نظريات للتحكم في الحركة والتعلم الحركي والمرونة العصبية

اقرأ في هذا المقال


نظريات للتحكم في الحركة والتعلم الحركي والمرونة العصبية:

إن إنتاج والتحكم في حركة الإنسان هو عملية تختلف من حلقة منعكسة بسيطة إلى شبكة معقدة من الأنماط العصبية التي تتواصل عبر الجهاز العصبي المركزي والنظام العصبي المحيطي، تتطور الشبكات العصبية ومولدات الأنماط الحركية مع نمو الجنين في الرحم وتنشط قبل الولادة.

تصبح هذه الأنماط البسيطة لبنات بناء لأنماط حركية أكثر مهارة وتعقيدًا وموجهة نحو الهدف بينما يتطور الشخص طوال حياته. كما يتم تعلم الأنماط الحركية الجديدة من خلال الحركة والتفاعل مع البيئات الحسية الغنية والتجارب الصعبة التي تدفع الفرد لحل المشاكل.

الرغبات والأهداف الشخصية للفرد تشكل عملية تعلم المهارات الحركية الجديدة في جميع مراحل الحياة. في حالة وجود حالة أو تطور أو في حالة حدوث حدث يضر بالجهاز العصبي ويمنع أو يعيق انتقال المعلومات ومعالجتها وإدراكها في الجهاز العصبي المحيطي والجهاز العصبي المركزي، يصبح التحكم في الحركة غير طبيعي أو بطيء أو مجهد أو غير منسق أو ضعيف أو الحركة قد لا تنتج على الإطلاق.

الجهاز العصبي التالف قادر على إصلاح نفسه والتغيير والتكيف إلى حد ما عن طريق تجديد الأعصاب والمرونة العصبية. ومع ذلك، عندما تموت الخلايا العصبية وتصبح الوصلات العصبية غير قابلة للحياة، توجد مسارات بديلة داخل الجهاز العصبي لتحل محل العملية الطبيعية وتوفر بعض الوسائل لتحقيق هدف الحركة سواء كان ذلك هو المشي أو استخدام ذراع لتناول الطعام أو جعل تعابير الوجه.

تعتمد عملية التغيير أو الشفاء أو التعلم الحركي على العديد من العوامل بما في ذلك العناصر المتأصلة في الفرد مثل العمر ومدى تلف الأنسجة والعمليات الفسيولوجية والمعرفية الأخرى، فضلاً عن العوامل الخارجية مثل التفاعلات مع تحديات النظام الحسي والحركي والممارسة الموجهة  للمهارات الحركية الوظيفية الهادفة.

1- التحكم في الحركة:

يُعرَّف التحكم في المحرك بأنه “النقل المنتظم للنبضات العصبية من القشرة الحركية إلى الوحدات الحركية، مما يؤدي إلى تقلصات غير متناسقة في العضلات.” يصف هذا التعريف التحكم الحركي بأبسط المصطلحات كتوجيه من أعلى إلى أسفل للعمل من خلال العصب. في الواقع، تبدأ عملية التحكم في الحركة قبل تنفيذ الخطة وتنتهي بعد تقلص العضلات يجب تحديد التفاصيل الأساسية لخطة التحريك من قبل الفرد قبل التنفيذ الفعلي للخطة.

يقوم الجهاز العصبي بضبط قوة العضلات وتوقيتها ونغماتها بشكل نشط قبل أن تبدأ العضلات في الانقباض ويستمر في إجراء التعديلات طوال الحركة ويقارن أداء الحركة بالهدف والرمز العصبي (الاتجاهات) للخطة الحركية الأولية.

كما يأخذ هذا الامتداد للتعريف في الاعتبار أن الجسم يصل إلى المعلومات الحسية من البيئة ويدرك الموقف ويختار خطة الحركة التي يعتقد أنها الخطة المناسبة لتحقيق الهدف الناتج للمهمة التي يحاول الشخص إكمالها والإحداثيات هذه الخطة داخل الجهاز العصبي المركزي وأخيرًا تنفذ الخطة من خلال الخلايا العصبية الحركية في جذع الدماغ والحبل الشوكي للتواصل مع العضلات في الوضعية والأطراف، بالإضافة إلى عضلات الرأس والرقبة التي يتم توقيتها لإطلاق النار بطريقة معينة.

توفر الحركة التي يتم إنتاجها تغذية مرتدة حسية إلى الجهاز العصبي المركزي للسماح للشخص بتعديل الخطة أثناء التكوين، معرفة ما إذا كان الهدف من المهمة قد تحقق وتخزين المعلومات للأداء المستقبلي من نفس مجموعة المهام والهدف. كما يميل الأداء المتكرر لنفس خطة الحركة إلى إنشاء نمط مفضل يصبح أكثر تلقائية بطبيعته وأقل تغيرًا في الأداء. إذا تم تصميم نمط الحركة هذا وتنفيذه جيدًا، فسيتم تحديد أن الشخص قد طور مهارة، إذا كان هذا النمط غير صحيح ولا يحقق هدف الحركة بكفاءة، فإنه يعتبر غير طبيعي.

2- نظريات ونماذج التحكم في الحركة:

تم وصف السيطرة على حركة الإنسان بعدة طرق مختلفة، كما يتضمن إنتاج الحركات الانعكاسية والتلقائية والتكيفية والطوعية وأداء أنماط الحركة الفعالة والمنسقة والموجهة نحو الهدف أنظمة الجسم المتعددة (المدخلات والمخرجات والمعالجة المركزية) ومستويات متعددة داخل الجهاز العصبي. كل نموذج للتحكم في المحركات له مزايا وعيوب في قدرته على توفير صورة شاملة للسلوك الحركي.

تعمل هذه النظريات كأساس للتنبؤ بالاستجابات الحركية أثناء فحص المريض وعلاجه، فهي تساعد في شرح أداء المهارات الحركية والإمكانات والقيود والعجز، كما أنها تسمح للطبيب تحديد المشاكل في الأداء الحركي، تطوير استراتيجيات العلاج لمساعدة المرضى على معالجة مشاكل الأداء وتقييم فعالية استراتيجيات التدخل المستخدمة في العيادة.

يعد اختيار واستخدام نموذج مناسب للتحكم في المحركات أمرًا مهمًا لتحليل وعلاج المرضى الذين يعانون من اختلالات في الموقف والحركة. طالما أن البيئة ومتطلبات المهام تؤثر على التغييرات في الجهاز العصبي المركزي ولدى الفرد الرغبة في التعلم، فإن الجهاز العصبي القابل للتكيف سيستمر في تعلم الخطط الحركية وتعديلها وتكييفها طوال الحياة.

3- البرامج الحركية ومولدات الأنماط المركزية:

البرنامج الحركي هو نمط سلوكي مكتسب يُعرَّف بأنه شبكة عصبية يمكنها إنتاج أنماط إخراج إيقاعية مع أو بدون إدخال حسي أو تحكم مركزي، وهي مجموعات من أوامر الحركة أو “القواعد”، التي تحدد تفاصيل الحركة الماهرة، كما يحدد البرنامج العضلات المحددة المطلوبة وترتيب تنشيط العضلات والقوة والتوقيت والتسلسل ومدة تقلصات العضلات.

يساعد البرنامج في التحكم في درجات حرية تفاعل هياكل الجسم وعدد الطرق التي يعمل بها كل مكون على حدة. يحدد البرنامج الحركي المعمم نمطًا للحركة، بدلاً من كل جانب فردي للحركة. كما تسمح بالتعديل والمرونة والتكيف مع ميزات الحركة وفقًا للمتطلبات البيئية.

إن وجود برنامج وممارسات التصنيع الجيدة مفهوم مقبول بشكل عام. ومع ذلك، لم يتم العثور على دليل قوي على وجودهم، وقد تدعم التطورات في تقنيات تصوير الدماغ هذه النظرية في المستقبل.

4- نموذج بيئي للتحكم في الحركة:

تطور التحكم في المحركات بحيث يمكن للأشخاص التعامل مع البيئة من حولهم، كما يجب أن يركز الشخص على اكتشاف المعلومات في البيئة المباشرة (الإدراك) التي يتم تحديدها على أنها ضرورية لأداء المهمة وتحقيق الهدف النهائي المطلوب. الفرد هو مراقب نشط ومستكشف للبيئة، مما يسمح بتطوير طرق متعددة لإنجاز (اختيار وتنفيذ) أي مهمة معينة.

يحلل الفرد بيئة حسية معينة ويختار الطريقة الأنسب والأكثر فعالية لإكمال المهمة، كما يتكون الشخص من جميع هياكل ووظائف الجسم الوظيفية والمختلة الموجودة وتتفاعل مع بعضها البعض. المهمة هي السلوك الموجه بالهدف أو التحدي أو المشكلة التي يتعين حلها.

تتكون البيئة من كل شيء خارج الجسم موجود أو يُدرك أنه موجود، في العالم الخارجي. كل هذه التركيبات الثلاثة للتحكم في المحركات (شخص، مهمة، بيئة) ديناميكية ومتنوعة وتتفاعل مع بعضها البعض أثناء التعلم وإنتاج خطة حركية فعالة موجهة نحو الهدف.


شارك المقالة: