شروط الوعي بالذات في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يتعلق الكثير من العمل النفسي حول الوعي الذاتي بعلاقته بمجموعة متنوعة من الظواهر النفسية، وتشمل هذه طبيعة الشخصية والعقلانية والوعي وإدراك العقول الأخرى، في كل حالة يمكننا أن نسأل عما إذا كان الوعي بالذات هو شرط ضروري أو كافٍ للظاهرة المعنية.

شروط الوعي بالذات في علم النفس

تتمثل شروط الوعي بالذات في علم النفس من خلال ما يلي:

1- شرط الشخصية للوعي بالذات

يصف علماء النفس الشخص بأنه كائن ذكي مفكر له سبب وتفكير ويمكن اعتباره ذاتيًا كما هو نفس الشيء الذي يفكر في أوقات وأماكن مختلفة، في مثل هذه الرؤية فإن الوعي بالذات يعتبر شرط ضروري للشخصية، على وجه الخصوص فإن القدرة على إعادة تحديد الذات في أوقات مختلفة أمر مهم، وهو ادعاء يتماشى مع الدور المركزي للذاكرة في وصفه للهوية الشخصية.

على هذا النحو يعتبر علماء النفس القدرة على التفكير الواعي بالذات شرطًا ضروريًا للشخصية، وما هو أهم هو ما إذا كانت الشخصية شرط من شروط الوعي بالذات وهذا كافيًا للشخصية، ويعتبر أحد أسباب الشك في هذه الدرجة هو أنه نظرًا لأنه معني بالفكر الواعي بالذات، ولا يقدم الحساب أي سبب لافتراض أن الكائنات التي تتمتع بالوعي الذاتي غير المفاهيمي هي أشخاص.

وأن شرط القدرة على إعادة تحديد الشخصية يعبر عن الذات بمرور الوقت ويجب أن نضعه في الاعتبار من قبل جميع الأفراد الواعيين بذاتهم؛ لأنه يمكننا أن نفترض أنه من الممكن أن يفتقر الشخص الواعي بذاته إلى التطور المفاهيمي لفهمه بصيغة الماضي والمستقبل.

يمكن العثور على مفهوم بديل للشخصية يعطي أيضًا دورًا مركزيًا للوعي الذاتي فمن الضروري أن يكون لدى الأشخاص القدرة على التقييم الذاتي التأملي الذي يتجلى في امتلاك ما يعرف بالإرادة التي تتضمن الرغبة في أشياء معينة في أن تكون إرادة المرء، أي الرغبة في تحريك المرء إلى العمل، حيث يتمتع الشخص الذي لديه إرادة بالقدرة على تقييم رغباته، وهذا على ما يبدو ينطوي على إدراك الفرد لرغباته.

مفهوم الشخصية هو مفهوم نوع من الكيان للوعي الذاتي مثل المسندات التي تنسب حالات الوعي والمسندات التي تنسب الخصائص الجسدية والوضع المادي، فإنها تنطبق بالتساوي على فرد واحد من هذا النوع، وتشير إلى أن هذا غير ملائم كتعريف للشخصية لأن هناك العديد من الكيانات بجانب الأشخاص الذين لديهم خصائص عقلية وجسدية.

2- شرط العقلانية للوعي الذاتي

جادل عدد من علماء النفس بأن العقلانية تتطلب معرفة الذات التي تعني بحد ذاتها الوعي الإدراكي الكامل للتفكير الذاتي لمعرفة الذات، وفي قضية النظريات الإدراكية لمعرفة الذات يجادل علماء النفس ضد إمكانية العمى الذاتي ضد احتمال أن يكون الفرد العقلاني بكل المفاهيم الضرورية غير مدرك لأحاسيسه ومعتقداته وما إلى ذلك.

يجادل علماء النفس بأن الفرد العقلاني الذي يعاني من الألم مثلًا سيرغب عادة في التخلص من ألمه، وهذا يتطلب أن يعتقد أنه يتألم من خلال رؤية الاستجابات العقلانية للألم؛ لأن سلوك الألم هو رؤيته بدافع من حالات الفرد مثل الاعتقاد بأنه يتألم والرغبة في التخلص من الألم، والاعتقاد بأن مثل هذا المسار السلوكي سيحقق هذه النتيجة.

هذا الاعتقاد بالألم هو اعتقاد واعي وهذه العلاقة بين السلوك الإنساني العقلاني والتفكير من منظور الشخص هي مؤشر أساسي وشرط خاص بالعقلانية من شروط الوعي بالذات في علم النفس، حيث يجادل علماء النفس بأن العلاقة بين العقلانية ومعرفة الذات والوعي بالذات أكثر وضوحًا في حالة وعينا بمعتقداتنا، حيث يجب أن يلتزم الأشخاص العقلانيين ببعض القيود على محتويات معتقداتهم.

وتحديثها بما يتماشى مع الأدلة الجديدة وإزالة التناقضات فيما يتعلق بمعتقدات الفرد، حيث تتطلب المراجعة العقلانية أو تعديل نظام المعتقد والرغبة، من خلال إجراء تحقيقات تهدف إلى تحديد المراجعات أو التعديلات التي يجب إجراؤها، وما يبرر التحقيق هو معتقدات المرء العليا حول ما يعتقده المرء وما لديه سبب للاعتقاد.

إن العلاقة التي يراها علماء النفس بين متطلبات العقلانية من ناحية والوعي الذاتي من ناحية أخرى، تم التأكيد عليها أيضًا في ما يسمى بالحسابات العقلانية لمعرفة الذات، من خلال المناقشة النقدية للنهج العقلاني كتفسير لمعرفة الذات مع التركيز على فكرة العقل الناقد؛ ومن أجل أن يكون الفرد قادرًا على التفكير النقدي، وأن يخضع لمعايير عقلانية معينة مرتبطة بالضرورة بمثل هذا التفكير، يجب أن تكون بعض الأفعال والحالات العقلية قابلة للمراجعة عن علم.

في النهاية نجد أن:

1- شروط الوعي بالذات في علم النفس تتعلق بالعمل النفسي المستمر حول المفهوم الذاتي الذي تشرح علاقته بمجموعة متنوعة من الظواهر النفسية المختلفة.

2- من شروط الوعي بالذات في علم النفس شروط وجود الشخصية وشروط التعكير العقلاني أو ما يعرف بالعقلانية.

المصدر: علم النفس و الأخلاق، ج أ جيمس آرثر هادفيلد، 2017تحولات السببية دراسة في فلسفة العلم، أفراح لطفي عبد اللهظواهرية الإدراك، موريس مرلوبونتي، 2011الوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009


شارك المقالة: