دعاء الألفة بين القلوب

اقرأ في هذا المقال


يقول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: “وإذا سَألك عبادي عَني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دَعان“، البقرة الآية 186، يعتبر الدُعاء أحد الوسائل الناجحة التي يتقرب بها العبد المسلم من الله تبارك وتعالى، وأحد العبادات سهلة التطبيق والعمل بها، ويستطيع الفرد من خلال الدُعاء أن يطلب من الله جلَّ جلاله ما يريد أن يتحقق ويتمنى، والله تبارك وتعالى يُحب العبد اللحوح في الدُعاء.

وحثَّنا سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام على حب العبد المسلم لأخيه، والتأليف فيما بينهم، ويمكن للمسلم أن يحقق هدف تأليف القلوب من خلال الدُعاء، وتوجد العديد من الأدعية المأثورة عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في السنة النبوية المطهرة والتي تتضمن موضوع الألفة بين القلوب،  وفي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن الأدعية التي يمكن أن يقولها الفرد المسلم لغرض الألفة وكذلك من أجل جمع الشمل.

ما هي أدعية الألفة بين القلوب

توجد العديد من الأدعية التي يستطيع الفرد المسلم أن يطلب فيها الألفة بين القلوب وكذلك أن يطلب جمع الشمل، ونود في هذا المقال أن نذكر أهم الأدعية المأثورة والغير مأثورة والتي يستطيع الفرد أن يُحقق من خلالها غرض الألفة، وهي على النحو الآتي:

  • في رواية عن الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضوان الله تبارك وتعالى عليه قال: “كان يُعلِّمُنا كلِماتٍ، ولم يكُنْ يُعلِّمُناهنَّ كما يُعلِّمُنا التشهُّدَ: اللَّهمَّ ألِّفْ بينَ قلوبِنا، وأَصلِحْ ذاتَ بينِنا، واهدِنا سُبُلَ السلامِ، ونَجِّنا مِن الظُّلماتِ إلى النورِ، وجنِّبْنا الفواحشَ ما ظهَرَ منها وما بطَنَ، وبارِكْ لنا في أسماعِنا، وأبصارِنا، وقلوبِنا، وأزواجِنا، وذرِّيَّاتِنا، وتُبْ علينا، إنَّك أنت التوَّابُ الرَّحيمُ، واجعَلْنا شاكِرينَ لنعمتِك، مُثْنينَ بها قابِليها، وأَتِمَّها علينا“.
  • يمكن للفرد المسلم أن يدعو الله تبارك وتعالى للألفة بين القلوب وجمع الشمل وهذا من خلال قوله دُعاء: “اللَّهُمَّ ألِّف بين قلوبنا كما ألّفتَ بين المهاجرين والأنصار، وألّف اللهمّ بيننا وبين عبادك الصالحين. اللهم ارزقنا الإنصاف في القول والفعل، وجنّبنا أن نؤذي فيك أحدًا. اللهم اجعل شرعك وسنّة نبيّك الحاكم لأخلاقنا، واجمع شملنا تحت لواء لا إله إلّا الله محمّد رسول الله. اللهم نقِّ ألسنتنا من أمراض الغيبة والنميمة تلك التي تعكر صفو محبتنا“.
  • أن يقول المسلم دُعاء تأليف لقلوب وجمع الشمل: “اللَّهُمَّ أغِث أحبتنا بغيثٍ من السعادة يَسقي فؤادهم فيُزهر بالمحبة. اللَّهُمَّ سخر لي ولأحبتي من حظوظ الدنيا أجملها، واصرف عنّا كل ما هو شر. اللَّهُمَّ يا جواد جُد علينا بلم شلمنا فإنّ قلوبنا من البعد اكتَوَت. اللَّهُمَّ طهّر لنا قلوبنا واحفظ أحبتنا واكفِنا اللَّهُمَّ شرّ ما يخفيه عنّا الغيب. اللَّهُمَّ يا واصل المنقطعين أوصلنا إليك ولمن أحبنا فيك. اللهم قلبًا صادقًا محبًا منصفًا لا يظلم ولا يُظلم. اللَّهُمَّ زدني قربًا وحبًا ممن أحبني فيك. اللَّهُمَّ ردَّ إلينا غائبنا واجمع شملنا برضاك وعفوك. اللَّهُمَّ أدِم بالوفاق والحبّ وصلنا بين الأحبة“.
  •  أن يدعو المسلم العبد الله جلَّ جلاله للألفة بين القلوب وهذا من خلال قوله: “اللَّهُمَّ احفظنا بحفظك العظيم، واجعلنا في ودائعك، اللَّهُمَّ احفظ علينا أنفسنا واحفظ لنا أهلنا ومن نحب يا رب العالمين. اللَّهُمَّ اجعلنا إخوةً متحابين فيك ولا تفرّقنا. اللَّهُمَّ يا جامع الناس اجمع شمل أسرتنا“.
  • أو قول المسلم دُعاء: “اللَّهُمَّ أنت وحدك المطّلع على قلوب عبادك فاجعلها دائمة التواصل بأحبتها. اللَّهُمَّ يا جابر القلوب ويا مُجير كلّ مكروب اجبر قلوبنا برباط الأُخوّة وأجِرنا من الافتراق، اللَّهُمَّ إنّا نعوذ بك من الخذلان وفراق الأهل والخلّان والخراب في الأوطان. اللَّهُمَّ إنّا نعوذ بك من الفرقة بين الأصحاب، ومن أن يتسلّط على عبادك الصالحين شياطين الإنس والجنّ فيفرّقوا بينهم“.

كما ويُمكن للفرد المسلم أن يدعو الله جل جلاله بتواجد تلك النية الصادقة والخالصة والتي يطلب من خلاله أن يؤلف بين قلوب الأحبة، وهذا بأي صيغة أراد وأي لغة كانت، ولا يُشترط عيه بتاتاً أن يدعو بصيغة مشروطة أو صيغة معينة، ولهذا لأنَّ الألفة والمحبة أحد العبادات التي تقرب العبد من الله جلَّ جلاله.

كما وأنَّ الإصلاح بين القلوب واجب، حيث قال الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: “{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}، وقال سيدنا محمد عليه أفضل الصلتة وأتمِّ التسليم أيضاً في هذا الصدد: “كلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فِيْهِ الشَّمْسُ يَعْدِلُ بَيْنَ النَّاسِ صَدَقَةٌ“.


شارك المقالة: