الهرمونات هي مسؤولة عن الكثير من التغييرات التي تحدث داخل الجسم فهي تُساعد على النمو والتكاثر وتنظيم الشهية وإدارة النوم. هناك هرمونات مُختلفة يُمكن أن تُؤثّر على نمط النوم بطرق مُختلفة ومن هذه الهرمونات ما يلي.
هرمونات تؤثر على النوم:
1- الإستروجين
الإستروجين: هو هرمون يُمكن أن يوجد في كل من الرجال والنساء. عادة ما يرتبط بالصحة الإنجابية، ويلعب دورًا رئيسيًا في الدورة الشهرية؛ ومع ذلك يحتوي الإستروجين أيضًا على عدد من الوظائف المُختلفة الأخرى. توجد مستقبلات هرمون الإستروجين في جميع أنحاء الجسم، حيث يسمح هذا الهرمون الخاص للجسم باستخدام السيروتونين، وهو ناقل عصبي مُهم يشعر بالراحة ويزيد من تكوين العظام وحتى يُساعد على دعم البشرة.
متى تحدث المشاكل في هرمون الإستروجين؟
مع التقدم في العمر، يُمكن أن تتذبذب مستويات هرمون الإستروجين، خاصة خلال الدورة الشهرية عند المرأة. ومع ذلك مع الاقتراب من سن اليأس، يُمكن أن تنخفض مستويات هذا الهرمون ممّا يُؤدي إلى عدد من الأعراض مثل الفترات غير المنتظمة والهبات الساخنة وتقلبات المزاج وآلام العضلات والمفاصل.
يُمكن أن تُؤثّر هذه الأعراض على نمط النوم حيث أن الاضطرابات الليلية تزعج النوم وتقلّب المزاج، ممّا يجعل من الصعب الاسترخاء قبل النوم.
2- البروجسترون
يُعرف البروجسترون باسم الهرمون الجنسي الأنثوي، وهو يُساعد على الحفاظ على بطانة الرحم في حالة الحمل، وهذا هو السبب في أن النساء يُعانن من مستويات عالية من هرمون البروجسترون بعد الإباضة.
يعتبر البروجسترون مُهمًا جدًا أيضًا لوظيفة الدماغ الصحية التي تُصنف أحيانًا على أنها عصبية. له تأثير طبيعي مضاد للقلق والذي يُمكن أن ينتج تأثير مهدئ. يُعتقد أن البروجسترون يُمكن أن يُساعد على النوم بشكل أسرع.
متى تحدث المشاكل في هرمون البروجسترون؟
على غرار هرمون الإستروجين عندما تبدأ مستويات البروجسترون في الانخفاض، سواء بسبب الحيض أو انقطاع الطمث، يُمكن أن يُسبب مشاكل في النوم. في حالة انقطاع الطمث قد يكون من المفيد تناول مُكمّل غذائي مثل دعم سن اليأس للمُساعدة في تصحيح هذا الخلل. ومع ذلك، إذا كنت تُعاني من انخفاض مستويات هرمون البروجسترون أثناء الحيض، فقد يُشير في بعض الأحيان إلى أن مستويات هرمون الإستروجين لديك مرتفعة للغاية، وفي هذه الحالة قد تبدأ ظهور أعراض مثل تقلبات المزاج واحتباس السوائل والتقلّصات.
3- التستوستيرون
هرمون التستوستيرون ليس هرموناً خاصاً للرجال فقط، ويلعب أيضًا دورًا مُهمًا في صحّة الإناث. في كلا الجنسين يعمل التستوستيرون لدعم الصحّة الإنجابية، كما أنه يُساعد على تنظيم كتلة العضلات والعظام أيضًا.
متى تحدث المشاكل في هرمون التستوستيرون؟
لا يُعاني الرجال عادة من انخفاض حاد في هرمون التستوستيرون. بدلاً من ذلك، ينخفض تدريجياً على مدى سنوات. ومع ذلك يُمكن أن يرتبط انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون بمشاكل النوم. على سبيل المثال غالبًا ما تتذبذب مستويات هرمون التستوستيرون على مدار اليوم، وقد ثبت أن المستويات تكون مرتفعة أثناء النوم. إذا كانت مستويات هرمون التستوستيرون تنخفض فيمكن ربطها بأعراض الأرق.
4- الأنسولين
هرمون الأنسولين له دور في تنظيم مستويات السكر في الدم. يتم إنتاج هذا الهرمون الأساسي في البنكرياس ويُساعد الجسم على الاستفادة من السكر أو الجلوكوز المُشتق من الطعام. الجلوكوز هو مصدر رئيسي للطاقة في الجسم، ولكن إذا كان مستوى الجلوكوز مرتفع في مجرى الدم، يُمكن أن يكون ضارًا بالصحة، وهذا هو السبب في إفراز الأنسولين غالبًا عندما تُصبح مستويات الجلوكوز في الدم مُرتفعة جدًا، ممّا يُساعد على تخزين الجلوكوز في الكبد حتى يُمكن استخدامه في وقت لاحق.
متى تحدث المشاكل في هرمون الأنسولين؟
عندما ترتفع مستويات الجلوكوز في الدم بشكل مُنتظم، يُمكن أن يُصبح الجسم أقل حساسية للأنسولين. هذا يعني أن الجسم يحتاج إلى إنتاج المزيد من الأنسولين ليكون له نفس التأثير، والذي يُمكن أن يتطوّر في بعض الأحيان إلى مرض السكري.
الحرمان من النوم يُمكن أن يرفع مستويات السكر في الدم ويشجع عادات الأكل غير الصحية والتي ستؤدي بعد ذلك إلى إطلاق المزيد من الأنسولين وربما تُسبب المزيد من مشاكل النوم مع تذبذب مستويات الجلوكوز في الدم أثناء الليل.
5- الكورتيزول والميلاتونين
الكورتيزول والميلاتونين هما الهرمونان الأساسيان اللذان ينظمان نمط النوم. يُعرف الكورتيزول غالبًا باسم “هرمون الإجهاد” وينتج عن طريق الغدد الكظرية. يُساعد على تنظيم عملية التمثيل الغذائي الخاص بك وتقليل الالتهاب، عندما يتم إطلاق الكورتيزول فإنَّه يرفع مستويات السكر في الدم وضغط الدم استعدادًا للنشاط البدني. كجزء من الإيقاع اليومي، عادةً ما يكون هناك ارتفاع للكورتيزول في الساعات الأولى من الصباح؛ ممّا يُساعد على الاستيقاظ والشعور بالانتعاش. مع تقدم اليوم ستنخفض مستويات الكورتيزول تدريجيًا مع إطلاق المزيد من الميلاتونين في الساعات التي تسبق النوم.
الميلاتونين أو هرمون النوم تصنعه الغدة الصنوبرية ويعمل مع الكورتيزول. عندما تكتشف الأعصاب البصرية تناقص الضوء الطبيعي، سوف يرسل رسالة إلى منطقة ما تحت المهاد، ممّا سوف يُؤدي إلى إطلاق الميلاتونين للمُساعدة على الاسترخاء والشعور بالنعاس استعدادًا للنوم. بشكل عام، مع زيادة مستويات الميلاتونين، تنخفض مستويات الكورتيزول والعكس صحيح.