هل تحتاج لغة الجسد إلى قوة الملاحظة؟

اقرأ في هذا المقال


إنّ معظم الناس يقضون حياتهم ينظرون ولكن لا يرون بالفعل أو لا يلاحظون لغة جسد الآخرين، فالأغلب يبذل جهداً قليلاً جداً في ملاحظة ما حوله من أشياء، فمعظمنا غير واعي للتغيرات الدقيقة التي تحدث في العالم، وغير مدرك للنسيج الغني من حركات لغة الجسد ودلالاته، مثل الحركة الدقيقة لليد أو للعين أو لقدم شخص ما والتي قد تظهر مكنون أفكاره ومقاصده.

ما مستوى قوة الملاحظة التي تحتاجها لغة الجسد؟

إنّ لغة الجسد تحتاج إلى مستوى عالي من قوّة الملاحظة، فقد أوضحت الدراسات العلمية المختلفة ضعف مستوى الأشخاص في ملاحظة لغة جسد الآخرين من حولهم، وبالتالي عدم القدرة على تفسير تصرفاتهم وقراراتهم بشكل صحيح ممّا يؤثر بشكل كبير على تكوين العلاقات طويلة الأمد مع الآخرين، وعدم القدرة على فهم الواقع بالصورة الحقيقية التي هم عليها.

ما المقصود بوعي الموقف وما علاقته بقوّة الملاحظة المتعلقة بلغة الجسد؟

إنّ الأفراد الذين يفتقرون للملاحظة ينقصهم ما يسمّى بوعي الموقف، وهو القدرة على ملاحظة وفهم ما يدور حولهم دائماً فيما يخصّ لغة الجسد والدلالات التي يقوم بها الآخرون، فهؤلاء الأشخاص لا يملتلكون الصورة العقلية الثابتة لما يحدث بالفعل من حولهم أو حتّى أمامهم، فلو قمنا بإدخال هؤلاء الأشخاص إلى غرفة مليئة بالأشخاص، وقمنا بمنحهم فرصة للنظر حولهم، ثم طلبنا منهم أن يقوموا بإغماض أعينهم ويقوموا بإخبارنا بما رأوه، سسنندهش من عجزهم عن تذكّر حتّى أكثر المعالم وضوحاً في الغرفة، وهذا حال قوّة الملاحظة التي نقصدها والتي تترجم لنا لغة جسد اللآخرين بكلّ سهولة ويسر.

هل تساعد قوة الملاحظة على تفسير لغة جسد الآخرين بإيجابية؟

إنّ الأشخاص غير القادرين على ملاحظة الأمور المتعلّقة بلغة الجسد، عادةً ما يتورّطون في عدم قدرتهم على التفاعل بإيجابية مع من حولهم، فذلك العجز ليس أمراً مفاجئاً، ففي النهاية أثناء فترة نموّنا وانتقالنا من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد، لم يتمّ تعليمنا كيفية ملاحظة إشارات الآخرين غير الملفوظة والقدرة على ترجمة لغة أجسادهم.

إذا كنّا محظوظين، علينا أن نتعلّم كيف نكون دقيقين في ملاحظة لغة أجساد الآخرين، وإذا لم نكن كذلك سنفقد قدراً كبيراً من المعلومات المفيدة التي يمكن لها أن تساعدنا على تجنّب المشاكل وجعل حياتنا أكثر نجاحاً، حيث أنّ الملاحظة مهارة يمكن تعلّمها، ويجب علينا ألّا نواصل حياتنا غافلين عن مدى أهميتها في فهم لغة جسد الآخرين، ويمكننا كذلك أن نطوّر من مستوانا فيها عن طريق التدريب المناسب والممارسة.

المصدر: لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010.لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.


شارك المقالة: