البرامج التربوية للأطفال المضطربين لغويا من ذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


تُعَد المشكلات اللغوية عامل مشترك بين المجموعات التي تندرج تحت مظلة التربية والتي تشمل مجموعة الإعاقات، وذوي صعوبات التعلم وكذلك اضطرابات طيف التوحد وغيرها من الفئات، وبالإضافة إلى الأفراد ذوي الأسباب العضوية المتباينة في الجهاز الصوتي وفي الجهاز التنفسي، ويحتاج المعلم إلى برامج تربوية من أجل تحسين الاضطراب لدى الفئات.

مفهوم الاضطرابات اللغوية

هي إعاقة أو عن انحراف في تطور الاستيعاب أو في استعمال اللغة المنطوقة أو استعمال اللغة المكتوبة أو أية رموز مختلفة، ويضمن الاضطراب شكل اللغة ويقصد بشكل اللغة النظام الفونولوجي والنظام الصرفي والنظام النحوي، ومحتواها يعني النظام الدلالي واستعمالاتها في عملية التواصل النظام الوظيفي، وقد يتبين الاضطراب في جانب أو في أكثر من تلك الجوانب الثلاثة للغة.

المضطربين لغويا من ذوي الاحتياجات الخاصة

يوجد العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة بعض النظر عن الفئات التي تندرج لها، التي لها نفس الخصائص للاضطرابات اللغوية التي تتبين في اضطرابات النطق، واضطرابات الصوت واضطرابات الكلام واضطرابات اللغة وصعوبات القراءة وصعوبات الكتابة، واحتباس اللغة مما يعانونه هؤلاء الأفراد من انخفاض واضح وانخفاض ملحوظ في إمكاناته اللغوية، بالإضافة إلى اضطرابات لغوية واضطرابات تواصلية تحد من امكانيتها على التواصل مع الأفراد الآخرين بصورة فعالة إذا ما قارناهم بمن يمثلونهم في العمر الزمني.

اللغة هي وسيلة اتصال اجتماعي ولا سيما في التعبير عن الذات وفي استيعاب وفهم الآخرين، كما أنها عبارة عن وسيلة مهمة من وسائل النمو العقلي والنمو المعرفي والنمو الانفعالي، ويعتبر اكتساب وتعلم اللغة الذي يحصل خلال تطور الفرد من أكثر دلالات الذكاء الإنساني، ليس فقط لأن استعمال اللغة يمثل أحد الخصائص الإنسانية المهمة، ولكنها تمثل عنصراً رئيسياً في كل مراحل الإنجاز الأكاديمي.

إحدى الخصائص المميزة للفرد هي القدرة على اكتساب اللغة واستخدامها، وبدون اللغة سيكون من الصعب فهم المعاني التي يتم تبادلها، وبالإضافة إلى أنه من المهم تحديد المتطلبات الرئيسية لاكتساب اللغة ومن هذه المتطلبات القدرات البيولوجية والمعرفية والحاجة للتواصل والمحيط اللغوي وبالإضافة إلى الحاجة للقدرات الاجتماعية، وإذ تضمن القدرات البيولوجية على القدرات الحسية وبشكل خاص الجهاز السمعي.

والذي يمكن الشخص من أن يقوم باستقبال الكلام ويقوم بمراقبة كلامه عن طريق التغذية الراجعة، وعن طريق القدرة البصرية التي يتمكن الفرد عن طريقها مراقبة تواصل الأفراد الآخرين، عن طريق الإيماءات وعن طريق الإشارات وكذلك تعابير الوجه، كما يؤكد المحيط اللغوي إلى البيئة التي يتعلم فيها الفرد اللغة بغض النظر عن لغة أبويه وبغض النظر عن ثقافتهم.

حيث يجب توفير فرص كافية للاستماع إلى اللغة من أبناء المجتمع، ويعد المنزل هو البيئة اللغوي الأول الذي يقوم بتقديم مفاهيم لغوية ضرورية للفرد وبشكل خاص في مراحل تطوره الأولى، وتعتبر القدرات المعرفية أساساً ضرورياً لاكتساب اللغة، فالفرد لا يقول كلمته الأولى إلا بعد أن يقوم بتنمية المفاهيم والمصطلحات التي تمكنه من التصور العقلي للأشياء والتصور العقلي للأفعال.

ولا يمكن للفرد أن يطور لغته إلا إذا كانت عنده حاجة لذلك وبشكل مختصر فنحن تتحدث لأننا بحاجة إلى التأثير على أفعال المستمع أو  التأثير على تركيزه أو التأثير على مشاعره.

البرامج التربوية للأطفال المضطربين لغويا من ذوي الاحتياجات الخاصة

معظم ما يحصل عليه الفرد يومياً يعود لسببين، السبب الأول حاجة الفرد للأشياء وهي التي تعلمه الجمل الطلبية، والثاني حبه للاستطلاع والذي يقوم بتعليم الفرد الجمل الاستفهامية، والاستماع واحد من أشكال اللغة ومن ثم المحادثة وبعدها تتراكم الخبرات حتى تصل إلى اللغة المكتوبة، فالخبرة اللغوية المبكرة تبني القاعدة الصلبة للقراءة، وأيضاً عندما تتراكم الخبرة وتستمر تقوم بتطوير الألفة لدى الطفل في البناء اللغوي.

كما تتسع دائرة مفرداته ويصبح عنده المعرفة بالأنماط المتنوعة للجملة، وهكذا نلاحظ أن تشكيل اللغة يتبع نسق ويتبع ترتيب محدد يتبين في الاستماع المتحدث ويتبين في القراءة وفي الكتابة، فالأفراد يتعلمون اللغة من بيتهم عن طريق الاستماع لمن حولهم وعن طريق التمرن على ما استمعوا له، وفي أغلب الأحيان يبدون بتعلم اللغة عن طريق قدرتهم على تعلق كلمة أو قدرتهم على تعليق كلمتين بصورة واضحة.

كما أن بإمكانهم أن يقوموا بتنفيذ طلبات بسيطة وأن يستجيبوا لمجموعة من الأسئلة، وفي عامهم الثاني يتمكن الفرد من صياغة جمل بسيطة تحتوي على ثلاث إلى أربع كلمات والاستجابة لطلبين متتالين، وغالباً ما تنمو عندهم المهارات اللغوية وتبقى في فترة الحضانة وحتى فترة الروضة، وبتلك الفترة يتمكن الفرد من أن يقوم بأخبارنا بقصة متسلسلة منطقية.

وفي حالات أفضل يتمكن من العَدّ ويتمكن من معرفة الحروف، وكما لاحظنا فإن اللغة بالنسبة للفرد في تلك المرحلة مكونة من الاستماع ومن التحدث، وعندما يدخل الفرد المدرسة تتطور خبرته اللغوية لتضمن على القراءة وعلى الكتابة، إذ يصبح الفرد قادراً على جمع الكلمات في عبارات لها معنى، وعندها يكون التمكن من اكتساب الكفاءة اللغوية، إذ يقوم ببناء جمل تحتوي على كلمات مرتبة بصورة تعطي لها معنى.

وأيضاً يقوم بالتحكم في الأصوات التي تدل عليها، فكلما تقدم الفرد عن طريق المراحل المبكرة من التعليم، يتمكن من اكتساب الكفاءة اللغوية التي تعمل على تطوير اللغة الداخلية واللغة الاستقبالية للفرد، إضافة إلى لغته التعبيرية، ويقوم الفرد من خلال اللغة الداخلية بناء جسر بين الأفكار وجسر من اللغة المنطوقة توجهه للبيئة.

كما أنها تزوده بالتصور اللفظي للمصطلحات، ويمكن الاستدلال على أن الفرد كان قادراً على اكتساب اللغة الداخلية بناءً على كيفية الرموز اللغوية التي يعبر عنها أو الرموز التي تلقاها بصورة واقعية، وخلال اكتساب الفرد لها فإنه يؤسس الكفاءة اللغوية الملائمة لإتقان اللغة المنطوقة واتقان القراءة، وكذلك الهجاء والكتابة وإضافة إلى فنون اللغة الأخرى.

واللغة الاستقبالية عبارة عن إمكانية الفرد على استيعاب الرموز المنطوقة والمكتوبة، وتعتبر اللغة الاستقبالية معززة للقيام بتطوير اللغة الداخلية ومتطلب يسبق مهارات اللغة التعبيرية، وعدم إتقان اللغة للفرد يكون لها تأثير غير إيجابي على المهارات الأكاديمية المرتبطة بالطفل، ولتطويرها لديه يجب أن يكون لديه القدرة على إتقان مكونات وعناصر اللغة الأساسية.

وفي الختام نستنتج ويشكل مبدئي أن الطفل يكوّن الارتباطات بين الكلمات والأشياء الشائعة في البيئة، والعديد من الأطفال يظهرون بسرعة معرفة معاني الكلمات عن طريق تعلم الرموز اللفظية الشائعة، ويجب تعليم الأطفال المستويات من أجل الإتقان اللغة بطريقة سليمة وأي خلل لدى الأطفال يؤثر على تعليم الطفل ويشكل لديهم اضطراب لغوي.


شارك المقالة: