المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يعبر المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس عن مشكلة الإدراك التي تعتبر مشكلة تقليدية منتشرة ناتجة عن ظاهرة الوهم الإدراكي والهلوسة، بحيث تكون هذه الأنواع من الخطأ ممكنة، مما يمكن أن تكون الخبرة الإدراكية كما نفهمها عادةً شيء يتيح الإدراك المباشر للعالم، حيث تتحدى احتمالات الخطأ هذه وضوح مفهومنا العادي للتجربة الإدراكية والنظريات الرئيسية للتجربة هي الاستجابات لهذا التحدي.

المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس

يدعي بعض علماء النفس أن ما يفكر فيه معظم المؤلفين عند الحديث عن مشكلة الإدراك هو السؤال عما إذا كان بإمكاننا أن ندرك العالم المادي بشكل مباشر، حيث يُفهم العالم المادي بطريقة واقعية على أنه الوجود الذي لا يعتمد بأي شكل من الأشكال على كيانه سواء مدرك أو مفكر فيه.

تتحدى الحِجَج الموجودة في قلب مشكلة الإدراك المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس، وهذا المنظور الواقعي المباشر للتجربة الإدراكية؛ ولكن نظرًا لأن هذا المنظور مضمن في مفهومنا العادي للتجربة الإدراكية فإن المشكلة تصل إلى قلب طرق تفكيرنا العادية.

في المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس نحن نتصور التجارب الإدراكية على أنها أحداث ذات طابع ظاهري في السمة الهائلة للتجربة التي يمر بها الشخص، ومنها ينبثق مفهومنا العادي عن التجربة الإدراكية من التفكير الشخصي الأول في شخصيتها، وليس من البحث النفسي أو العلمي، إنه مفهوم للتجربة من وجهة نظر إدراكية معرفية بحتة.

يقدم علماء النفس المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس من خلال تحديد ما يقترحه الانعكاس الظاهري أولاً حول الكائنات والبنية والشخصية والتجربة، ثم حول العلاقة بين التجارب الحقيقية والخادعة، وعلى وجه الخصوص ما إذا كانت هذه الحالات تشكل نوعًا مشتركًا.

التجربة الحسية الناضجة في المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس

في المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس يبدأ علماء النفس بفكرة تجريبية قائلة بأن التجربة الحسية الناضجة بشكل عام تقدم نفسها، ففي العبارة الكانطية للعالم إيمانويل كانط على أنها وعي فوري بوجود أشياء خارجنا، وبالمثل فكرة أن التجربة الإدراكية تبدو وكأنها انفتاح على العالم، حيث يُنظر إليه على أنه انفتاح على الواقع المستقل عن العقل.

تعكس هذه الأفكار الملاحظة الوجودية الأساسية بأن التجارب الإدراكية لها أشياء محددة لها، وبشكل أكثر تحديدًا أشياء مباشرة وأشياء يتم إدراكها أو تجربتها ببساطة، ولكن ليس بحكم الإدراك أو التجربة لأشياء مميزة وأكثر فورية.

من حيث ذلك يلجأ العديد من علماء النفس إلى فكرة الاتجاه المباشر في تحديد مفهومنا العادي للتجربة الإدراكية ومشكلة الإدراك، خاصة حول كيفية فهم مفاهيم الإدراك المباشر وغير المباشر، حيث تثير نقطة البداية هذه العديد من الاهتمامات تتمثل في الاهتمام بطبيعة الأشياء المباشرة للتجربة، والمعنى في التجارب المباشرة لأشيائهم.

ملاحظات المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس

تتمثل ملاحظات المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس من خلال ما يلي:

1- ملاحظات الأشياء العادية

يبدأ المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس حِجَته بسؤاله كيف يمكن لشخص ما أن يستجيب عادة لطلب وصف تجربته البصرية الحالية، ومنها يقول إنه من الطبيعي أن نعطي رأي في وصف الضوء مثلًا، هناك فكرتان ضمنيتان في هذه الإجابة أولاً، يتحدث الوصف عن أشياء تختلف عن التجربة، وثانيًا الوصف الثري الذي يصف طبيعة التجربة ليس فقط من حيث الأشكال والألوان البسيطة، ولكن فيما يتعلق بالأشياء المألوفة التي نواجهها في العالم الحي بكل تعقيداته.

الأشياء العادية في المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس يتمثل في الخبرات الإدراكية التي تعتبر مباشرة من الأشياء العادية المستقلة عن العقل، ومنها يدمج الواقعية من حيث أنه يناشد فكرة موضوع التجربة المستقل عن العقل، في شيء لا يعتمد في وجوده على التجربة، وما يتعلق الأمر بالأشياء المألوفة أو العادية، الأشياء التي نعترف بها كجزء من علم الوجود للحس السليم.

في المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس يُفهم موضوع الخبرة على نطاق واسع ليشمل الكيانات المحسوسة في الواقع المستقل للعقل بما في ذلك الأشياء المادية العادية، ولكن أيضًا السمات والكيانات الأخرى مثل الأحداث وكميات الأشياء، عندما نتحدث عن الأشياء العادية في العالم وما إلى ذلك، فإننا نأخذ هذا على أنه اختصار كيانات إدراكية مألوفة أو عادية مستقلة عن العقل.

2- ملاحظات الشفافية

دافع بعض علماء النفس عن أطروحة تُعرف باسم شفافية التجربة في المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس، حيث تُعرَّف الشفافية عادةً على أنها الأطروحة القائلة بأن الاستبطان لما هو عليه الحال بالنسبة لموضوع لديه تجربة لا يكشف عن وعي بالتجارب نفسها، ولكن فقط لأشيائهم المستقلة عن العقل.

هناك نوعان من الادعاءات في الشفافية في المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس، تتمثل في الاستبطان الذي يكشف عن كائنات الخبرة المستقلة عن العقل، والاستبطان الذي لا يكشف عن أي سمات لأي شيء آخر.

الشفافية تشبه الكائنات العادية في المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس، الادعاء الذي يتضمن شيئًا مثل الاستبطان الذي يكشف عن كائنات الخبرة المستقلة عن العقل، ولكنها لا تتضمن الاستبطان الذي لا يكشف عن أي سمات لأي شيء آخر، وليس من الواضح أن هذا جزء من مفهومنا العادي للتجربة الإدراكية.

تصبح التجربة البصرية للشخص غير واضحة لكن هذا الاختلاف الهائل لا يبدو أنه ناجم عن أي اختلاف واضح في موضوعات التجربة، بدلاً من ذلك يبدو أن هناك اختلافًا في الطريقة التي يتم بها اختبار تلك الأشياء.

3- ملاحظات العروض التقديمية

يتحدث علماء النفس عن الطريقة التي نختبر بها الأشياء بشكل مباشر باعتبارها مسألة وعي مباشر في هيكل المفهوم العادي للتجارب الإدراكية، ويتحدث بعضهم عن انفتاحنا على الأشياء، حيث تتضمن المفاهيم الأخرى التي يُستدعى بها هنا فكرة أننا على دراية مباشرة بالأشياء، أو ندركها مباشرة، أو تُعطى لنا، أو نقدمها للعقل مباشرة بملاحظات العروض التقديمية.

في ملاحظات العروض التقديمية في المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس ما تهدف جميع هذه المفاهيم إلى التقاطه هو الفكرة البديهية القائلة بأن التجربة الإدراكية لشيء ما تنطوي على علاقة إدراكية واسعة وكبيرة خاصة بالكائن، وهي علاقة تميز التجارب الإدراكية عن الحالات الذهنية غير الإدراكية التي يتم توجيهها بالمثل إلى العالم على سبيل المثال الأفكار غير الحسية وغير الحسية.

في النهاية نجد أن:

1- المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس يتمثل في التعبير عن مشكلة الإدراك التي تعتبر مشكلة تقليدية منتشرة ناتجة عن ظاهرة الوهم الإدراكي والهلوسة.

2- يتعلق المفهوم العادي للتجربة الإدراكية في علم النفس بالتجارب الحسية التي تعكس الأفكار من عملية الملاحظة الوجودية الأساسية بأن التجارب الإدراكية لها أشياء محددة لها.

المصدر: ظواهرية الإدراك، موريس مرلوبونتي، 2011الوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009التصور العقلي من منظور علم النفس التربوي، رجاء محمد أبو علام وعاصم عبد المجيد أحمد، 2014علم النفس المعرفي، د. رافع النصير الزغلول - د. عماد عبد الرحيم الزغلول


شارك المقالة: