نماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يمتلك البشر أدمغة كبيرة نسبيًا وقدرات معرفية عالية، وبالتالي لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أننا نواجه تحديات الحياة اليومية إلى حد كبير من خلال التفكير فيها ثم التخطيط لما يجب القيام به، فبمرور الوقت نطور قدرًا هائلاً من المعرفة عن أنفسنا والأشخاص الآخرين والعلاقات الاجتماعية والفئات الاجتماعية، وتوجه هذه المعرفة ردودنا على الذين نتفاعل معهم كل يوم في نماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس.

نماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس

يمتلك الناس العديد من الذكريات حول تجاربهم الاجتماعية مع الآخرين، ويستخدمون هذه المعلومات لعمل تنبؤات حول ما سيفعله الناس في المستقبل، حيث يتم اكتساب هذه المعرفة من خلال التعلم المعرفي، ومنها ترتبط دراسة التعلم ارتباطًا وثيقًا بالمدرسة السلوكية لعلم النفس، والتي تضم نماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس.

بالنسبة لنماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس فإن الجانب الأساسي للتعلم هو عملية تكييف، والقدرة على ربط المحفزات مثل الأشياء أو الأحداث في البيئة بالاستجابات السلوكيات أو الإجراءات الأخرى، حيث وصف علماء السلوك الإنساني نوعين من نماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس لهما أهمية خاصة.

أشكال نماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس

تتمثل أشكال نماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس من خلال ما يلي:

1- النموذج الفعال

إذا كانت لدينا تجارب غير سارة مع أشخاص معينين أو كانت لدينا علاقة إيجابية مع شخص محدد فقد نطور مواقف سلبية أو إيجابية حول الأشخاص الذين لديهم هذه الخصائص الخاصة، ونحاول التقليل أو زيادة تفاعلاتنا معهم، حيث تمثل هذه التغييرات في فهمنا لبيئاتنا النموذج الفعال من نماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس.

يمثل النموذج الفعال من نماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس المبدأ القائل بأن التجارب التي تليها المشاعر الإيجابية مثل التعزيزات أو المكافآت من المرجح أن تتكرر، في حين أن التجارب التي تليها المشاعر السلبية مثل العقوبات أقل احتمالا لتكرارها، أي أن الشخص يتعلم من عواقب أفعاله.

على الرغم من أن مبادئ النموذج الفعال للطابع الاجتماعي للمعرفة بسيطة للغاية إلا أنها تعتبر على الأرجح أهم شكل من أشكال نماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس، على سبيل المثال يحدث النموذج الفعال للمساعدة في شرح كيفية تعلم الأشخاص للسلوكيات المعقدة مثل كيفية القراءة، وفهم السلوكيات الاجتماعية المعقدة مثل تطوير الأعراف الاجتماعية والثقافة.

يمكن أن يساعدنا النموذج الفعال في علم النفس الاجتماعي في شرح كيف نعرف السلوكيات الأكثر ملاءمة في المواقف الاجتماعية، حيث أننا نتعلم جزئيًا؛ لأنه تم تعزيزنا للانخراط في الأشياء المناسبة وعوقبنا للانخراط في الأشياء غير المناسبة، وتم استخدام النموذج الفعال حتى لشرح سبب اختيار بعض الأشخاص للانخراط في السلوك المعادي للمجتمع.

2- النموذج النقابي

النموذج النقابي من نماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس يحدث عندما يرتبط شيء أو حدث باستجابة طبيعية، مثل سلوك تلقائي أو عاطفة إيجابية أو سلبية، الذي يؤثر على معرفتنا وحكمنا على الأشخاص الآخرين، والفكرة العامة في هذا النموذج هي إنشاء نظرية معرفية اجتماعية لها ميزات إيجابية بحيث تخلق المتعة في الشخص الذي يتعرض لها.

يتم استخدام استراتيجية النموذج النقابي للمعرفة الاجتماعي التي ترعى الفرق أو الأحداث، كما تورط النموذج النقابي في تطوير العديد من التجنب مثل تجنب التعامل مع أفراد معينين، أو تجنب الانضمام للعمل الجماعي ضمن سلوكيات جمعية هادفة، بحيث أننا نجد في أنفسنا العديد من سمات الشخصية والقدرات والمهارات التي لا تتشابه مع غيرنا.

3- نموذج المراقبة

بالإضافة إلى النموذج النشط والترابطي المتمثل في النموذج النقابي لنماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس، تتم النظرية المعرفية الاجتماعية من خلال أن يتعلم الناس من خلال مراقبة سلوك الآخرين، هذا هو المعروف باسم نموذج المراقبة أو الملاحظة؛ وذلك لإثبات أهمية النظرية القائم على الملاحظة عند جميع الأفراد.

في نموذج المراقبة من نماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس عرض العالم ألبرت باندورا فيلمه على مجموعات من أطفال الحضانة، ثم سمح لهم باللعب في غرفة بها بعض الألعاب الممتعة حقًا؛ لخلق بعض الإحباط لدى الأطفال سمح ألبرت باندورا للأطفال باللعب بالألعاب الممتعة لبضع دقائق فقط قبل أخذهم بعيدًا، ثم إعطاء الأطفال فرصة للعب مع دمية محددة ومع مراقبة تصرفاتهم ومنهم من قام بضرب هذه اللعبة.

بالنسبة لبعض الأطفال تم عرض نموذج المراقبة على المكافأة على الانخراط في السلوك الإنساني، وبالنسبة للأطفال الآخرين فإنها قد عوقبت، دعماً لمبادئ النموذج الفعال وجدت دراسة ألبرت باندورا أن الأطفال كانوا أكثر فرصة لأن يكونوا ذوي سلوكيات سلبية عندما تمت بنتائج إيجابية للنموذج على السلوك.

ولكن حتى الأطفال الذين لم يروا النموذج يتلقون أي مكافأة مع ذلك فقد قلدوا السلوك إلى حد ما، ومنها تتمثل إحدى المساهمات الرئيسية لهذه الدراسة في إظهار أن الأطفال تعلموا أنواعًا جديدة من السلوكيات ببساطة عن طريق مراقبة الآخرين وتقليدهم.

يشارك نموذج المراقبة في الكثير من تعلمنا عن عوالمنا الاجتماعية، ويعد مفيدًا لأنه يسمح للناس بالتعلم دون الحاجة إلى الانخراط فعليًا في سلوك قد يكون محفوفًا بالمخاطر، حيث إن احتمالات بقاء الإنسان ستكون ضئيلة بالفعل إذا كان المرء يستطيع التعلم فقط من خلال المعاناة من عواقب التجربة والخطأ؛ لهذا السبب لا يعلم المرء الأطفال السباحة ولا يعلم المراهقون قيادة السيارات ولا يعلم طلاب الطب المبتدئون إجراء الجراحة من خلال جعلهم يكتشفون السلوك المناسب من خلال عواقب نجاحاتهم وإخفاقاتهم فقط.

4- نموذج المخططات كمعرفة اجتماعية

تعتبر النظرية المعرفية الاجتماعية هي نتيجة التعلم حيث يتم تخزين هذه المعرفة في شكل المخططات، وهي تمثيلات معرفية تتضمن معلومات عن شخص أو مجموعة أو موقف في الدماغ، ومنها توجد مخططاتنا بشكل أساسي في القشرة الجبهية، أي الجزء من الدماغ الذي يقع أمام المناطق الحركية في القشرة والذي يساعدنا على تذكر خصائص وأفعال الآخرين، وتخطيط السلوكيات الاجتماعية المعقدة وتنسيق سلوكياتنا مع سلوكيات الآخرين.

نظرًا لأن نموذج المخططات كمعرفة اجتماعية تمثل تجربتنا السابقة من نماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس؛ ولأن الخبرة السابقة مفيدة للتنبؤ فإن مخططاتنا تؤثر على توقعاتنا بشأن الأحداث المستقبلية، حيث يتم تضمين هذه المعرفة في مخطط الفرد عن غيره من الأشخاص والمواقف التي يقوم بها أو يتعامل معها.

في النهاية يمكن التلخيص أن:

1- نماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس تتمثل في العديد من الذكريات حول تجاربنا الاجتماعية مع الآخرين حيث يتم اكتساب هذه المعرفة من خلال التعلم المعرفي.

2- تتمثل أشكال نماذج الطابع الاجتماعي للمعرفة في علم النفس من خلال النموذج النقابي والنموذج الفعال ونموذج المراقبة ونموذج المخططات كمعرفة اجتماعية.

المصدر: علم النفس المعرفي، الاستاذ الدكتور صاحب عبد مرزوك الجنابي، 2019علم النفس المعرفي المعاصر، د أنور الشرقاوي، 2003علم النفس الاجتماعى أسسة النظرية وتطبيقاته العلمية، فاروق السعيد جبريل، 1987مبادئ علم النفس، صابر خليفة، 2009


شارك المقالة: