اقرأ في هذا المقال
كان للتلفاز تأثير كبير على المجتمع وتم تصورها في أوائل القرن العشرين كوسيلة محتملة للتعليم والتواصل بين الأشخاص وأصبحت بحلول منتصف القرن وسيلة بث نابضة بالحياة، وذلك باستخدام نموذج البث الإذاعي لجلب الأخبار والترفيه للناس في جميع أنحاء العالم.
يتم تشغيل التلفاز الآن بعدة طرق منها: عبر الأثير عن طريق موجات الراديو الأرضية (البث التلفزيوني التقليدي) وعلى طول الكابلات المحورية (تلفاز الكابل)، تنعكس عن الأقمار الصناعية الموجودة في مدار أرضي ثابت بالنسبة إلى الأرض (ساتل البث المباشر أو DBS أو TV) كما تتدفق عبر الإنترنت ومسجلة بصرياً على أقراص الفيديو الرقمية (DVDs) وأقراص (Blu-ray).
ما هو التلفاز – Television؟
التلفاز (TV): هو جهاز إلكتروني ونظام إلكتروني لنقل الصور المعبرة عن الأجسام الثابتة أو المتحركة مع الصوت عبر سلك أو عبر الفضاء بواسطة جهاز يحول الضوء والصوت إلى موجات كهربائية ويعيد تحويلها إلى أشعة ضوئية مرئية وصوت مسموع.
تم وضع المعايير الفنية للتلفاز الحديث أحادي اللون (أبيض وأسود) لأول مرة في منتصف القرن العشرين، وتم إجراء تحسينات بشكل مستمر منذ ذلك الوقت وتغيرت تكنولوجيا التلفاز بشكل كبير في أوائل القرن الحادي والعشرين، حيث تم التركيز بشكل كبير على زيادة دقة الصورة كالتلفازعالي الوضوح (HDTV) وعلى تغيير أبعاد جهاز استقبال التلفاز لعرض صور على شاشة عريضة، بالإضافة إلى ذلك تم إنشاء إرسال إشارات تلفزيونية مشفرة رقمياً لتوفير خدمة تفاعلية وبث برامج متعددة في مساحة القناة التي كان يشغلها برنامج واحد سابقاً.
تاريخ وآلية عمل التلفاز:
بدأ ظهور التلفاز من اكتشاف عرضي، ففي عام 1872م أثناء التحقيق في المواد لاستخدامها في الكابل عبر المحيط الأطلسي أدرك عامل التلغراف الإنجليزي جوزيف ماي أنكان سلك السيلينيوم متفاوتاً في التوصيل الكهربائي، وأظهر مزيد من التحقيق أنّ التغيير حدث عندما سقط شعاع من ضوء الشمس على السلك والذي تم وضعه بالصدفة على طاولة بالقرب من النافذة، وعلى الرغم من عدم إدراك أهميتها في ذلك الوقت إلّا أنّ هذه الصدفة وفرت الأساس لتحويل الضوء إلى إشارة كهربائية.
في عام 1880م، نشر المهندس الفرنسي موريس لوبلانك مقالاً شكل أساس كل البرامج التلفزيونية اللاحقة حيث اقترح آلية مسح من شأنها أن تستفيد من الاحتفاظ المؤقت ولكن المحدود للصور المرئية لشبكية العين، كان يتصور أخلية كهروضوئية من شأنها أن تنظر إلى جزء واحد فقط في وقت إرسال الصورة، وبدءاً من الزاوية اليسرى العلوية من الصورة ستنتقل الخلية إلى الجانب الأيمن ثم تقفز مرة أخرى إلى الجانب الأيسر وسطر واحد فقط في الأسفل، سيستمر بهذه الطريقة ينقل المعلومات حول مقدار الضوء الذي شوهد في كل جزء حتى يتم مسح الصورة بأكملها بطريقة تشبه قراءة العين لصفحة من النص وسيتم مزامنة جهاز الاستقبال مع جهاز الإرسال وإعادة بناء الصورة الأصلية سطراً بسطر.
أصبح مفهوم المسح الذي أنشأ إمكانية استخدام سلك أو قناة واحدة فقط لنقل صورة كاملة ولا يزال حتى يومنا هذا أساس كل التفاز، ومع ذلك لم يكن (LeBlanc) قادراً على إنشاء آلة عاملة ولم يكن الرجل الذي نقل التلفاز إلى المرحلة التالية بول نيبكو المهندس الألماني الذي اخترع قرص المسح وأخذ براءة اختراع (Nipkow) لعام 1884م لتلسكوب (Elektrisches) كان يعتمد على قرص دوار بسيط مثقب بسلسلة من الثقوب المتصاعدة إلى الداخل ويتم وضعها بحيث تمنع الضوء المنعكس من الموضوع، وأثناء دوران القرص يتحرك الثقب الخارجي عبر المشهد ممّا يسمح بمرور الضوء من الخط الأول من الصورة بحيث يقوم الثقب التالي بعمل نفس الشيء على مستوى منخفض قليلاً وهكذا.
تم استخدام هذا المفهوم في النهاية من قبل جون لوجي بيرد في بريطانيا رؤية وصورة وتشارلز فرانسيس جنكينز في الولايات المتحدة لبناء أول تلفزيونات ناجحة في العالم، وفي عام 1922م أرسل جينكينز صورة ثابتة عن طريق موجات الراديو ولكن أول نجاح تلفزيوني حقيقي وهو نقل وجه بشري حي حققه بيرد في عام 1925م، وكلمة التلفاز نفسها صاغها الفرنسي كونستانتين برسكي في 1900م في معرض باريس.
يمكن إرجاع التلفاز إلى أواخر القرن التاسع عشر عندما بدأ العديد من العلماء فيما أصبح يُعرف باسم “عصر التلفاز الميكانيكي” وبحلول مطلع القرن كان العلماء يعملون على الجيل القادم من التلفاز وتم إتقان التلفاز الإلكتروني من عام 1935م إلى عام 1941م، لكن التكلفة منعت الكثير من الناس من امتلاك جهاز تلفاز بعد الحرب العالمية الثانية أصبح التلفاز عنصراً لا بد منه ومع استئناف الإنتاج التلفزيوني وامتلاك العائلات الأموال لشراء مجموعة خاصة بهم وجد التلفاز طريقه إلى منزل الأمريكيين.
مكونات التلفاز:
يتكون التلفاز من أربع مجموعات أساسية من الأجزاء بما في ذلك الجزء الخارجي أو السكن ونظام استقبال الصوت ومكبر الصوت وأنبوب الصورة وكتلة معقدة من الأجهزة الإلكترونية بما في ذلك أجهزة إدخال وإخراج الكابلات والهوائيات وهوائي مدمج في معظم المجموعات، وجهاز استقبال للتحكم عن بعد وشرائح الكمبيوتر وأزرار الوصول ويمكن اعتبار جهاز التحكم عن بعد مجموعة خامسة من الأجزاء.
يتكون غلاف المجموعة من البلاستيك المقولب بالحقن وتشتمل المعادن والبلاستيك أيضاً على نظام الصوت ويتطلب أنبوب الصورة زجاجاً مصنوعاً بدقة وطلاءات كيميائية فلورية وملحقات إلكترونية حول الأنبوب وفي الجزء الخلفي منه، يتم دعم الأنبوب داخل الغلاف بواسطة أقواس وأقواس مصبوبة في الهيكل والهوائيات ومعظم توصيلات المدخلات والمخرجات مصنوعة من المعدن وبعضها مطلي بمعادن خاصة أو بلاستيك لتحسين جودة الاتصال أو عزل الجهاز أمّا الرقائق مصنوعة من المعدن واللحام والسيليكون.
عملية تصنيع التلفاز:
1. السكن أو الغطاء الخارجي:
جميع العلب التليفزيونية تقريباً مصنوعة من البلاستيك عن طريق عملية القولبة بالحقن حيث يتم تصنيع قوالب دقيقة ويتم حقن البلاستيك السائل تحت ضغط عالٍ لملء القوالب ويتم تحرير القطع من القوالب وتشذيبها وتنظيفها، ثم يتم تجميعها لاستكمال السكن وتم تصميم القوالب بحيث تكون الأقواس والدعامات للمكونات المختلفة جزءاً من الغلاف.
2. أنبوب الصور:
أنبوب صورة التلفاز أو أنبوب أشعة الكاثود (CRT) مصنوع من زجاج دقيق تم تشكيله ليكون له لوحة منحنية قليلاً في المقدمة أو الشاشة، قد يحتوي على صبغة داكنة تضاف إلى زجاج لوحة الوجه إمّا أثناء إنتاج الزجاج أو عن طريق التطبيق مباشرةً على الجزء الداخلي من الشاشة، ولوحات الوجه الداكنة تنتج تبايناً محسناً للصورة وعندما يتم تصنيع الأنبوب يتم تعليق الماء من الفوسفور، ويُسمح للمواد الكيميائية بالاستقرار على الجزء الداخلي من لوحة الوجه ثم يتم تغطيتها بطبقة رقيقة من الألومنيوم تسمح للإلكترونات بالمرور ويعمل الألمنيوم كمرآة لمنع الضوء من الارتداد إلى الأنبوب.
إنّ الشاشات الكبيرة ثقيلة للغاية لذلك تم تطوير شاشات العرض المسطحة التي تستخدم شاشات الكريستال السائل المعالجة بالبلازما (PALC) في الثمانينيات وتستخدم تقنية البلازما الغازية هذه الأقطاب الكهربائية لإثارة طبقات من النيون أو أكسيد المغنيسيوم بحيث تطلق الأشعة فوق البنفسجية التي تنشط الفوسفور على الجزء الخلفي من شاشة التلفاز، ولأنّ الغاز محاصر في طبقة رقيقة يمكن أن تكون الشاشة رفيعة وخفيفة الوزن.
يوجد قناع ظل به (200000) ثقب خلف حاجز الفوسفور مباشرة ويتم تشكيل الثقوب بدقة لمحاذاة الألوان المنبعثة من ثلاثة حزم إلكترونية وتحتوي أفضل أنابيب الصور اليوم على أقنعة ظل مصنوعة من سبيكة من النيكل والحديد تسمى (Invar)، وتحتوي المجموعات الأقل جودة على أقنعة من الحديد، تسمح السبيكة للأنبوب بالعمل عند درجة حرارة أعلى دون تشويه الصورة وتسمح درجات الحرارة الأعلى بصور أكثر إشراقاً كما تمت إضافة عناصر أرضية نادرة إلى طلاء الفوسفور داخل الأنبوب لتحسين السطوع.
يتم إطلاق الإلكترونات الخاصة بإظهار الصورة بواسطة ثلاثة مدافع إلكترونية أنبوبية معدنية مثبتة في العنق أو الطرف الضيق لأنبوب الصورة، وبعد وضع الأنابيب الإلكترونية داخل الأنبوب يتم تفريغ أنبوب الصورة إلى شبه فراغ حتى لا يتداخل الهواء مع حركة الإلكترونات ويوجد مرشح اختيار اللون مع (200000) ثقب خلف شاشة التلفاز مباشرة، ويتم تشكيل الثقوب بدقة لمحاذاة الألوان المنبعثة من ثلاثة حزم إلكترونية.
3. نظام الصوت:
يحتوي الغلاف على أماكن لتركيب السماعات والأسلاك وأجزاء أخرى من نظام الصوت وعادةً ما يتم تصنيع مكبرات الصوت من قبل جهة تصنيع متخصصة وفقاً لمواصفات الشركة المصنعة للتلفاز لذلك يتم تجميعها في المجموعة كمكونات أو مجموعة فرعية، يتم تجميع أدوات التحكم في الصوت الإلكترونية والدوائر المتكاملة في لوحات في المجموعة أثناء انتقالها على طول خط التجميع.
4. أجزاء إلكترونية:
عندما يتم تجميع أنبوب الصورة ومكبرات الصوت والمرفقات في المجموعة تتم إضافة عناصر إلكترونية أخرى إلى الجزء الخلفي من المجموعة، ويتم تجهيز الهوائيات ومقابس الكابلات ومقابس الإدخال والإخراج الأخرى والإلكترونيات لاستقبال إشارات التحكم عن بعد والأجهزة الأخرى بواسطة مقاولين متخصصين أو كمجموعات فرعية أخرى ثم يتم تثبيتها في المجموعة ويتم إغلاق السكن.
أهمية التلفاز:
- وسائل الترفيه.
- اكتساب المعلومات.
- قيمة التعليم.
- التواصل مع الناس.
- للإعلانات.
- الصحة العقلية.
- توفير المال.
- تخفيف التوتر.
- الحصول على الإلهام.