محمية الحياة البرية الوطنية في القطب الشمالي

اقرأ في هذا المقال


ما هي محمية الحياة البرية الوطنية في القطب الشمالي؟

هي ملجأ وطني للحياة البرية في شمال شرق ألاسكا في الولايات المتحدة، وتتكون من 19286722 فدانًا (78،050.59 كيلومترًا مربعًا) في منطقة ألاسكا الشمالية المنحدرة، فإنها أكبر ملجأ وطني للحياة البرية في البلاد، وهي أكبر قليلاً من محمية يوكون دلتا الوطنية للحياة البرية.

كما تدار الملجأ من مكاتب في فيربانكس، حيث تضم (ANWR) مجموعة كبيرة ومتنوعة من أنواع النباتات والحيوانات، مثل الدببة القطبية والدببة الرمادية والدببة السوداء والموظ والوعل والذئاب والنسور والوشق ولفيرين والدجاج والقندس والطيور المهاجرة التي تعتمد على الملجأ.

أهم الحقائق عن محمية الحياة البرية الوطنية في القطب الشمالي:

القطب الشمالي هو في الغالب محيط محاط بالأرض، والقطب الشمالي مغطى بالمياه نسبيًا ومعظمه متجمد، حيث تشكل الأنهار الجليدية والجبال الجليدية في القطب الشمالي حوالي 10٪ من مساحة اليابسة على الأرض، وتأتي معظم المياه المالحة السائلة في القطب الشمالي من حوض المحيط المتجمد الشمالي.

كما تتجمد بعض أجزاء سطح المحيط طوال العام أو معظمه، حيث تشتهر منطقة القطب الشمالي بشكل أساسي بالجليد البحري المحيط بالمنطقة، ويتعرض القطب الشمالي للإشعاع الشمسي الشديد، فخلال أشهر الشتاء في نصف الكرة الشمالي تشهد القطب الشمالي البرد والظلام، ممَّا يجعلها واحدة من الأماكن الفريدة على وجه الأرض، كما تقع أكبر بحيرات جبال الألب في أمريكا الشمالية (بيترز وشريدر) داخل الملجأ، و(ANWR) هو ما يقرب من حجم ولاية كارولينا الجنوبية.

يدعم الملجأ مجموعة متنوعة من الحياة النباتية والحيوانية أكثر من أي منطقة محمية أخرى في الدائرة القطبية الشمالية، وإن سلسلة متصلة من ستة مناطق بيئية مختلفة تمتد حوالي 200 ميل (300 كم) من الشمال إلى الجنوب، وعلى طول الساحل الشمالي للملجأ توفر الجزر الحاجزة والبحيرات الساحلية والمستنقعات المالحة ودلتا الأنهار في التندرا الساحلية القطبية الشمالية موطنًا للطيور المائية المهاجرة بما في ذلك البط البحري والإوز والبجع والطيور الساحلية.

كما تم العثور على الأسماك مثل دوللي فاردن وسيسكو القطب الشمالي في المياه القريبة من الشاطئ، حيث يتم استخدام الأراضي الساحلية والجليد البحري من قبل الوعل بحثًا عن الراحة من الحشرات القارضة خلال فصل الصيف، ومن قبل الدببة القطبية التي تصطاد الفقمة وتلد في أوكار الثلج خلال فصل الشتاء.

يمتد السهل الساحلي في القطب الشمالي جنوباً من الساحل إلى سفوح سلسلة جبال بروكس، وهذه المنطقة من التلال المتدحرجة والبحيرات الصغيرة والأنهار المتدفقة شمالًا يهيمن عليها نباتات التندرا التي تتكون من شجيرات منخفضة ورواسب وطحالب، حيث يسافر كاريبو إلى السهل الساحلي خلال شهري يونيو ويوليو للولادة وتربية صغارهم، كما تزدهر الطيور والحشرات المهاجرة هنا خلال صيف القطب الشمالي القصير، وعشرات الآلاف من أوز الثلج تتوقف هنا خلال شهر سبتمبر لتتغذى قبل أن تهاجر جنوباً، ويعيش ثعبان المسك هنا على مدار العام.

جنوب السهل الساحلي ترتفع جبال سلسلة بروكس الشرقية إلى ما يقرب من 9000 قدم (2700 م)، فيمثل هذا الامتداد الشمالي لجبال روكي الانقسام القاري، حيث تصب الأنهار المتدفقة شمالًا في المحيط المتجمد الشمالي والأنهار المتدفقة جنوباً التي تنضم إلى نهر يوكون العظيم، وتتشكل الجبال الوعرة في سلسلة جبال بروكس من خلال وديان الأنهار العميقة، ممَّا يخلق مجموعة من الارتفاعات والجوانب التي تدعم مجموعة متنوعة من نباتات التندرا المنخفضة والشجيرات الكثيفة والبساتين النادرة من أشجار الحور على الجانب الشمالي والتنوب في الجنوب.

وخلال فصل الصيف تبني الصقور الشاهين والصقور الصغيرة والنسور الذهبية أعشاشًا على المنحدرات، حيث يُرى البط المهرج والمرجان ذو الصدور الحمراء على الأنهار المتدفقة بسرعة، وتنشط ذئاب التندرا القطبية الشمالية والقطب الشمالي في ألاسكا طوال العام، بينما تُرى الدببة الرمادية والسناجب الأرضية في القطب الشمالي كثيرًا خلال الصيف، ولكنها تدخل في السبات الشتوي.

يقع الجزء الجنوبي من ملجأ القطب الشمالي داخل منطقة التايغا المنخفضة الداخلية في ألاسكا-يوكون (غابة شمالية)، وبدءًا من التندرا التي لا تحتوي على أشجار في الغالب مع جزر متناثرة من أشجار التنوب الأسود والأبيض تصبح الغابة أكثر كثافة بشكل تدريجي، حيث تنخفض التلال إلى المسطحات الشاسعة شمال نهر يوكون.

كما تؤدي حرائق الغابات المتكررة التي يشعلها البرق إلى فسيفساء معقدة من غابات البتولا والحور الرجراج والتنوب من مختلف الأعمار، حيث تخلق الأراضي الرطبة والأنهار المتدفقة جنوبًا فتحات في مظلة الغابة، وتتكاثر الطيور المهاجرة المدارية الجديدة هنا في فصلي الربيع والصيف، وتجذبها وفرة الطعام وتنوع الموائل.

كما يسافر كاريبو هنا من أقصى الشمال لقضاء فصل الشتاء، ويشمل سكان الغابة الشمالية الآخرين على مدار العام، الثعالب القطبية، القنادس، الوشق الكندي، الخزان، الثعالب الحمراء، ثعالب الماء، النيص، المسك، الدببة السوداء، وفي كل عام تعشش الآلاف من الطيور المائية والطيور الأخرى وتتكاثر في المناطق المحيطة بخليج برودهو وحقول كوبارك، كما يهاجر قطيع الوعل الصحي والمتزايد عبر هذه المناطق للولادة والبحث عن الراحة من الآفات المزعجة.

ويلاحظ العلماء أن مستويات سطح البحر ترتفع بمعدلات متزايدة، حيث ترتفع مستويات سطح البحر بسبب ذوبان القمم الجليدية القطبية بوتيرة سريعة، وتبدأ هذه العملية في منطقة القطب الشمالي وتحديداً في ألاسكا، فأوضح باحثون في جامعة أكسفورد أن ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الأنهار الجليدية وذوبان الجليد السرمدي وارتفاع مستوى سطح البحر كلها مؤشرات على ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي.

وضعف الجليد البحري وانخفض، حيث يحدث التخفيف بسبب الشمس التي تذوب الجليد بوتيرة أعلى، وهذا يدعم مفهوم كيف أن منطقة القطب الشمالي هي أول منطقة تتأثر بتغير المناخ، فيميل جليد (Shorefast) إلى التكون لاحقًا في الخريف، وفي سبتمبر 2007 كان تركيز الجليد البحري في المحيط المتجمد الشمالي أقل بكثير ممَّا تم تسجيله من قبل، وعلى الرغم من أن إجمالي مساحة الجليد التي تراكمت في السنوات الأخيرة، فقد استمرت كمية الجليد في الانخفاض بسبب هذا التخفيف.

ويحدث تغير المناخ بشكل أسرع وأكثر حدة في القطب الشمالي مقارنة ببقية العالم، ووفقًا لوكالة ناسا، فإن القطب الشمالي هو المكان الأول الذي سيتأثر بتغير المناخ العالمي، وذلك لأن الجليد والثلج اللامع يعكسان نسبة عالية من طاقة الشمس في الفضاء، حيث يفقد القطب الشمالي الثلج والجليد تدريجيًا، وتمتص الصخور العارية والمياه المزيد من طاقة الشمس، ممَّا يجعل القطب الشمالي أكثر دفئًا، فإن هذه الظاهرة تُسمَّى تأثير البياض.

كما أن هذه المنطقة من أجل التنقيب المحتمل عن النفط في المستقبل على السهول الساحلية للمحمية الوطنية للحياة البرية في القطب الشمالي، تشمل الكثير من أراضي ولادة حيوان الوعل النيص، وتم تسمية قطعان الوعل المهاجرة على اسم مناطق الولادة، وفي هذه الحالة نهر بوركوباين الذي يمر عبر جزء كبير من نطاق قطيع النيص.

المصدر: علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعي/2011.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علي أحمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.محمد صبري محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.


شارك المقالة: