مبادئ علم التجويد

اقرأ في هذا المقال


إنَّ لكل علم ميدانه ومجالاته وعلمائه الذين يبحثون ويكتبون فيه، ولعلم التجويد مجالات وقواعد ومبادئ كثيرة، ويرتقي العلم والعلماء الذين يعملون في هذا العلم بحسب فضل وعظمة العلم الذي يبحثون فيه، ولعلم التجويد فضلٌ ومكانةٌ كبيرةٌ جداً لارتباطه بالقرآن الكريم، فإن للقرآن الكريم عظمة وإجلالٌ عند المسلمين العلماء منهم والباحثين، فكل علمٍ يتعلق به علمٌ جليل، فالتلاوة والتجويد جزء لا يتجزأ عن القرآن الكريم وله مبادئ عديدة.

مبادئ علم التجويد العشرة

أولا تعريف علم التجويد

التجويد لغةً: هو من جَوَّد بمعنى حسَّن، من التحسين والإتقان والإحكام.

التجويد اصطلاحاً: هو أن يخرج كل حرف من حروف اللغة العربية من مخرجه الصحيح من الفم، ونطق حروف القرآن الكريم نُطقا سليما صحيحاً ليس فيه أخطاء، في نطاق قواعد علم التجويد التي وضعها علماء التلاوة والتجويد.

ومُستحق التجويد: هو الصفة التي تلتصق بالحرف أحياناً وتبتعد عنه أحيانا أخرى، كالتفخيم والترقيق.

ثانيا الاسم الخاص بالتجويد

اسمهُ: علمُ التَّجويدِ.

ثالثا موضوع علم التجويد

يدور علم التجويد حول الكلمة القرآنية من حيث النطق بها، وإعطائها حقها من خلال الترقيق أو التفخيم.

رابعا ثمار علم التجويد

الثمرة من علم التجويد، هي ابتعاد اللسان عن الوقوع بالخطأ عند قراءة حرف القرآن الكريم، فابتعاد المسلم عن الخطأ بقصدٍ أو بغير قصدٍ في قراءة القرآن الكريم يوصله إلى أعلى مراتب ودرجات قارئ القرآن الكريم، وأخذ الأجر الكامل من وراء قراءته.

وابتعاد المسلم عن الخطأ بالتلاوة يأتي بأمور عديده وهي:

1- التكرار في قراءة الكلمة القرآنية أكثر من مرَّة لحفظ طريقة نطقها.

2- معرفة أحكام التلاوة والتجويد ليتحسن صوت القارئ أثناء قراءته.

3- العلم بصفات الحرف التفخيمية أو الترقيقية.

4- العلم بأماكن خروج الأحرف وكيفية نطقها.

خامسا نسبة علم التجويد

وهو من أوائل العلوم الشرعية المتخصصة بالقرآن الكريم؛ لأن القرآن الكريم هو الذي جاء بأحكامه.

سادسا واضع علم التجويد

الذي وضع علم التجويد بالأصل والطريقة العملية هو الرسول محمد-صلَّى الله عليه وسلم- من خلال أخذه من سيدنا جبريل -عليه السلام-، عن الله -عزَّ وجلَّ- ثمَّ أخذه الصحابة -رضوان الله عليهم- عن الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومن ثمَّ أخذهُ التابعين من بعدهم وتابعين التابعين حتى وصل إلينا مُجوَّداً بقراءاته العديدة.

أمَّا من خلال الطريقة العِلميَّةِ فتعددت الأقوال بمن وضع أحكام التلاوة والتجويد، وقواعده، وأصوله، فقيل: أنَّهُ الخليلُ بن أحمد الفَراهيديُّ، وقيلَ:  أبو الأسود الدُّؤَلي، وقيلَ: حفصُ بن عمر الدُّوريُّ، وقيل: أئمة القُرَّاء.

سابعا فضل علم التجويد

بسبب تعلق علم التجويد بالقرآن الكريم يعتبر من أفضل وأعظم العلوم في الدنيا وأشرفها على الإطلاق.

ثامنا مسائل علم التجويد

يبحث علم التجويد في مسائل وقضايا وقواعد عديدة، التي تُعرف فرعيات هذا العلم، التي وضعها علماء التجويد لدراسة هذا العلم ومعرفة أُصولِهِ، مثل: أحكام المد والقصر، وأحكام النون الساكنة والتنوين، وأحكام الميم الساكنة والتنوين.

تاسعا استمداد علم التجويد

استمدَّ العلماء علم التجويد من طريقة قراءة سيدنا جبريل -عليه السلام- للقرآن الكريم التي قرأها على سيدنا محمد -صلَّى الله ُعليه وسلَّم- ومن ثُمَّ انتقلت إلينا عن طريق قراءة الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- على الصحابة -رضوان الله عليهم- ومن ثُمَّ قراءتهم على تابعينهم ومن ثم تابعين تابعينهم، وهكذا حتى وصلت إلى علمائنا الأفاضل وعلموها لنا.

عاشرا حكم الشرع بعلم التجويد

لقد جعل الله عزَّ وجلَّ لمن يريد أن يقرأ القرآن الكريم أن يقرأهُ قراءةً صحيحةً مُجوَّدةً بأحكام التجويد، وقد فرَّقَ الرسولُ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بين من يقرأ القرآن الكريم قراءة ًمُجوَّدة بالقارئ الماهر، وبين من يقرأ القرآن الكريم ويتلكك في قراءته لعدم معرفته بأحكام التلاوة والتجويد، ولكنه يحاول القراءة، فقد قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “الماهرُ بالقرآن مع السَّفَرة الكرام البَرَرة، والذي يقرأ القرآن، ويتعتع فيه، وهو عليه شاقٌّ، له أجران”.

فعلى ذلك فإنَّ تعلم أحكام التلاوة والتجويد فرض كفاية، فإذا تعلمه بعض من الناس سقط عن باقي الناس، أما العمل به في تلاوة القرآن الكريم والقراءة به فرض عين على كل مسلم ومسلمة.

الدليل على وجوب علم التجويد

الدليل على وجوب العلم بأحكام التجويد فورد دليله في القرآن الكريم وفي السُنَّة النبوية وإجماع العلماء.

والدليل من كتاب الله عزَّ وجلَّ قوله تعالى: “وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا” ( سورة المزمل: 4)، فالآية الكريمة جاءت بالوجوب لتعلم ترتيل القرآن الكريم.

والدليل من السُنَّة النبوية المُشرَّفة: ما رواه سيدنا أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “ما أذِن اللهُ لشيء ما أذِن لنبيٍّ حسنِ الصوتِ، يتغنَّى بالقرآن يجهَرُ به”.

أما الدليل من إجماع علماء الأمة: فقد اجتمع علماء الأمة من عهد النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى يومنا هذا على وجوب قراءة القرآن الكريم بأحكام التلاوة والتجويد، فهذا الإجماع إلى يومنا هذا لم يختلف فيه أحدٌ.

وفي النهاية لا بدَّ من تعلُمِ أحكام التجويد من علمائنا الأفاضل وتعليمها لأجيالنا القادمة، وتطبيقها على قراءتنا والتجمل بأصواتنا عند القراءة بها؛ لكي يعلم الجميع عن جمال قرآننا الكريم وجمال قراءته وتعلم أحكامه وتعليمها، فلمُعلمها ومُتعلمها مكانة عظيمة عند سائر الخلق من الشرق للغرب، فمتعلمها يغدو في أعلى وأجمل المراتب عند تعلمها وتلقينها على مسامع غيره من الناس.

المصدر: التحديد في الإتقان والتجويد،أبي عمرو الداني،2000التمهيد في علم التجويد،ابن الجزري،2006بغية المستفيد في علم التجويد،ابن بلبان الحنبلي،2000الوجيز في علم التجويد،محمود سيبويه البدوي،2016


شارك المقالة: