليس فقط حول الأشياء المتصورة ولكن أيضًا عن علاقتها المكانية بالمدرك.

في النهاية نجد أن:

1- وعي الذات في التجربة النفسية في علم النفس يتجلى في العديد من المجالات، ومنها التفكير الشخصي للفرد ومجالات التجربة الحسية وغير الحسية وتتعلق بعمليات الإدراك.

2- يدعي وعي الذات في التجربة النفسية في علم النفس أن الأشكال المختلفة للتجربة تنطوي على إحساس خاص بالملكية التي يدرك فيه كل واحد منا أن حالتنا هي حالتنا الخاصة.

3- الحِجَة البسيطة للادعاء بأننا ندرك أنفسنا باستبطان في وعي الذات في التجربة النفسية في علم النفس هو أنه في التأمل الذاتي يكون المرء مدركًا لخصائص المرء العقلية.

المصدر: علم النفس و الأخلاق، ج أ جيمس آرثر هادفيلد، 2017تحولات السببية دراسة في فلسفة العلم، أفراح لطفي عبد اللهظواهرية الإدراك، موريس مرلوبونتي، 2011الوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009


شارك المقالة: