المسؤولية والسببية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


كما تظهر تحديات السببية المختلفة فمن الممكن قبول المبدأ المركزي لحساب المسؤولية القائل بأن المسؤولية ترتكز على المسؤولية الأخلاقية عن التهديدات غير العادلة، بينما لا توافق مع ذلك على الحساب الصحيح للمسؤولية الأخلاقية، وما إذا كانت المسؤولية عن الضرر الدفاعي هي مسألة عدالة التوزيع أو نطاق حقوقنا المعنوية ضد الضرر.

المسؤولية والسببية في علم النفس

تتمثل المسؤولية والسببية في علم النفس في نطاق المسؤولية في التساؤل عن ما إذا كان الفاعل مسؤولاً فقط عن الأضرار التي تتجنب التهديدات التي تساهم فيها سببيًا من وجهة النظر المحلية، أو إذا كانت مسؤوليته يمكن أن تمتد بدلاً من ذلك إلى على الأقل بعض الأضرار التي تتجنب التهديدات التي يشكلها الآخرين بشكل مستقل من وجهة النظر العالمية.

تتعقب وجهة النظر المحلية في المسؤولية والسببية في علم النفس فكرة أن الأفراد يجب أن يكونوا مسؤولين فقط عن التهديدات التي يتحملون بمعنى ما مسؤوليتها، لكن هناك حالات تلقي بظلال من الشك على هذا الحدس، حيث تشير وجهة النظر المحلية إلى أن استخدام القوى الدفاعية غير مسموح به؛ لأنه يستخدم بشكل فريد ​​لمنع التهديدات التي ليست مسؤولة سببيًا عنها.

لكن هذا يبدو غير بديهي للغاية مما يدعم رؤية أكثر عالمية، ومع ذلك فإن التحدي المهم لوجهة النظر العالمية هو ما إذا كان يمكن أن يفرض حدًا مبدئيًا على نطاق التهديدات التي يمكن أن يكون الفرد مسؤولاً عنها، في المسؤولية والسببية في علم النفس يكون التهديدان متزامنين ومتشابهين نوعًا ما، ولكن إذا رفضنا فكرة أن الوكلاء يمكن أن يكونوا مسؤولين فقط عن تجنب التهديدات التي يساهمون فيها سببيًا.

فمن الصعب أن نفهم لماذا لا يحتمل أن يكون الفاعلون مسؤولين فيما يتعلق بجميع أنواع التهديدات البعيدة في المكان والزمان، وحدسيًا يبدو أننا نريد وجهة نظر عالمية لكن ليست عالمية جدًا، ولكن قد لا يكون الموقف الأوسط قابلاً للتمسك به.

موقع المسؤولية والسببية في علم النفس

في بعض الأحيان لا يشكل الوكيل تهديدًا مباشرًا بنفسه، ولكنه يساهم بدلاً من ذلك في التهديدات التي يشكلها الآخرين تجاهه، وإلى أي مدى يعتبر موقع الوكيل في السلسلة السببية مرتبطًا أخلاقيًا بالمسؤولية والسببية في علم النفس مع مراعاة العوامل الأخرى على قدم المساواة.

يستدعي أحد الاحتمالات لموقع كل من المسؤولية والسببية في علم النفس فكرة أن هناك فرقًا مهمًا أخلاقيًا بين إلحاق الأذى وتمكين الآخرين من التسبب في الأذى، وعند تطبيقه على مسألة الضرر الدفاعي فإن أحد الاقتراحات هو أن المسؤولية ترتبط فقط بالتهديدات المباشرة ولا تنقل أسفل السلسلة إلى المساهمين لكن هذا الرأي يبدو مقيدًا تمامًا.

إذا كانت المسؤولية والسببية في علم النفس مرتبطة فقط بالتهديدات المباشرة، فيبدو أن بعض الأفراد غير مسؤولين، وبالتالي لا يُسمح للبعض من الأفراد بالدفاع عن أنفسهم، لكن هذا يبدو غير بديهي حيث يبدو أن وجود طرفين على قدم المساواة من الناحية الأخلاقية مع بعضهم البعض، وللتعامل مع هذا النوع من القضايا يحتاج المدافعين عن فكرة الموقع إلى إضافة استثناء في المسؤولية والسببية.

على سبيل المثال قد ينص مفهوم الموقع لكل من المسؤولية والسببية في علم النفس على أن المسؤولية تنتقل فقط إذا كانت العوامل البعيدة سببيًا، تعمل جنبًا إلى جنب مع العوامل القريبة سببيًا لتشكل تهديدًا، ومع ذلك فإن ما إذا كانت هذه التعديلات ناجحة هي مسألة جدل مستمر ترى وجهة نظر أكثر اعتدالًا أن كل من المهددين غير المباشرين يمكن أن يكونوا مسؤولين بالمثل.

شروط المسؤولية والسببية في علم النفس

شروط المسؤولية والسببية في علم النفس تكون أكثر إلحاحًا في حالة التهديدات غير المباشرة، ويستدعي أحد دفاعات عدم التناسق هذا فكرة أن تبرير الأذى أصعب من تمكين الآخرين من التسبب في الأذى، ويجد الكثيرين أنه من البديهي أنه لا يجوز للفرد التسبب في أذيت شخص بريء، ولكن يجوز في وجود فرق أخلاقي كبير.

في شروط المسؤولية والسببية في علم النفس إذا قمنا بدمج عدم التناسق المفترض مع افتراض أن العوامل التي لها ما يبررها في التسبب في الضرر تتمتع بالحصانة من المسؤولية، فسيترتب على ذلك وجود حالات لا يكون فيها التهديد غير المباشر مسؤولاً عن تمكين التهديد، على الرغم من أنها كانت ستتحمل المسؤولية الأخلاقية لو أنها شكلت هذا التهديد بشكل مباشر.

وأن عدم التناسق هذا يتوافق مع وجهة النظر القائلة بأن عوامل التمكين والمهددين المباشرين يفتقرون إليها من حيث المبررات المسؤولة بنفس القدر، ويعتمد هذا الرأي على معقولية الادعاء الأساسي بوجود عدم تناسق أخلاقي ذي صلة بين فعل الضرر وتمكينه.

في شروط المسؤولية والسببية في علم النفس إذا اعتقدنا أن التمييز بين المهددين المباشرين وغير المباشرين يمثل نقطة مهمة من الناحية الأخلاقية في السلسلة السببية، فإن هذا يثير سؤالًا إضافيًا حول ما إذا كان بإمكاننا أيضًا رسم تمييز ذي صلة أخلاقيًا ضمن فئة التهديدات غير المباشرة، على سبيل المثال أحد الاحتمالات هو أن مسؤولية التهديدات غير المباشرة حساسة لدرجة بعدها عن التهديد.

مساهمات المسؤولية والسببية في علم النفس

هناك قضية مهمة في المسؤولية والسببية في علم النفس وهي ما إذا كان حجم أو درجة المساهمة السببية للفرد في التهديد تؤثر على مسؤوليته، حيث تبدو الإجابة الإيجابية بديهية تمامًا على سبيل المثال يجادل العديد من علماء النفس بأن المساهمات المتعددة في بعض المواقف غير مهمة من الناحية السببية لتوليد المسؤولية.

الفكرة هنا هي أنه يمكن للأفراد المساهمة سببيًا في التهديدات بدرجة أكبر أو أقل، وأن الضرر الذي يكون الفرد مسؤولاً عنه حساس لدرجة المساهمة، حيث يعتبر الكثير من النقاش لمساهمات المسؤولية والسببية في علم النفس أمرًا مفروغًا منه ويركز على معقوليته، ولقد تحدى بعض علماء النفس من خلال تسليط الضوء على الحالات التي يُسمح فيها بشكل حدسي بالقيام ببعض السلوكيات.

تحديات المسؤولية والسببية في علم النفس

في الآونة الأخيرة تحول الانتباه إلى ما إذا كان يمكن الدفاع عن المسؤولية والسببية في علم النفس وهنا تم إيجاد بعض التحديات التي تتعلق بكل منها، فالتحدي الأول قد نشك في تماسك الرأي القائل بأن المساهمات السببية تأتي بدرجات، وثانيًا حتى لو تمكنا من تحديد حساب محترم وجودي للمساهمة السببية العددية، فليس من الواضح أنه سيمتلك نوعًا من الأهمية الأخلاقية القادرة على تحديد المسؤولية.

ومع ذلك فإن العمل على وجود السببية العددية يمر بشيء من التطور كتحديات لكل من المسؤولية والسببية في علم النفس، لذلك ربما لا ينبغي لنا أن نشكك بشكل مفرط في احتمالات إثبات الحدس القائل بأن المسؤولية الأخلاقية بطريقة ما حساسة للحدود السببية.

في النهاية نجد أن:

1- المسؤولية والسببية في علم النفس تظهر من خلال تحديات مختلفة التي من الممكن قبولها من حيث المبدأ المركزي لحساب المسؤولية القائل بأن المسؤولية ترتكز على السببية.

2- تتعقب وجهة النظر المحلية في المسؤولية والسببية في علم النفس فكرة أن الأفراد يجب أن يكونوا مسؤولين فقط عن التهديدات التي يتحملون بمعنى معرفة مسؤوليتها.

المصدر: علم النفس و الأخلاق، ج أ جيمس آرثر هادفيلد، 2017تحولات السببية دراسة في فلسفة العلم، أفراح لطفي عبد اللهظواهرية الإدراك، موريس مرلوبونتي، 2011الوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009


شارك المقالة: