أماكن هبوط الطائرات

اقرأ في هذا المقال


يعتبر هبوط الطائرة الجزء الأصعب في أي رحلة، بغض النظر عن ظروف الهبوط، في معظم الأوقات، تهبط الطائرات في مطار على مدرج صلب (runway) عادة ما يكون مصنوعًا من الأسفلت والخرسانة، كما قد تحتوي المطارات الأصغر على مدارج أو ممرات هبوط مبنية من الحصى أو التراب أو العشب، أيضًا تستخدم بعض الطائرات طوافات أو عوامات للهبوط على الماء والبعض الآخر يستخدم الزلاجات للهبوط على الجليد والثلج.

من ماذا تصنع مدارج الطائرات

بالنسبة للغالبية العظمى من الطيارين ستحدث عمليات الهبوط دائمًا على المدرج، سواء كانوا مسافرين تجاريين إلى مطار دولي، أو أرادوا الهبوط بطائرتهم الشخصية في مطار محلي صغير، حيث أنه تم تصميم المدارج خصيصًا للتعامل مع عمليات إقلاع وهبوط الطائرات المختلفة، وهي سطح الهبوط المفضل، وهي الوحيدة التي يستخدمها معظم الطيارين على الإطلاق.

إذن ما هي صناعة المدارج حقًا؟ هل هي فقط مثل الطريق العادي الذي تقود فيه، أم أنها مزودة بمواصفات خاصة؟ في معظم المطارات الرئيسية، يتم بناء المدارج من الخرسانة أو الأسفلت أو مزيج من الاثنين، حيث أن سطح المدرج هذا مقوى بشكل كبير بطبقة من حديد التسليح أو الأسلاك الملحومة، وهذا السطح الصلب مبني فوق طبقة سميكة من الحجر الأساسي الخشن.

كما يجب أن تكون سماكة السطح الخرساني أو الإسفلتي الفعلي للطائرات على الأقل (11 إلى 13) بوصة للطائرات الأصغر وسماكة (17 إلى 20) بوصة للطائرات الأكبر، كما يمكن جعل مدارج المطارات الصغيرة التي قد تطير بها الطائرات الشخصية صغيرة الحجم من وإلى المطار بمتطلبات أقل صرامة ومواصفات أقل.

وفي بعض الحالات، اعتمادًا على مدى بُعد المطار وأنواع الطائرات التي سيخدمها، يمكن بناء المدارج بشيء بسيط مثل الحصى أو العشب أو حتى مجرد التراب، على أي حال، فإن المفتاح أو الأساس هو وجود سطح طويل ومسطح وسلس بما يكفي للطائرات للقيام بهبوط متسق بأمان، وفي جميع المطارات تقريبًا يتم المساعدة على الهبوط بشكل كبير من خلال إضافة إضاءة المطارات والمدارج.

هذا لأنه دون هذه الأضواء، سيكون من المستحيل تقريبًا على الطيارين رؤية المكان الذي يطيرون فيه ليلا والوصول بأمان إلى المدرج والهبوط بسلام، حتى في المطارات البعيدة التي بها مدارج من العشب أو الحصى، فإن هذه الإضاءة ضرورية وتساعد على ضمان السلامة والاتساق بين الرحلات الجوية.

هل تحتاج المدارج إلى صيانة

المدارج، تمامًا مثل الطرق التي نقود فيها سياراتنا كل يوم، تحتاج إلى الصيانة وإعادة الهيكلة في بعض الأحيان، حيث أن هذا إجباري بشكل خاص مع مدارج الأسفلت التي يوجد فيها حركة طائرات كثيفة وتخضع لظروف جوية مختلفة، والمدارج التي يجب أن تمر عبر جميع الفصول الأربعة ستتدهور بشكل طبيعي أسرع بكثير من المدارج الأخرى وستتطلب إعادة طلاء الطبقة العلوية كل بضع سنوات.

بالنسبة إلى المدارج في المطارات الأقل ازدحامًا أو التي لا يتعين عليها الخضوع لدرجة حرارة وظروف مناخية قاسية على مدار العام، قد يلزم إجراء إعادة التسطيح فقط كل 10 إلى 12 عامًا أو نحو ذلك، حيث يعتمد الأمر حقًا على نوع الطائرات المستخدمة ووزنها والسطح الفعلي للمدرج وحركة المطار والطقس الذي تمر به المدارج عامًا بعد عام.

تحتاج الممرات إلى استبدال كامل إذا كان هناك ضرر كافٍ أو اهتراء مع مرور الوقت، وإذا لم تتم معالجتها يمكن أن يكون أحد الأسباب لتعرض الطائرة لهبوط سيئ، أو إذا لم يعمل جهاز الهبوط بشكل صحيح وألحقت الطائرة أضرارًا جسيمة بالمدرج عند الهبوط، يتم استبدال المدرج بالكامل، وهذا مشروع رئيسي يمكن أن يكلف ملايين الدولارات ويتوقف عن الخدمة لأسابيع أو حتى أشهر.

هذا هو السبب في أنه من الأهمية أن تتم صيانة المدارج جيدًا  واولًا بأول بحيث لا تستطيع المطارات المزدحمة حول العالم إلى الاستغناء عن المدارج لمدة طويلة حتى يتم استبدالها بالكامل.

هل تستطيع الطائرات الهبوط على الماء

في حالات الطوارئ في أسوأ السيناريوهات، يمكن لأي طائرة من الناحية الفنية محاولة الهبوط على الماء إذا لم يكن هناك مكان آخر للهبوط، لكن معظم الطائرات ليست مصممة للقيام، بذلك وغالبًا ما تكون مناورة صعبة للغاية، ومع ذلك، فإن بعض الطائرات مصممة للقيام بذلك بالضبط، حيث يشار إلى هذه الأنواع من الطائرات في الغالب باسم الطائرات البحرية أو الطائرات العائمة، وتصميمها المتخصص يجعلها قادرة على العمل فقط من المسطحات المائية.

وتستخدم هذه الأنواع من الطائرات جسمها للهبوط على الماء (والإقلاع منه)، مثل القارب الطائر أو يكون لديها عوامات كبيرة أو طوافات مثبتة على معدات الهبوط بدلاً من العجلات والإطارات العادية التي قد نجدها في معظم الطائرات، وإن قدرتها على الطفو على سطح الماء تجعلها مثالية للمناطق والبلدان في العالم التي تحيط بها المياه مثل الساحل والمدن الساحلية الأصغر حيث لا توجد أي مدارج.

كما قلنا إن الطيران بالطائرة ليس شيئًا نعتبره سهلاً أبدًا، بغض النظر عن مدى خبرة الطيار ومدى تقدم الطائرات الحديثة، لكن عند سؤال أي طيار، عما هو أصعب جزء في رحلة الطيران سيجيب الهبوط، خصوصًا على الماء والثلج وغيرها من الظروف الغير اعتيادية الخارجة عن المألوف.

هل تستطيع الطائرات الهبوط على الثلج والجليد

تمامًا كما ذكرنا أعلاه في المثال المائي، يمكن محاولة هبوط طائرة على مساحة كبيرة من الثلج أو الجليد في حالة الطوارئ، ولكن بالنسبة لمعظم الطائرات المصممة فقط للهبوط على مدارج عادية، فمن المحتمل ألا تسير على ما يرام في النهاية، ومع ذلك فإن بعض الطائرات مصممة بالفعل للعمل على الجليد والثلج ومثلما ورد أعلاه، يتعلق الأمر بالفعل بجهاز الهبوط الذي تم تجهيز الطائرة به.

لتهبط الطائرات بأمان وثبات على الثلج والجليد، يجب أن تتكون معدات الهبوط من زلاجات كبيرة جدًا بدلاً من العجلات والإطارات، حيث تم تصميم الزلاجات، على غرار الزلاجات التي يتم الذهاب بها إلى التزلج على جبل ما ولكنها أكبر بكثير، وللسماح للطائرة بالانزلاق على طول الجزء العلوي من الثلج والجليد، يسمح جهاز الهبوط الخاص بالطائرة بالهبوط السلس ويجعل من الممكن الطيران في المناطق المتجمدة من العالم حيث لا تستطيع الطائرات الأخرى المغامرة.

أماكن هبوط الطائرات في المناطق النائية

آخر نوع رئيسي من الطائرات سنلقي نظرة عليه في هذه المقالة هو الطائرات المتخصصة والمصممة للهبوط إلى حد كبير في أي مكان، حيث تُعرف هذه الطائرات باسم طائرات الأدغال، وقد صُممت لتكون قادرة على السفر إلى أبعد المناطق في العالم والهبوط، حيث لا يمكن لطائرات أخرى أن تهبط، وتتطلب هذه طائرات عادة تدريب طيار متخصص لتلك الأماكن مع بعض التعديلات الأخرى على الطائرة لجعل العملية ممكنة.

عادةً ما تكون هذه الطائرات مزودة بهيكل سفلي مُعزز، وتكوينات أجنحة عالية لتجنب الشجيرات والأشجار على الأرض، وبالطبع معدات الهبوط المتخصصة، غالبًا ما تحتوي هذه الطائرات على إطارات كبيرة جدًا بحيث يمكن استخدامها على أنواع مختلفة من التضاريس، ولكن يمكن أيضًا تجهيزها بعوامات أو زلاجات مماثلة لأنواع الطائرات الأخرى التي ناقشناها بالفعل أعلاه، اعتمادًا على ما ستهبط عليه.

وإذا كان ينوي الطيار يومًا ما أن يطير في منطقة نائية جدًا غير متطورة ولا يوجد بها مدرج حقيقي أو أي منطقة هبوط فعلية، فسيحتاج على الأرجح إلى طائرة مخصصة لذلك، بالإضافة للكثير من الخبرة.


شارك المقالة: