ما هو الاندماج العظمي في زراعة الأسنان وما هي مراحله؟

اقرأ في هذا المقال


الاندماج العظمي في زراعة الأسنان:

الاندماج العظمي: هو الاتصال الهيكلي الذي يتشكل بين عظم الفك الطبيعي وزرع التيتانيوم، بالمقارنة مع خيارات تعويضات الأسنان التقليدية التي لا ترتبط مباشرة بعظم الفك، فإن زراعة الأسنان تعد خيار أفضل بكثير لأنها تحاكي قوة الأسنان الطبيعية ووظائفها.

تم اكتشاف الاندماج العظمي على محض الصدفة، وذلك في عام 1952 من قبل الباحث السويدي Brånemark، والذي كان يستخدم زرعات التيتانيوم لدراسة تدفق الدم في عظام الأرانب، عندما اكتملت الدراسة وحان الوقت لإزالة التيتانيوم، لم يتمكن (Brånemark) من إزالتها لأنها اندمجت تمامًا مع العظم، وهذا دليل على توافق التيتانيوم الحيوي.

يتطلب الاندماج العظمي تكوين عظم جديد حول التثبيت، حيث يحتاج تكوين العظام على سطح التيتانيوم إلى تكوين طبقة أكسيد، وترسيب فوسفات الكالسيوم، وترسب البروتين، ومع ذلك فإنّ الاندماج العظمي ليس الرابط المباشر بين العظم وسطح التيتانيوم، فهناك طبقة غير متبلورة بما في ذلك (osteopontin) أو osteocalcin التي تستخدمها بانيات العظم كسقالة.

تسمى نسبة التلامس العظمي والزرعات باسم (BIC)، ويكون (BIC) من 40٪ إلى 60٪ إذا تم الحصول على الاندماج العظمي، تم إجراء العديد من الدراسات لتعديل السطح لزيادة درجة (BIC)، وفي الآونة الأخيرة وجد أن المعالجات السطحية مثل التفريغ المتوهج، والحفر الحمضي، أو الأشعة فوق البنفسجية فعالة في الاندماج العظمي.

مراحل الاندماج العظمي:

تعّد عملية الاندماج العظمي عملية بطيئة، والتي يمكن أن تستغرق من 3 إلى 6 أشهر حتى تكتمل بشكل كامل، ويتم تقسيم عملية الاندماج العظمي بأكملها إلى 4 مراحل والتي تشمل ما يلي:

1. (Hemostasis):

يبدأ الاندماج العظمي بمجرد حفر ثقب في موقع الزرعة ووضع عمود التيتانيوم في اتصال مع عظم الفك، بمجرد حفر الموقع تتمزق الأوعية الدموية مسببة بعض النزيف الطفيف واستجابة طبيعية للمنطقة لبدء الشفاء.

في غضون بضع دقائق، تبدأ بعض الأيونات وبروتينات المصل التي تتسرب من الأوعية الدموية في الالتصاق بسطح غرسة التيتانيوم، وأثناء حدوث ذلك تبدأ الأوعية الدموية أيضًا في شفاء نفسها عن طريق إطلاق الصفيحات التي تتجمع معًا لإغلاق المنطقة الممزقة، ثم تبدأ مونومرات الفيبرين في الانتشار بسبب الجلطة الدموية الناتجة عن شفاء الأوعية الدموية وتلتصق بسطح الزرعة.

2. (Inflammation):

بعد عدة ساعات من الجراحة، يتم إطلاق الخلايا المسؤولة عن وظائف المناعة في الجسم لتنظيف الجرح من مادة العظام والأنسجة وبكتيريا الفم، ثم تصبح الأوعية الدموية أكثر نفاذاً مما يتسبب في تحريك الخلايا البطانية قليلاً عن بعضها البعض، يسمح هذا للكريات البيض متعددة النوى (pml’s) بالتخلل عبر جدران الأوعية الدموية ودخول الجرح.

عندما تصل الكريات البيض متعددة النوى إلى الجرح، فإنها تبدأ في قتل البكتيريا عن طريق إطلاق أنواع الأكسجين والإنزيمات الهاضمة للغاية، ونظرًا لارتفاع كمية البكتيريا في الجرح، يتم إطلاق البلاعم أيضًا للمساعدة في قتل البكتيريا من خلال البلعمة خلال الجزء الأخير من المرحلة الالتهابية.

3. الانتشار (Proliferation):

بعد أيام قليلة من الجراحة، تدخل خلية موجودة في النسيج الضام تُعرف باسم الخلايا الليفية إلى الجرح وتنتج الكولاجين والألياف الأخرى، وهذا يحفز تكوين الخلايا المحيطة بالأوعية الدموية وهي نوع من الخلايا الجذعية الموجودة في الأوعية الدموية، ونتيجة لذلك يتم تكوين أوعية دموية جديدة مدمجة في شبكة الأوعية الدموية الموجودة، ثم يتم استعادة إمداد الأكسجين للسماح ببدء التئام العظام.

بعد حوالي أسبوع من الجراحة، تبدأ خلية عظمية كبيرة متعددة النوى تعرف باسم ناقضات العظم بامتصاص أنسجة العظام ، وهي خطوة ضرورية لمرحلة الشفاء، ونظرًا لأن ناقضات العظم تذوب بعضًا من بنية العظام بحمض الهيدروكلوريك، يتم إطلاق بعض المنتجات الثانوية الضرورية لتشكيل أنسجة عظمية جديدة، يتصل النسيج العظمي الجديد بسطح الزرعة من خلال ألياف الكولاجين التي ترتبط بطبقة بروتينية رفيعة بين عظم الفك والزرعة، بحلول نهاية الأسبوع الأول بعد الجراحة يكون هناك هيكل عظمي منسوج جديد يتكون على سطح حشوة التيتانيوم وهو أمر مهم للغاية لاستقرار الزرعة.

4. إعادة التشكيل (Remodelling):

بعد عدة أسابيع من الجراحة يبدأ الهيكل العظمي الجديد في إعادة تشكيل نفسه بطريقة تجعله شديد الاستجابة لقوى الإطباق، ويحدث هذا عادة على شكل هياكل عظمية متصلة بعمود التيتانيوم بزوايا قائمة.

مع مرور أشهر عدة، تبدأ بنية العظام الصفائحية في التكون، وتكون محاذاة موازية للكولاجين، وهذا التكوين العظمي الرقائقي قوي للغاية مما يسمح للأسنان المزروعة بالعمل بكامل طاقتها.


شارك المقالة: