معلومات عن مرض الزهري
مرض الزّهري وبالإنجليزيّة ( syphilis): وهو عبارة عن أحد الأمراض المنقولة جنسيّاً وهو مرض مُعدي تُسبّبه البكتيريا الّلولبيّة الشّاحبة ينتقل عن طريق الاتّصال الجنسي بما فيه الجنس الفموي والجنس الشّرجيّ، وينتقل عن طريق التّلامس الجسدي القريب مع شخصٍ مُصاب بالمرض. الأشخاص المُصابون غالباً لا يعلمون بأنّهم مُصابين بالمرض وينقلون العدوى للأشخاص. يُصيب الرّجال والنّساء على حدّ سواء، وقد تظهر علاماته على شكل بُثور وتقرُّحات صغيرة داخل الفم أو على الأعضاء التّناسُليّة. يُعتبر التّشخيص المُبكّر للمرض ذو فائدة عظيمة بحيث يُمكن على الأعراض والحدّ من المُضاعفات الّتي قد تحدُث للأعضاء في الجسم كالقلب والدّماغ. وتجدر الإشارة إلى أنّ الإصابة بمرض الزّهري في إحدى مراحل الحياة لا تمنع الإصابة به لاحقاً وقد أشارت مراكز مُكافحة الأمراض بأنّ أكثر من 88.000 حالة مُصابة قدّ تم تسجيلها في عام 2016.
بالنّسبة للنّساء المُصابات بمرض الزُّهري يُمكن أن ينتقل للجنين وفي هذه الحالة يُسمّى بالزّهري الخِلقي أو الزّهري الولادي الّذي يُسبّب تشوّهات للجنين. ويُسبّب وفاته.
أعراض مرض الزهري
تختلف الأعراض والعلامات الّتي تظهر على المريض المُصاب بمرض الزّهري باختلاف مرحلة المرض، ويُمكن أن تتداخل المراحل ولا تظهر الأعراض دائماً بالتّرتيب ذاته. وهنا سنتعرّف عن هذه المراحل وهي :
المرحلة الأولية
وتبدأ هذه المرحلة بعد التعرُّض للبكتيريا بثلاثة إلى أربعة أسابيع تقريباً، وغالباً ما تبدأ بقُرحة تُسمّى القُرحة الزّهريّة وتظهر هذه القُرحة في الجزء الّذي انتقلت البكتيريا من خلاله إلى الجسم فقد يكون الفم أو المُسقيم أو الأعضاء التّناسُليّة، وتكون حجم القُرحة صغيرة ودائريّة الشّكل، لا يُلاحظ المُصابون هذه القُرحة لأنّها لا تُسبّب الألم وقد تكون مُختفيّة داخل المُستقيم أو المهبل، إلّا أنّها مُعدية للغاية فهي تنتقل عن طريق مُمارسة الجنس وغالباً ما تستمرّ من أسبوعين إلى ستّة أسابيع.
المرحلة الثانوية
تتشابه أعراض هذه المرحلة مع بعض الأمراض الأخرى،خلال أسابيع قليلة من التّعافي من القُرحة يظهر طفح جلدي غير مُسبّب للحكّة، وخاصّةً على باطن القدمين وراحة اليدين ولكنّ في نهاية المطاف يُغطّي هذا الطّفح الجسم كاملاً. وقد يُعاني المريض أيضاً من التّعب العام، التهاب في الحلق، الحُمّى، الصُّداع، انتفاخ في الغُدد الّليمفاويّة، نُقصان في الوزن، ألم في المفاصل، وآلام في العضلات، وقد تختفي هذه الأعراض في غُضون أسابيع، ولكنّ هذا لا يعني أنّ المريض قد شُفي تماماً من المرض فقد يكون الزّهري مسوطناً في الجسم. وتظهر العلامات وتختفي مراراً وتكراراً لمدّة سنة.
المرحلة الكامنة
إذا لم يتم علاج الزّهري فسوف تنتقل للمرحلة الكامنة، و سُميّت هذه المرحلة بهذا الإسم بسبب اختفاء العلامات والأعراض الّتي ظهرت في المرحلة الأوليّة والثانويّة وعدم ظُهور أيّ أعراض جديدة، وتستمر هذه المرحلة لسنوات عديدة قبل الدُّخول للمرحلة الثّالثة.
المرحلة الثالثة
وجدت بعض الإحصائيّات العلميّة أنّ ما يُقارب 15 – 30 % من المرضى المُصابين بالزّهري لم يتلقّوا العلاج وقد وصلوا إلى هذه المرحلة المُتأخّرة، حيث أنّها تُعدّ مرحلة خطيرة للغاية وقد تُسبّب الوفاة ومن هذه الأعراض
- التهاب السّحايا.
- تلف الأنسجة الرّخوة والعظام.
- السّكتة الدّماغيّة.
- فُقدان الذّاكرة.
- سفلس الجهاز العصبيّ.
- الاضّطرابات النّفسيّة.
- فُقدان السّمع.
- العمى.
- الوفاة.
الزهري الخلقي
يُمكن أن يتعرّض الأطفال الّذين يُولدون لنساء مُصابات بمرص الزّهري للعدوى من خلال المشيمة أو أثناء الولادة. لا يُعاني مُعظم الأطفال حديثي الولادة المُصابين بالمرض من أيّ أعراض، على الرُّغم من أنّ بعضهم يُعاني من طفح جلديّ على راحتي أيديهم وباطن أقدامهم. وقد تشمل الأعراض المُتأخّرة تشوّهات الأسنان والأنف السّرجي بحيث ينهار جسر الأنف.
علاج مرض الزهري
يتم إجراء فحص الزّهري للتّأكُّد من وجود المرض، ويتم علاج مرض الزّهري عن طريق إعطاء المُضادّ الحيوي المُناسب حسب حالة المريض ووصفة الطّبيب، ومن المُؤكّد أنّ المُضاد الحيويّ المعروف بالبنسلين (penicillin ) له فعاليّة كبيرة في علاج المرض. ويعتمد الأطبّاء إعطاء هذا المُضادّ لفترة تتناسب مع مُدّة إصابتهم. فمثلاً إذا مرّ عامين على الإصابة بالمرض فإنّ الطّبيب يقوم بحقن المريض بجُرعة واحدة من البنسلين أو يقوم بإعطائه مُضادّ حيوي لمُدّة 14 يوم عن طريق الفم في حال عدم مقدرته على أخذ جُرعة البنسلين، أمّا إذا مرّ عامين على الإصابة فإنّ الطبيب يقوم بإعطائه ثلاث حُقن من البنسلين بحيث يُعطى جُرعة واحدة كُلّ أسبوع أو يقوم بصرف مُضادّ حيوي لمُدّة 28 يوماً. أمّا في الحالات الشّديدة الّتي يكون قد وصل الزّهري فيها إلى الدّماغ يقوم الطّبيب بإعطاء حُقنة من البنسلين يوميّاً لمُدّة أسبوعين.