متحف الآثار الوطني في البانيا

اقرأ في هذا المقال


يتم تقديم المتاحف إلينا اليوم على أنها مساحات تعليمية غير رسمية، والتي تساعد في عملية اكتساب المعرفة وتعليم الأجيال، وهي عملية طويلة حيث يكتسب الأفراد المواقف والقيم والمهارات والمعرفة من التجربة اليومية. كما يمكن أن تزود الزيارة الواحدة للمتحف الزوار بمزيد من المعلومات التفصيلية حول موضوع معين، وقد تتيح بيئة المتحف للزائر إنشاء تجاربه الفريدة واختيار المعلومات التي يهتم بها.

ما لا تعرفه عن متحف الآثار الوطني

تم تصميم مبنى المتحف الأثري من قبل المهندس المعماري الإيطالي (G. Bosio)، وذلك في عام 1939-1941 للميلاد، وفي ذلك الوقت كانت “كاسا ديلا جيوفينتو ليتوريا ألبانيز” (G.L.A)، وهي اليوم مقر إدارة جامعة تيرانا والمتحف الأثري، وهذا المتحف هو أول متحف تم إنشاؤه بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تم تدمير آخر المتاحف خلال هذه الحرب.

إلى جانب ذلك فقد تم افتتاحه في الأول من شهر نوفمبر لعام 1948 للميلاد كمتحف أثري-اثنوجرافي واستمر على هذا النحو حتى عام 1976، وذلك عندما تم إنشاء الجناح الاثنوجرافي وتم تنظيم هذا المتحف كمتحف أثري محدد. كما يعرض المتحف الأثري الأبحاث والاكتشافات الأثرية في كامل أراضي ألبانيا.

هذا وقد تُعرض في قاعات المتحف صورًا تتعلق بالمواد المعروضة في كل فترة، بالإضافة إلى خريطتين: أحدهما يمثل المواقع الأثرية التي حفرها علماء الآثار في سنوات من الفترات الأولى إلى فترة ما قبل الغزو التركي، بينما تمثل الخريطة الأخرى امتدادًا القبائل في العصور القديمة.

موقع المتحف الأثري الوطني

يقع المتحف الأثري الوطني في ساحة الأم تيريزا، حيث كان أول متحف يتم افتتاحه في ألبانيا بعد الحرب العالمية الثانية، كما تم افتتاح القسم الاثنوجرافي في عام 1948 كمتحف أثري واثنوجرافي، وتم نقله لاحقًا في عام 1976. يقع المتحف في نفس مبنى معهد الآثار التابع لأكاديمية العلوم، ويضم معروضات من عصور ما قبل التاريخ وعبر العصور التاريخية إلى العصور الوسطى.

كما ويعد هذا المتحف من أهم المتاحف في البلاد؛ نظراً لكونه يحتوي على بعض من أشهر كنوز الآثار الألبانية، هذا وقد تم تنظيم المتحف وفقًا للترتيب الموضوعي والزمني، مع وجود أكثر من 2100 قطعة يتم توزيعها بعناية في خمس قاعات كبيرة، كما ويسمح المتحف للزائر بالتعرف على الفترات التاريخية المختلفة للأراضي الألبانية والنتائج ذات الصلة التي تنتمي إلى هذه الفترات.

تأسس هذا المتحف وهو الأول من نوعه في ألبانيا، وكان يقف في بداياته جنبًا إلى جنب مع الجناح الاثنوجرافي، ومع الزيادة الهائلة في عدد القطع فقد كان على المتحف أن ينتقل إلى مبناه الحالي في عام 1958، وهنا تم تخصيص مساحة المتحف فقط لإسكان وعرض القطع الأثرية.

مقتنيات المتحف الأثري الوطني

يحتوي جناح ما قبل التاريخ مع قاعتين مخصصتين لهذه الفترة بالذات على مواد حجرية مصنوعة من الصوان تشهد على النشاط البشري الذي يعود إلى 160 ألف سنة قبل المسيح (العصر الحجري القديم) حتى 7000-1000 قبل الميلاد (العصر الحجري الوسيط).

وبالانتقال إلى العصر الحجري الحديث (6000-4000 قبل الميلاد) فقد أصبحت الأهمية المتزايدة للزراعة والثروة الحيوانية في الحياة اليومية واضحة، كما تشتهر هذه الفترة بسيراميكها واستخدام مواد مثل الفؤوس أو المطارق المصنوعة من الخشب المصقول. بالانتقال خلال العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي والعصر الحديدي بالترتيب التسلسلي فقد يلاحظ الزائر من خلال العناصر المعروضة التقدم الملحوظ في تقنيات صنع الأسلحة وأدوات العمل الأخرى.

في القاعتين الثالثة والرابعة بالمتحف المخصصة للعصر القديم وحتى فترة العصور القديمة المتأخرة سيشاهد الزائر العديد من الأشياء المثيرة للاهتمام التي تظهر تطور المراكز المدنية الإليرية. بعض الأشياء الأكثر تميزًا في هذا الجناح هي أسلحة متنوعة بما في ذلك الخوذات والدروع والرماح والسيوف ومن بين أشياء أخرى تأتي من مدن مختلفة في هذه الفترة الزمنية.

من التماثيل الفخارية والمجوهرات والمنتجات الزجاجية إلى المجموعة الغنية من المنحوتات بالإضافة إلى صور الأباطرة الرومان والشخصيات البارزة الأخرى في ذلك الوقت فقد تقدم هذه الغرف التاريخ الأكثر قابلية للفهم بسهولة للثقافة الإليرية الموجودة هناك.

وستكون المحطة الأخيرة في رحلة الزائر هي الغرفة التي تحتوي على أشياء تتعلق بفترات العصور القديمة المتأخرة والعصور الوسطى. هنا سيتمكن الزائر من اكتشاف الآثار الأولى المحددة للديانة المسيحية في العمارة وحتى في الحياة اليومية، حيث تمثل الفسيفساء وشواهد القبور والمنحوتات المعمارية بعضًا من أهم الأشياء التي تنتمي إلى هذه الفترة الزمنية.

المصدر: عبد الفتاح مصطفى غنيمة-كتاب المتاحف والمعارض والقصوركتاب "الموجز فى علم الأثار" للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب تحف مختارة من المتاحف الأثرية للمؤلف للمؤلف أحمد عبد الرزاق وهبة يوسفكتاب"علم الآثار بين النظرية والتطبيق" للمؤلف عاصم محمد رز


شارك المقالة: