يحتاج المراهق إلى إقامة العديد من الصّداقات الهامة؛ لنمو اجتماعي وتواصل سليم، لكن هناك أصدقاء لا يرضيك أسلوب تفكيرهم وقد تخاف من تأثيرهم على ابنك. إنّ لاختيار الأصدقاء أهميّة كبيرة في حياة الفرد، حيث إنّ الإنسان يتأثّر بصديقه بشكل كبير، فإذا كان اختياره لصديقه صحيح، فقد أخذ منه الصفات الحسنة، إذا لم يحسن الاختيار فقد تنعكس صفات صديقه عليه. إنّ صديق السوء يجرُّك إلى الهاوية والفشل، بعدها لن ينفع الندم عندما تستيقظ وتدرك الخطأ الذي أقحمت نفسك فيه.
من هم رفاق السوء
يُعرف صديق السوء بأنَّه الشّخص الذي يتمنى الشر لصديقه، يُدلّه على فعل الشرور، ارتكاب الآثام والمعاصي، تغلب المصلحة على جميع تصرُّفاته؛ إذ يسعى جاهداً إلى تحقيق مصالحه على حساب مصالح صديقه، حتى وإن كان يُسبّب الضرر الماديّ والمعنويّ للصديق، يجدر بالذكر أنَّ هذا الأمر يُسمّى الاستغلال، بالتالي إنَّ رفقة السُّوء تقتصر على تحقيق المصالح فقط، يتصف صاحب هذا الخُلق بالعديد من الصفات منها، الخيانة، عدم الوفاء، الاستغناء عن الصديق في أيّ وقت من الأوقات، انعدام الثقة بالآخرين
مخاطر رفاق السوء
- رفقاء السّوء سبب لإفساد أخلاق الإنسان، فعندما يُحاط بالإنسان رفقة سوء يتأثّر بهم بشكلٍ كبير؛ بسبب حثّهم المُستمر له على ارتكاب الذّنوب والمعاصي. إنّ النّفس الإنسانية بطبعها تتأثّر بشكل كبير بما يطرُق مسامعها ويداعب تطلُّعاتها وشهواتها، سواء من الكلام الذي يزيّن الباطل والعبارات المنمّقة.
- رفقة السُّوء تؤدّي بالإنسان إلى الهلاك والضّياع، فالكثيرٌ من رفاق السّوء يجعلون الإنسان يرتكب أمور تنعكس آثارها سلباً على حياته، فمثلاً إدمان المخدرات هي من نتائج رفقة السّوء، قد تؤدّي إلى تدمير المستقبل ولزوم السّمعة السّيئة به في حياته.
- إنّ صداقة السّوء تؤدّي إلى تدمير الحياة الشّخصيّة والاجتماعيّة للفرد، فبعض عندما يكبرون يتتبّعون طرق السُّوء ويسلكونها، يصاحبون الأشخاص السّيئين، تراهم يبتعدون عنه وينفرون منه، ممّا يؤدّي إلى العزلة والابتعاد عن المجتمع الذي يعيش فيه.
خطوات لحماية المراهق من رفاق السوء
- على الأب القيام بدور سلطته الأبويّة والتي تختلف تماماً عن تأثير الأم العاطفية، فهو يُعتبر أكثر قدرة على وضع الخطوط الحمراء للابن وإبعاده عن رفيق السوء.
- قد لا تستطيع وقف صداقات المراهق بشكل عام، لكن يجب عليك التقرُّب من الابن والتعرُّف على جميع أصدقائه وأهاليهم، فعن طريق هذه الصداقات يتعرض الابن لصراعات النّفس، الغيرة، الأنانية، أيضاً قد يكتسب مفهوم المُشاركة الاجتماعية، يفهم معنى العلاقات بشكل عام.
- تعتمد علاقات الصداقة على الاحترام المتبادل، الصدق فى المعاملة، بينما الصّداقات الزائفة تجر للسُّلوك الهدّام، الابتذال، رفع الكلفة والتدخل فى الخصوصيات، لذلك يجب على الأهل مراعاة التّوافق في السن والمستويات الثقافيّة والاجتماعيّة والتعليميّة بين الابن وصديقه.
- يقلِّد الأصدقاء بعضهم البعض في كل شيء يفعلونه وينطقون به، لذلك راقبوا أفعال وأقوال أولادكم، تحدثوا معهم باستمرار؛ للوصول إلى طريقة تفكيرهم، من هنا يرفُض الأهل بعض الأصدقاء ويرحبون بأصدقاء آخرين .
- عليك أن تعرف أنّ أبناءك يختارون أصدقاءهم على الأُسس التي اتبعتها عند اختيارك لأصدقائك، إذ يختارون من يشاركُونهم الهوايات والألعاب نفسها، من يتشابهون معهم في الصفات الشخصيّة، لذلك قم بتربية الابن على الصفات الحميدة؛ حتى يختار من يشبهه ويصادقه.
- عليك أن تمنح ابنك المراهق الفرصة لتكوين الصداقات، لكن بشرط أن تكون قريب منه ومن أصدقائه؛ حتى تستطيع التدخُّل في الوقت المُناسب.
- لا تبالغ في القلق واترك الأُمور تسير بشكل طبيعي، تسلَّل بذكاء إلى أصدقاء ابنك، بعد ذلك تستطيع إبداء الملاحظات عنهم والحُكم عليهم.
- يجب على طفلك المراهق أن يتأكد من أنّ صديق السوء خطر عليه، لذلك قم باحتواء ابنك بالحب والثقة المتبادلة، بهذا تسد كل الطّرق عن أصدقاء السوء.
- حاول أن تتناقش مع ابنك المراهق في كل الأمور، البسيطة منها قبل المُهمة، انصحه بالابتعاد عن كل صديق تصدر منه حركات غير سويّة وسوء الخلق، شاركه اهتماماته وهواياته.
- إذا كان ابنك المراهق إيجابياً في دراسته، تربطه علاقات طبيعية بالأهل، فلا داعي أن تجبره على إنهاء صداقته بشخص ما بلا سبب، بشرط أن تراقب تصرُّفاته وأفعاله للتدخل في حال حدوث مشكلة ما.
- اعمل بجهد على منح الثقة لابنك المراهق، حتى لا يعتمد على صديقه أو يُسيطر عليه، أن تكون له الكلمة الأولى في تصرُّفاته وأفعاله، حتى لا يشعر ابنك بالتعاسة والضياع إذا غاب صديقه لسبب ما.