دور العلاج الوظيفي في تعليم المرضى

اقرأ في هذا المقال


الاعتبارات السريرية في تعليم المرضى:

قبل كل تدخل تعليمي، يتخذ المعالجون المهنيون قرارات مدروسة بشأن طرق التدريس المناسبة وقد تستند هذه القرارات على خصائص المتعلم والمدة المتوقعة للتدخل ونتائج التعلم المرغوبة (مهمة محددة مقابل استراتيجية عامة) وتوقعات النقل والتعميم.

خصائص المتعلم:

يتم تحديد إمكانات التعلم لدى المريض من خلال العديد من العوامل والمتغيرات التي تؤثر على الحالة المعرفية وتعرف بأنها مساهمات حاسمة في إمكانات التعلم. يجب التذكر أن هذه الاعتبارات تنطبق على مقدمي الرعاية الأسريين وكذلك المرضى حيث تعد معرفة القراءة والكتابة أحد الأبعاد المهمة للتأثير الاجتماعي والثقافي التجريبي على التعلم، مع العديد من الآثار المتعلقة بأساليب التدريس ). اقترح العلماء أن يحاول المعالجون المهنيون الإجابة على أربعة أسئلة تتعلق بقدرات تعلم المرضى أثناء تقييمهم التقليدي. تشمل هذه الأسئلة ما يلي:

  • ما هي أنماط الإدخال (على سبيل المثال، البصرية والسمعية واللمسية) التي يمكن لهذا المريض معالجتها بسهولة أكبر؟
  • ما هي مناهج المهام (المخرجات أو السلوكيات) التي لا تزال متاحة لهذا المريض؟
  • ما هي المهام التي تظل ذات مغزى أو التي من المرجح أن تسهل التعلم لهذا المريض؟
  • ما مدى قدرة هذا المريض على نقل التعلم، أي تطبيق مهارات محددة على مجموعة متنوعة من المهام في ظل ظروف متنوعة؟

المدة المتوقعة للعلاج:

كما يأخذ المعالجون المهنيون في الاعتبار عدد جلسات التدريس المحتمل توفرها وفقًا لما تمليه المدة المتوقعة للإقامة في المستشفى أو مركز إعادة التأهيل أو مرفق التمريض، التغطية التأمينية لخدمات إعادة التأهيل، يجب معرفة حدة الحالة الطبية وإمكانات التعلم لدى المريض. حيث يختار الطبيب أهداف التعلم بناءً على هذا الوعي بالقيود المفروضة على التدريس ثم يتضمن تخطيط الخروج توصيات لمواصلة وتوسيع نطاق التعلم الذي بدأ في العلاج.

مراحل التعلم:

وصفت الدراسات ثلاث مراحل متتالية من التعلم أو اكتساب المهارات الحركية: الإدراكية والترابطية والاستقلالية. حيث تتطلب كل مرحلة أنواعًا مختلفة من موارد الانتباه، وخلال المرحلة المعرفية، يحاول المريض فهم متطلبات المهمة. كما يستخدم المريض التحكم الواعي لاكتساب المهارة أو الإستراتيجية الجديدة: التفكير في الخطوات أو نطقها والاهتمام بالتعليقات البصرية واللفظية من المعالج وتحديد الإشارات التي يجب الانتباه إليها.
وفي المرحلة الترابطية، يكون المريض قادرًا على أداء المهمة بشكل عام ولكنه يبدأ الآن في إجراء تحسينات في الأداء كما يعتمد المتعلم بشكل أقل على الرؤية والتغذية اللفظية ويبدأ في استخدام آليات التغذية الراجعة الداخلية. وخلال هذه المرحلة، تكتسب الممارسة أهمية قصوى. وخلال مرحلة الحكم الذاتي، تصبح المهارة أو الاستراتيجية الجديدة تلقائية أو معتادة بشكل متزايد. حيث يمكن للمريض أداء معظم المهارة أو الإستراتيجية بدقة دون التفكير فيها كما أنه أقل عرضة للتدخل من الأنشطة الأخرى أو إلهاء البيئة.

مخرجات التعلم المرغوبة:

أخصائيو العلاج المهني لديهم مجموعة متنوعة من احتياجات التعلم. كما يحدد المعالجون عن عمد نقطة نهاية التعلم الخاصة بالمريض لأنها تملي طرق التدريس وطول العلاج وتوقعات النقل والتعميم.

  • المهارات الخاصة بالمهام ونقل التدريب: بعد السكتة الدماغية، يتلقى العديد من المرضى خدمات العلاج المهني لتعلم مهارات خاصة بالمهام مثل كيفية ارتداء ملابس أنفسهم باستخدام يد واحدة فقط. على سبيل المثال، قد تتعلم المريضة التي تتلقى علاجًا منزليًا تقنيات محددة لارتداء معطفها المنزلي والنعال (ملابسها المعتادة) على جانب سريرها الذي يرتكز على سجادة متعرجة.
    التدريس في هذه الحالة (في البيئة والسياق الذي سيتم استخدام المهارة فيه) هو مهمة محددة حيث يتم تضمين عملية التعلم في بيئة الأداء، حيث تصبح البيئة والأشياء إشارات. كما لا يتوقع المعالج أن يقوم المريض بتطبيق المهارات المكتسبة في هذا التسلسل على المهام الجديدة وبالتالي يتم تقليل وقت التدريب. يخطط المعالج أنه مع التكرار المستمر سيتم تنفيذ الروتين تلقائيًا.
    ومع ذلك، فإن تدخل العلاج المهني، مثل تدريب أنشطة الحياة اليومية، يبدأ غالبًا أثناء دخول المريض إلى المستشفى. حيث يتعلم المرضى تقنيات خلع الملابس بيد واحدة من أسرة المستشفيات في غرف مختلفة تمامًا عن تلك الموجودة في منازلهم من أجل التدخل لتحسين مستوى استقلالية المريض بعد الخروج، كما يجب أن يتدرب المعالج على النقل أي أن المعالجين يستخدمون تقنيات تعليمية تعمل على تحسين فرص المرضى في أن يكونوا قادرين على تطبيق مهارات ارتداء الملابس الخاصة بالمهام التي تم تعلمها في المستشفى عند عودتهم إلى المنزل.
    يشير نقل التعلم إلى قدرة الشخص على تنفيذ نفس المهمة في بيئة مختلفة. وفقًا للدراسات فإن النقل ليس ظاهرة كل شيء أو لا شيء حيث وصفت ثلاثة مستويات من النقل – القريب والمتوسط والبعيد – بناءً على عدد الاختلافات في خصائص السطح بين بيئات التعلم والحياة الواقعية.
    بشكل عام، يتطلب النقل القريب من الشخص تطبيق نفس المهارة في ظروف متشابهة جدًا، بينما يشير النقل البعيد إلى اختلافات أكبر في بيئة التطبيق كما يرتبط النقل بأوجه التشابه الحسي للمهام وليس التشابه في المبادئ الأساسية لذلك، فإن النقل يضع حدًا أدنى من المتطلبات على قدرات المعالجة المركزية ويتطلب وقت تدريب أقل من تعميم الاستراتيجيات التي تم تعلمها حديثًا.
  • استراتيجيات التعلم وتعميمه: في حين أن اكتساب المهارات الخاصة بالمهام يتضمن تعلم التسلسلات السلوكية المستهدفة، فإن اكتساب الاستراتيجيات يستلزم تعلم قواعد أو مبادئ يمكن تطبيقها على نطاق واسع. على سبيل المثال، يتوقع العديد من المعالجين أن يتعلم الأشخاص المصابون بالسكتة الدماغية هذه الإستراتيجية العامة: تلبيس الجانب الضعيف أولاً.
    حيث تُمكِّن هذه القاعدة أو المبدأ المرضى من ارتداء قمصان وبلوزات وقمصان وسراويل قصيرة وملابس خارجية ولكنها تفترض تعميم التعلم. يحدث التعميم عندما يكون الشخص قادرًا على تطبيق الإستراتيجية المكتسبة حديثًا على مهمة جديدة في بيئة جديدة.
    على سبيل المثال، يمكن للمريض الذي يظهر قدرته على ارتداء الملابس بيد واحدة في المستشفى أن يستخدم نفس الاستراتيجيات لوضع معطف واقي من المطر في المنزل. حيث أن التعميم، كما هو محدد هنا يعتمد على التجريد الذهني للمتعلم للمبدأ ويستند إلى أوجه التشابه المفاهيمية بين مهمة التعلم والبيئة والتطبيق الواقعي حيث يفرض تعميم التعلم متطلبات أكبر على قدرات معالجة المرضى.

تعليم وتدريب مقدمي الرعاية:

تستمر فترات الإقامة في المستشفى المتناقصة باستمرار في زيادة متطلبات ومسؤوليات مقدمي الرعاية الأسريين. كما يمكن أن يساهم المعالجون المهنيون وغيرهم من المتخصصين في إعادة التأهيل في تحسين جودة حياة المرضى من خلال توفير التعليم والتدريب متعدد الأبعاد لمقدمي الرعاية.
فيما يلي بعض الاعتبارات والاستراتيجيات الهامة:

  • يجب الاعتراف بالدور المحوري الذي يلعبه مقدمو الرعاية الأسرية في التعافي وجودة الحياة للمريض. حيث يجب التأكد من أن خطة تدخل العلاج المهني تتضمن أهدافًا واستراتيجيات وجداول زمنية محددة لتدريب مقدمي الرعاية.
  • يجب تقدير المطالب المعقدة التي تقع على عاتق الأشخاص عندما يتولون أدوار مقدم الرعاية. حيث يجب التذكر أن مقدمي الرعاية الأسريين عادة ما يتعين عليهم التوفيق بين احتياجات أفراد الأسرة الآخرين ووظائفهم وأنشطتهم الخاصة بالإضافة إلى مسؤوليات تقديم الرعاية، يجب ضبط طرق التدريس الخاصة مع مراعاة هذه المطالب والمشتتات لدى مقدمي الرعاية وتوقع أنه من الممكن الحاجة إلى تكرار المعلومات والتعليمات أكثر من مرة.
  • يجب التعاطف مع العبء العاطفي الذي غالبًا ما يتحمله مقدمو الرعاية الأسرية. حيث نقدر أنهم يحملون مجموعة من المخاوف بشأن حالة أحبائهم وجودة الرعاية التي يتلقاها من يحبونهم وما يخبئه المستقبل من حيث مسؤولياتهم في تقديم الرعاية. يجب الحرص على تنظيم الجهود التعليمية والتدريبية لمعالجة هذه المخاوف.
  • يجب القيام بدمج تعليم وتدريب مقدمي الرعاية في التدخلات من اليوم الأول من خلال توضيح كيفية المشاركة في تقديم الرعاية لأفراد الأسرة. حيث يطلب من أفراد الأسرة حضور جلسات العلاج وإدراجهم كمشاركين نشطين. وإظهار لهم كيف يمكنهم توسيع نطاق فوائد تدخل العلاج المهني، على سبيل المثال، التحفيز والمساعدة في أنشطة الحياة اليومية أو تعزيز استخدام المعدات التكيفية.
  • في كثير من الأحيان، يكون المعالجون على دراية جيدة بالتاريخ الطبي والاجتماعي للمريض ولكن قد تكون حالة مقدم الرعاية أقل شهرة. حيث تشمل عوامل مقدم الرعاية التي تعتبر مهمة للتحقيق فيها صحة مقدم الرعاية وفهمه للمريض وحالة المريض وعندما تكون صحة مقدم الرعاية مصدر قلق فقد يحتاج مقدم الرعاية إلى التشجيع لمعالجة مخاوفهم الصحية الشخصية.
  • التعاون مع متخصصي الرعاية الصحية الآخرين للتأكد من أن تعليم وتدريب مقدمي الرعاية متعدد الأوجه ومستمر. حيث يجب تقدير أن أداء الأسرة الحالي وقبل المرضي هو مؤشر مهم لتوتر مقدم الرعاية والتكيف،يجب القيام بإحالة مقدمي الرعاية وأفراد أسرهم إلى المستشارين وعلماء النفس والأخصائيين الاجتماعيين عند الضرورة.

شارك المقالة: